الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماوراء الصورة

محمود المصلح

2009 / 12 / 27
الادب والفن



كانت فكرة الخلود ولم تزل تؤرق بال الكثير من الناس على مر العصور ، ولعل فكرة الصورة وما يدور حولها من الهروب الى تخليد الذكرى ولو على الورق ..( على الرغم من ان الورق بات شيأ قديما في عالم التصوير الرقمي بما اتاحته تكنولوجيا التصوير من تخزين الصور على اجهزة التخزين المختلفة واشرطة السينما والفيديو ) على الرغم من التطور الذي طرأ على فن الصورة والتصوير عموما ، الى ان وصل الان الى الصورة الرقمية بكل ابعادها واشكالها واهدافها وما ترمي اليه .
لعبت الصورة عبر التاريخ الانساني دورا بارزا ومؤثرا لا يخفى على احد ، من رسومات وصور الكهوف الى فن التصوير اليدوي مرورا بعصر النهضة وصولا الى الة التصوير الضؤي وليس اخيرا عالم المتعة والدنيا
( السينما ) حبيبة الملايين وما تبعها من تطور تكنولوجي في مجال الصورة الرقمية واجهزة التصوير واتاحتها بشكل سخي امام العامة بعد ان كانت لفترة ليست بوجيزة حكرا على خاصة الخاصة .
شكلت الصور وجدان الانسان واطلقت افكاره الحبيسة وحلقت به في عالم الخيال والتخيل ( ميزة الانسان الفريدة ) الذي أي الخيال والتخيل سيكون له الاثر العظيم في عالم السينما وما تنطوي عليه كما كان على الدوام في عالم الابداع بأشكاله المختلفة ..
بهذا تكون الصورة قد لبت حاجة انسانية ، قد تبدو ترفية ، ولكنها تتعدى ذلك الى ان تكون ضرورة حتمية ..
فكم هي فرحتنا ونحن نقلب علبنا ومخلفاتنا القديمة في ركن معتم من صندوق في مستودع ، فنجد الصور القادمة من البعيد تخزن الذكريات وتطبعها في ذاكرتنا وترسمها في مخيالاتنا ، تاتي محملة بكل اشكال الحب والذكريات على مختلف مستوياتها ، بالبيض والاسود ، بالالوان ، واالتالف منها حفظناه بورق لاصق شفاف ، حتى لتغدو الصورة ان تكون تمثل انسانا بكامل انسانيته ولو على الورق ، او ربما على شريط فيديو ، او على جهاز تخزين معلومات رقمية نقال ، او كما اليوم على هواتف الخلوي ، نخرج الصور بحنو ومتعة لاناس ربما رحلوا او بعدو ، او صورنا ونحن صغارا .. ترجعنا سنين للخلف وتدفعنا سنين للامام ، تغوص بنا الى اعماق الماضي ربما تعيدنا اطفالا نتتبع خطى الزمن الجميل الذي مضى وتضعنا في في اطارها القديم المعتق بكل ما يحوي من عبق .
فكم من صورة اوضحت تاريخا او كشفت مستورا وكم من صورة نطقت بما لم ينطق واخبرت بما لم نعرف ،
الصورة تنطق بما نحب تماما كما تنطق بما نكره ، جريئة صادقة ، ربما تكون احيانا كاذبة ، لكنها على الاغلب تنطق بما حوت وشاهدت وخلدت ، فمنذ ان وقفنا امام العدسة واستمعنا لتعليمات المصور .. كانه قائد ميداني :
قف ، تراجع ، انظر لليمين ، يأخذ يدي يضعها على كتفك يعيد ترتيبنا ونحن ننقاد له بعفوية ويسر ابتسم : 1-2-3 ثم يلمع الضوء .. مبروك .
وكم ستكون لهفتنا ونحن ننتظر الموعد المحدد لاستلام الصور ، ناخذها نتفحصها نعرضها على الجدران وبعضها نخفيه لاسباب مختلفة . لقادم ايامنا . لتنطق بما كان عليه ماضينا . اليوم شعرنا ابيض تغيرت تقاسيم وجوهنا .. كما تغيرت تفاصيل حياتنا .. هذا وتشير الى صورة احدهم كان معنا ، .. صديقنا .. ربما سافر هذا او توفي او رحل وانقطعت اخباره ، وهذا عمي وخالي واخي وجاري ... وهذ ا وهذا ..لكل منهم صورة تنطق بالف حكاية وحكاية .. تذكر بالزمان والمكان والحدث والاشخاص ..تستدعي الذاكرة المنسية العتيقة من دهليز معتمة في التاريخ .. فتضيئها لتفور الاحداث منها .
صورنا هي حكايتنا .. وحياتنا المنسية .. الحاضرة .. صورنا هي ذاكرتنا الخصبة التسجيلية .. تاريخنا .. تخلد الموقف بخزنتها البصرية ( او السمع بصرية ) لتشعل قناديل الذكرى بعد حين .. كلما دق لنا ناقوس للذكرى نهرع اليها نجتر الماضي بكل ما فيه .. نحتسي القهوة مع من رحلوا او بعدوا .. تلهمنا اللحظة ناخذ صورة او اكثر نطبعها ونوزعها ربما نضعها في محفظتنا لنكون اقرب كل حين ، او ربما نكبرها ونحيطها باطار من الازهار ونعلقها على الجدار لتبقى ناقوسا يدق للذكرى ولحنا يعزف او يغرف من الماضي الجميل .
هي صور .. ونحن صور ..وحياتنا صور متلاحقة مركبة .. اذا ابتسم انت امام الكاميرا 321 تشك تشك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظروا لقاء مع أبطال مسلسل دواعي السفر وحوار مع الفنان محمد


.. فاكرين القصيدة دى من فيلم عسكر في المعسكر؟ سليمان عيد حكال




.. حديث السوشال | 1.6 مليون شخص.. مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرت


.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص




.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..