الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقل الفكة والوجع العراقي

عواطف عبداللطيف

2009 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


إن أقتحام قوة إيرانية حقل الفكة النفطي بمحافظة ميسان يوم (18/12/2009) ورفع العلم الإيراني يعد وكسة بحق الساسة العراقيين الذين لا هم لهم وخصوصاً في الوقت الحاضر سوى الصراع على المغانم والمزايا الشخصية وعقد الأتفاقيات وتقديم التنازلات لتغيير الوجوه من أجل المحافظة على تقسيم الكعكة تاركين شعبهم يعيش ويلات فقدان الأمن وفقدان أنسانيتهم حيث ان النسبة المتزايدة تشير الى أن معظم العراقيين يعيشون تحت مستوى خط الفقر أضافة الى تعاظم عدد الأرامل والأيتام والعاطلين عن العمل وضياع الشباب والكفاءات ووأد الطفولة وهذا إن دل على شئ فهو يدل على إمتهان لكرامة شعب عريق أصيل يقال عنه أنه يملك أكبر الثروات الطبيعية المتمثلة في النفط في العالم يضاف عليها أنواع أخرى من الخيرات وأهمها السياحة الدينية التي أصبحت نقطة خلاف في كيفية الأستيلاء عليها وتقاسم مواردها.

إن أمريكا تنظر الى العراق كبقرة حلوب ونقطة إرتكاز لتنفيذ مطامعها في المنطقة فلا يهمها أن يضيع بئر من أجل أن يسير مخططها بالشكل المطلوب وأستمرار تواجدها واحتلالها للعراق .

ولكن كان على الحكومة العراقية إتخاذ إجراءات صارمة بصدد ذلك والوقوف موقف نبيل موحد وتقديم الضمانات للشعب العراقي لمنع أي خروقات مستقبلية تقود الى إنتهاك سيادة العراق والأضرار بمصالحه وعدم السكوت عن أي شئ يمسها ويكفينا هنا الأستشاد بصحة هذه الخروقات :
(ففي أستضافته في البرلمان قال وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري إن إيران تنتهك الحدود العراقية منذ عام 2006، وأوضح إن الفنيين العراقيين الذين يعملون في الآبار النفطية الحدودية يتعرضون لاستفزازات من الإيرانيين الذين يطلقون عليهم النار ويعتقلونهم في بعض الأحيان,, وأضاف أن أكبر ملف لدى وزارة الخارجية هو الملف الإيراني,,) فلماذا سكوت الحكومة على هذا الملف وعلى كل هذه الأنواع من الأنتهاكات والخروقات,, وعلى غيره من الملفات وما الفائدة المتأتية من وراء ذلك وأين هو قسم الساسة عند الجلوس على الكراسي بخدمة العراق والمحافظة على مصالحه وممتلكاته وأين هو العراق من كل ذلك وأين هي مفردات لوائحهم الأنتخابية ,,فأن دل السكوت على شئ فأنه أما يدل أما على الخوف والجبن أو على الخيانة فكيف يرضى وطني حر شريف النيل من أرضه.

وما علينا بما نراه من ردود أفعال وموقف الساسة أن نعتبر وعلى مضض بأن حقل الفكة أصبح إيرانياً وما نراه من,, سعي طهران لدفع بغداد للأعتراف بأتفاقية الجزائر التي ألغيت عام 1980 بعد سقوط حكم الشاه وهي تعرف جيداً بأن الحفر في بئر الفكة بدأ عام 1978، أي بعد ثلاث سنوات من توقيع الاتفاقية، وبدأ الإنتاج فيها عام 1979، وتوقف بعدها بسبب الحرب عام 1980». وحقل «الفكة» النفطي يمثل جزءا من ثلاثة حقول يقدر مخزونها بـ1.55مليار برميل ,,هو إثبات لذلك من أجل تحقيق ما تبتغيه ,,فقد دقت إيران جرس الأنذار وسيطرت على حقل الفكه مستغلة هشاشة الوضع العسكري للحكومة العراقية والوضع السياسي المتأزم ووجود من لها من أيادي في الداخل على كراسي الحكم,, مما جعلها تتمادى في تدخلاتها السافرة المستمرة بالشأن العراقي من قطع المياه والأعتداءات على الصيادين والمخافر الحدودية ومنع أستخدام ميناء خور العمية والتعرض للفنين وغيرها الكثير ,, وأخرها رفعها للعلم الأيراني في أراضينا والذي يعد إنتهاك لكرامتنا ولرايتنا العراقية .

إن الفكة بأبارها هي العراق ولن يتنازل أي عراقي شهم شريف عن شبر من أراضيه أو عن دينار من خيراته لأنه لن يتنازل عن كرامته وكبريائه
وإن ما تم أرتكابه في الفكة هو عدوان مرفوض بكل المقايييس وأن معالجةالعملية غلب عليها التمويه والتلاعب بالألفاظ والتغطية والمواراة لأن أي تصرف بالوقت الحاضر يكتب وأن أي كلمة تدون والجميع في ريبة وخوف لأن ذلك سيكون سيفاً في معركة الدعاية والتسقيط الأنتخابية التي ستتم في أذار.

إن العلاقات العراقية مع كل دول الجوار بحاجة الى مراجعة حقيقية من أجل أحترام السيادة والمحافظة على خيرات البلد وأرضه وممتلكاته وترابه وعدم السماح لأحد منهم بالتدخل في شؤونه الداخلية أو النيل من حقوقه وعلى الساسة التصرف بصدق وأثبات أنتمائهم الى وطنهم وأرضهم لا التراكض لتثبيت أنتمائاتهم الى الأخرين ,, فلن يرضى من له ضمير حي وله دم يجري فيه نقء وزرقة مياه دجلة والفرات بأن يفرط أحد بحقوقه وكرامة أهله وكرامته وسيادة وطنه وأنسانية أبنائه.

الجميع مقصر بحق العراق.
الجيع مقصر بحق أبناء العراق.
ومن يتهاون ويوافق فهو خائن لأرضه وعرضه ,,,
ولن يرحم التاريخ أحد مهما مر الزمن فيكفنا ما تحتويه أتفاقيات عقود النفط المبرمة بين طياتها من أمور وبين وما ستفرزه مستقبلا من نتائج سلبية بحق العراق وأبنائه العاملين في شركات الأستخراج والأنتاج النفطية.

وسيبقى الحال كما هو عليه ولن نصل الى شئ أو الحصول على قرار ويكون السكوت علامتهم للرضا حتى يحين موعد الأنتخابات ويقرر العراقيون ويكتبون كلمتهم في صناديق الاقتراع لمن يستحق بصدق,,
يبقى الحزن مستمر وجراحنا تنزف من العمق والوجع العراقي يكبر حتى يكون للحق كلمة وللشرفاء مكان.

كان الله في عونك ياوطني
كان الله في عونك يا أبن وطني الصابر
/











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام