الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساسة إيران .. خسارة الحياد وإحراج الأنصار من العراقيين

عماد الاخرس

2009 / 12 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ففي احتلال آبار نفط ( الفكه ) العراقيه والانتهاك المسلح للسيادة العراقيه خسر ساسة إيران الحياديين من العراقيين وأعنى بهم الذين يؤمنون بضرورة إتباع لغة الحوار بشكل دائم في علاج المشاكل العالقة بين البلدين والتزام الهدوء والصمت والابتعاد عن لغة الهجوم والاعتداء والفوضى ألإعلاميه عند حدوث الأزمات والإيمان بحتمية عيش الشعبين الجارين بأمن وسلام .. وكذلك خسروا أنصارهم واغلبهم من المعارضين العراقيين الذين احتضنتهم إيران بعد أن طاردتهم أجهزة صدام القمعية.
ولا يخفى على احد بان غاية الاثنان الحياديون والأنصار هي بذل الجهود من اجل عدم تكرار مصيبة الحرب وضمان ديمومة علاقات حسن الجوار وتأمين مستقبل أجيال الشعبين.
لكن انتهاك إيران الأخير للسيادة العراقيه وتحريك الجيش لاحتلال آبار نفط (الفكه) العراقيه ورفع العلم الإيراني كشف بوضوح على إن هناك انحراف علني عدائي كبير في خط سياستها تجاه عراق ما بعد صدام وبشكل بدا يثير شماتة المتضررين من بناء العراق الديمقراطي الجديد ويكسر مواقف الحياد التي يتخذها البعض من العراقيين لتميل الكفة إلى عدائها ويحرج الأنصار ويجبرهم على السكوت عند الحاجة للدفاع عنها .
وللعلم فان هذا الانتهاك جاء بعد سلسله من اعتداءات خفر السواحل الإيرانيين على الجنود والصياديين العراقيين و احتجاز البعض منهم او إطلاق النار عليهم و تغيير مجارى البعض من الأنهر و قطع نهر الكارون وعدم السماح لمياهه من دخول الأراضي العراقيه .
ومن المؤكد أن تحدث وراء كل من واحد من هذه الانتهاكات زوبعة إعلاميه عدائيه لإيران يقف ورائها أتباع النظام السابق والبعض من ذوى الأحقاد المبنية على الأسس المذهبية وبما يدفع الحياديون لإعادة النظر في مواقفهم ويحرج الأنصار .
لذا فغاية مقالنا هي مناشدة ساسة إيران بضرورة الكف عن كل أشكال الاستفزاز ضد دولة العراق والاعتراف الكامل بسيادته لكي لا يفتحوا الأبواب أمام نعيق هؤلاء و يخسرون شعب العراق سواء كانوا من الحياديين او الأنصار .
ونقول لهم بصراحة .. بان السياسة الإيرانية يجب أن تكون حريصة على نجاح العملية السياسية للعراق الجديد لأن بنائها تم على أنقاض عدوكم اللدود الذي خاض حرب طاحنه ضدكم لمدة ثمانية سنوات .. أما عن محاولة البعض منكم تحميل العراق الجديد وشعبه مسؤولية هذه الحرب فهذا أمرا غير معقول ولا يمكن تصديقه .. أما نتائج الحرب فيجب أن يتحملها الطرفان حيث إن تحميل المسؤولية لطرف ما معناه إعلان حالة الحرب على الآخر والبديل الصحيح هو إعادة علاقات حسن الجوار وتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي بما يخدم البلدين وشعبيهما.
ومنذ احتلال بغداد كانت مواقف الحكومة العراقيه الرسمية اتجاه الجارة إيران سلميه واضحة تصب في تقريب وجهات النظر بين البلدين عند حدوث اى خلاف وإزالة كل أشكال التوتر والأحقاد التي تراكمت بسبب الحرب إضافة إلى السعي الدائم في مد جسور المحبة بين الشعبين إيمانا بأنهما كانا ضحية النظامين الحاكمين سواء في بدء الحرب او استمرارها .. ونذكر ساسة إيران بموقفها الرافض في السماح لأحد للانطلاق من الأراضي العراقيه لغرض الاعتداء على ايران .
أما السياسة الإيرانية وخصوصا الحالية فهي مرتبكة ومحيره من الصعب فهم مغزاها وأبعادها .. حيث إن تصرفها الأخير واحتلال آبار نفط ( الفكه ) العراقيه غير معقول في وقت تعيش فيه إيران تهديدات دوليه بسبب برامجها النووية ومواقفها العدائية المعلنة لإسرائيل .. لذا فمن المفروض أن يحترم الساسة الإيرانيين السيادة العراقيه والابتعاد عن سياسة الاستفزاز ويسعون إلى تمتين علاقتهم مع جميع دول الجوار وأولها العراق الذي يتعرض لضغوط كبيره من أميركا والعالم الغربي لإجباره على السماح باستخدام أراضيه كمنطلق لضرب إيران.. إن احتلالهم للفكه العراقيه لم يحصدوا منه غير المزيد من الاستياء الشعبي وبما يهدد امن واستقرار البلدين .
أخيرا نذكر ساسة البلدين وشعبيهما بعدم نسيان مصائب حرب الثماني سنوات وعليهم اليقين التام بضرورة إتباع الصيغ الدبلوماسية لحل المشاكل العالقة بينهما بعيدا عن سياسة التهور والفوضى التي لن تنفع احد ابدا.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البقاع شرق لبنان: منطقة استراتيجية بالنسبة لحزب الله


.. بعد مقتل حسن نصر الله.. هل كسرت إسرائيل حزب الله؟




.. تباين| مواقف هاريس وترمب من العمل في ماكدونالدز


.. عواصف وفيضانات غمرت مناطق متعددة في ولاية فلوريدا جراء ضرب إ




.. أمين عام المجلس الإسلامي العربي يتهم إيران بتسليم إحداثيات -