الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كربلاء عاشوراء ومسرح الفرجة والتحريض الحسيني

عصمان فارس

2009 / 12 / 27
الادب والفن




عندما تتحول مناسبة دينية الى منبر لنقد سياسي واجتماعي ساخر وهو الملمح الاساسي لثورية وفجيعة استشهاد سيد شباب اهل الجنة وهو يرفض ان يرفع الراية البيضاء ومن يحيي المناسبة اليوم على مسرح ارض الطف كربلاء هم احفاد الحسين وهم يبحتون عن رغيف الخبز والواقع المرير لشعب ممزق ووطن ممزق وهو يركض ويلهت باحثآ عن الخبز المغمس بالدم في زمن رديئ يحكمه ابو حقي
ويسود الظلم والفساد، ان عملية قراءة خريطة المسرح الحسيني او صرخات مسرح تراجيديا الشارع في عاشوراء الفجيعة ومعاناة الفقراء خلق مسرح وطني تجاوز حدود مراسيم الاحتفال التقليدي مثل اللطم والبكاء والعويل لشعب مسيس وتحولت صرخاته الى الاعلان عن الاحتجاج ورفض لسياسة الحاكم الظالم وكشف المسكوت عنه وتجاوز حاجز الخوف ورفض لكل قوى التخلف والخنوع
وتحولت اشعاروطقوس المناسبة الى برلمان الشعب ليعلن في اشعاره انهم امتداد لموقف جدهم الرافض للظلم وناصر
الحق ،وكان خطابه انسانيآ في مسرحه الحسيني المباشر ليفتح فضاءات الحرية على مسرحنا العربي وهو
ينشد ويتوق للحرية والحياة الحرة والكريمة وتحول سيميائية المكان في كربلاء الحبيبة وصيرورتها الانسان وهو يعبر عن سر المسرح وعن كلمة وجوهرمسرح الشارع وسحر المكان وقدسيته وبدون اي فبركة اوحذلقة من لصوص ودهاقنة السياسة ،وجوهر ومادة الفكرالانساني هو الجمهور والشعب المضيع والمكبل هذا هو المسرح نفكر فيه وندعوا اليه.هذا هوالحقيقي اسوة بالمسرح الاغريقي والذي نشآ في حضن الدين وفق اليات
المسرح ومنظومة فكرية معاصرة وصحوة لتجاوز الفكر المتحجر والمتخلف والذي يعتبر المسرح حرام وكل اصحاب الايديولوجيات المضادة والتي تستخدم الدين بشكل سلبي ، فالمسرح هو
فعل تحرر جمعي وجمالي يتعامل بكل قيم انسانية نابعة من ثراء المناسبة الدينية،ومطالب المجتمع المدني الساعي للتحرر تتزامن
وتتوافق مع حجم المناسبة الدينية وفكر وقيم كانت حالة المخاض السياسي المتعثرة التي تعانيها بلادنا، تجعلنا لا نكتفي بأنه "ثمة ما يتحرك في رحم هذا البلد"، بل نضيف أن هذا الجنين قد بدت أجزاء منه بالفعل وكما قلنا إن فنون الفرجة الشعبية، هي لسان حال الشارع، فمتى كان هذا الفم مكمما التصقت تلك الكمامة بفم الفنان الشعبي، ومتى سمع صوت هذا الشعب وأنينه سمع الصوت المعبر عنه فنيا ليست الصورة وردية كما يروج اعلام السلطة ومنافقيها .. وردت الحشود قائلة: "وين حامي الحرب على المفسدين/ ليش ما شفنا حكم عل المجرمين/ رقابهم محد لواها/ لا قضاء ولا نزاهة"..ورددت حشود أخرى هتافات اتهمت جميع الأحزاب والكيانات السياسية بالعمالة والتآمر على المواطن والعراق قائلين
"تدري جيران الوطن متآمرين/ على تمزيق الوطن متوحدين/ كل حزب عنده أجنده/ والشعب بس الله عنده/ يا إمام الثائرين/ على دربك سائرين ياحسين .ورددت حشود اخرى قائلة "كم وزارة سابحة ببحر الفساد/ دمرت هذي الحالة أحوال البلاد/ ما كو لهم ليش ؟

ورددت جموع اخرى "نحن ندري الموت خبز الفقراء/ يدورددت جموع تالية قائلة "نحن لا نريد من يبني له قصر على دجلة/ والشعب يقتله الفقر/ أسالك اين العدالة/ الشعب ساءت أحواله"ه بيد من سفك دم الأبرياء/ جئنا نشكى لك يا حسين/سرقنا المدعي "

ولا أريد لكلماتي أن تكون دعائية فتراهن على تجربة مسرح الشارع الحالية، وتراها ضمير الأمة، غير أن جوهر وخصوصية فن الشارع، أنه يولد على الأرض، مثله في ذلك مثل الفعل السياسي النضالي الحقيقي، على الأرض يولد، ومنها يستمد قوته وشجاعته , ومسرح الشارع بهذه الصورة يقدم وصفة عطار ماهر للمنطقة المحتقنة بين السياسي والفني، ويرصد لمشهد يمد فيه هذا يده لذاك. وبقدر ما يحتاج السياسي الآن لخطاب حاشد وحيوي ومتفاعل، سيقدمه له الفن؛ بقدر ما يحتاج الفن الراكد لوعي طازج وتعبوي . وهذه مجرد مقدمة متواضعة وشذرات اهديها للكاتب والصديق رضا الخفاجي وهو من المع منظري وكتاب المسرح الحسيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي