الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر لماذا يستفزنا هذا الطرح ؟

ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)

2004 / 6 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لااستطيع ان افهم هذه الضجة التي يثيرها اخواني العراقيين خارج الوطن حول تصريح اشار الى احتمال ( عدم اشراك عراقيوا المنافي في الانتخابات المقبلة )
انا من هؤلاء العراقيين ولكن هذا الطرح لم يستفزني مثلهم اما لماذا ؟ فهو ماساجيب عليه هنا واعتقد انه وجهة نظر قابلة للنقاش..
لنتفق اولا ان الهدف من الانتخابات أي انتخابات هو ايصال من يستطيع خدمة الامة الى موقع القرار، ومن هنا فان تقديرمن يستطيع ذلك يكون حصرا بتقديري بمن يعيش ضمن حدود تلك الامة من ابناءها ، لانه وحده سيتاثر بمن سيكون في ذلك المركز .
وتبدو القضية اكثر وضوحا فيما يتعلق بالشان العراقي ، نعم لقد ناضل عراقيوا الشتات ضد النظام الدكتاتوري الفاشي ولعبوا دورا في فضح سياساته الدموية امام العالم ، وبعضهم حمل السلاح لاسقاطه في كردستان العراق ولكن هذا ( حسب تقديري ) لايمنحهم حق الانتخاب والاختيار دون ان يكلف بعضهم نفسه عناء زيارة الوطن والوقوف عن كثب على حجم معاناة اهله هناك والتي لايمكن ان تصورها مقالات الصحف ومواقع الانترنيت ، واكتفى البعض الاخر وانا منهم بزيارة امتدت لشهر او شهرين او ثلاثة على احسن حال وعاد ليستقر في منفاه تحت لافتات شتى ( الوضع الامني..الالتزامات العائلية..مستقبل الاولاد .. الظروف الحياتية ) وانا هنا لااعطي نفسي الحق في رفض هذه الظروف او التشكيك بها ( معاذ الله ) فمن حق كل مواطن ان يختار ظروف العيش الملائمة له خاصة وان اغلبنا استقر في هذه المنافي سنوات طويلة ونظم حياته فيها بشكل او باخر . اذن عاد ليعيش ويراقب من بعيد مايجري في وطن دمرته الدكتاتورية ومزقت نسيجه الاجتماعي وجاءت الحرب لتجهز على ماتبقى منه ، فيما ظل اهله واخوانه واصدقاؤه يعيشون الماساة يوما بيوم وساعة بساعة ،اولئك وحدهم ومن قرر العودة والاستقرار منا نحن عراقيوا المنافي متجاوزا كل الصعوبات ورابطا مصيره بالارض لهم حق القرار بمن سيحكمهم لاحقا ، لانهم عاشوا تجربة الاحتلال وتجربة مجلس الحكم والوزارة التي شكلها ، والممارسات اليومية للاحزاب قديمها وجديدها ، عرفوا من هو الصالح ومن هو الطالح ، من جاء لخدمة الوطن حقا ومن جاء من اجل النهب والسرقة وتكديس الاموال ، من جاء ليخدم العراق ومن جاء ليخدم حزبه او طائفته او قوميته او دينه على حساب العراق الوطن والعراق الناس ، وبالتالي فان بامكانهم ان يختاروا حكاما يبنون لهم وطنا يعوضهم سنوات القهر والحرمان .
لقد فتح لنا الوطن ذراعيه بعد سقوط الدكتاتورية ، ولكننا اخترنا الطريق الاسهل العيش خارجا ، في اوطان اعطتنا حقوقنا كاملة ، فنحن نتمتع بالضمان الحياتي والصحي والبيئة النظيفة غير الملوثة ، واغلبنا حصل على جنسية منفاه ، وينتخب نوابا محليين ومسؤولين بلديين، واحيانا يساهم في انشطة احزاب سياسية اصبح عضوا فاعلا فيها اذن لماذا نعطي لانفسنا حقين واكثر ...حقين في الانتخابات وابداء الراي والاكثر الهدوء وراحة البال والامان والاستقرار ومستقبل الاولاد ، وحرية زيارة الوطن متى نشاء والعودة الى مرابط خيلنا بجوازات اجنبية مضافة لجوازنا العراقي وتتيح لنا التجوال دون اية فيزة ( لاحظوا ان هناك دولا اوربية اعضاء في الاتحاد الاوربي مازالت تمنع ازدواجية الجنسية ) .
ان أي واحد منا اذا قدر له ان يمنح حق الانتخاب فسينتخب اما بمشاعره فيصوت للقومية او الدين او الطائفة ، واما بانحياز ايديولوجي فيصوت لحزبه دون ان يعرف عن قرب ممارسات هذا لحزب اليومية خلال المرحلة التي تلت سقوط الدكتاتورية ، اما المستقلون او الليبراليون فسيصوتون بالتاكيد تحت تاثير مانشر وينشر عن الوضع العراقي ، رغم ان اغلب ماينشر بعيد تماما عما يحدث على ارض الواقع .، ليس لدي ادنى شك بان وراء المطالبة بهذا الحق نوايا حسنة ولكن النوايا الحسنة والمشاعر لاتكفي لاتكفي لبناء وطن مهدم كالعراق .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. وتوقف دخول


.. بعد قتله جنديين.. حزب الله يستهدف مجدداً ضباطاً إسرائيليين ب




.. هل سيطرة إسرائيل على معبر رفح مقدمة للسيطرة على المدينة بكام


.. شقاق متزايد في علاقة الحليفين.. غضب إسرائيلي من -الفخ الأمير




.. ترامب يتهم بايدن بتزوير المحاكمة لأهداف سياسية