الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من شقاوات الحزب والثورة !

عبد جاسم الساعدي

2009 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


جاء في جريدة المشرق في صفحتها السابعة ليوم الأربعاء 22 / 12 / 2009 بعنوان " حكايات عن أشهر الموقوفين بعد عام 1968 بقلم السيد " عدنان محي الدين عبد الرحمن " :
" سنة 1969 ، أمر صدام حسين بحجز " الشقي " المرحوم جبار كردي في مديرية الأمن العامة ، بالنظر لاندفاعه في الاعتداء على الأشخاص الذين يحملون ميولاً سياسية غير بعثية . وكان صدام يستخدمه في بعض الأحيان لتصفية البعض من خصومه ... أفردت له غرفة خاصة وبعد استراحته فيها خرج يتجول في أروقة مديرية الأمن القريبة من غرفته، ويحشر نفسه مع المحققين الذين كانوا يزاولون واجباتهم اليومية، حتى أنه صفع أحد المقبوض عليهم على وجهه، أمام المحقق وقال له " أعترف للمحقق وإلا قتلتك فأنا جبار كردي إن كنت لا تعرفني " ... وذات يوم سمع صوت تهليل وتكبير ، فلما جرى الاستفسار عن مصدر هذه الأصوات، قيل إن زوجة جبار الكردي حضرت لزيارته ومعها أطيب الطعام والشراب . وبعد أيام شوهد منتسبو الأمن يوزعون الحلويات والشربت على غرف الضباط وكانت المناسبة إطلاق سراح جبار من الحجز بأمر من صدام ... "
لقد وجدت في الموضوع غموضاً وارتباكاً في الحديث عن " جبار كردي " ، وكأنه محاولة لحجب الحقيقة من الناحية التاريخية والمشاهدة والتجربة عن الصراعات الدموية التي كان يقودها هؤلاء في الشارع من حيث الاغتيالات والتصفيات وأشكال الإرهاب التي كان ينظمها ويدير حلقاتها عدد من الإرهابيين " البعثيين منهم : جبار كردي وأخوه ستار كردي وناظم كزار وفاضل جلعوط وقيس الجندي وآخرون .
يلاحظ أن حجز " جبار كردي " في مديرية الأمن العامة ، كان في أواخر العام 1968 ، أي بعد أن ارتكب مجزرته على المحتفين بذكرى ثورة أكتوبر الروسية في ساحة السباع في بغداد ، لحمايته ليس غير ، كما أ"نه بقي في معتقل الأمن لبضعة أشهر ، وقدم للمحكمة العسكرية في معسكر الرشيد في الموضوع نفسه . وحضر شهود عليه من ساحة الجريمة التي ارتكبها في ساحة السباع ، وحاول الاعتداء على الشهود عند التحقيق معه في مديرية الأمن العامة .
وللحقيقة والتاريخ والجغرافية نذكر ما أوردناه في كتابنا " الحركة الوطنية في العراق وإضراب عمال الزيوت النباتية " في الصفحة 91 جاء فيه :
جبار كردي ...
عرفته شوارع بغداد ، مثلما عرفت أخاه " ستار كردي " وبخاصة منطقة " الفضل " في أوائل الستينيات، شاباً ممتلئاً بالعنف والقوة الى جانب أشخاص آخرين يشاركونه " العنفوان " والتحدي نفسه وكأنهم يمثلون الامتداد التاريخي لما كان يعرف بـ " شقاوات " بغداد في العهد الملكي ، انقسموا بعد ثورة 14 تموز العام 1958 الى قسمين أثنين، يناصر أحدهما الثورة ومنجزاتها، وكانت لهم علاقات ودّية مع شيوعيين وتقدميين ويساريين في السجون إبان العهد الملكي فمنهم : خليل ابو الهوب الذي اغتيل في بغداد في خضم، الصراعات السياسية بين البعثيين والشيوعيين و " فوزي عباس " شقي " من منطقة " الكريمات " في الصالحية ، دخل صفوف الحزب الشيوعي وصار يتحدث عن الحوار والتنظيم والوطن والوحدة الوطنية ، وقاد " المقاومة" في بغداد في 8 شباط 1963 " إذ كنت شاهداً في ما كان يتحرك في المقاومة بما تحلى به ورفاقه من شجاعة نادرة وإصرار على الانتماء والتحدي ...."
أما جبار كردي وفاضل جلعوط وقيس الجندي ومحي مرهون وناظم كزار وآخرون وجدوا أنفسهم في الصراعات الدموية ، لتنفيذ حملات الاغتيال والتصفيات الجسدية وتنظيم فرق التهديد على الأشخاص والنقابات والانتخابات والمنظمات، كانوا أداة حزب " البعث " في العراق وخارجه، وبخاصة في البلدان المجاورة ومنها سورية ولبنان، يستخدمهم الحزب لتفريق تظاهرات جماهيرية سلمية بقوة " الرصاص "، كما حدث مرات بعد ثورة تموز 1958 .
واستلموا مهمة التحقيق والتعذيب في قصر النهاية، السيئ الصيت، والمقار الأخرى في باب المعظم ومحكمة الشعب " وباب الشيخ والفضل والأعظمية في النادي الرياضي واتحاد نقابات العمال .
شاهدت " جبار كردي " في معتقل شرطة الفضل، مع " ناظم كزار " وآخرين في شباط 1963 ، يمارسون هوايتهم في التعذيب وإطلاق الرصاص على المعتقلين وهم كالعادة " مخمورون " وظهر في معتقل مديرية الأمن العامة بعد حادثة السباع في 7 / 11 / 1968 ، للحفاظ على حياته بعد المجزرة البشعة التي ارتكبها على المتظاهرين في ذكرى ثورة أكتوبر الروسية .
كان يجوب المعتقلين : الكبير والصغير في " دشداشة " بيضاء وبيده " مسبحة " من الطراز الأول .
وفرت إدارة الأمن له ولزوجته غرفة خاصة. ساقتني الأيام أن ينضمّ معصمي الى معصمه في قيد واحد الى المحكمة العسكرية في معسكر الرشيد جاءت التوصية من رئيس عرفاء شرطة الى ضابطه لأنّ القيادة المركزية / الحزب الشيوعي العراقي ، كما بلغه ، قررت اغتياله ، فالجمع بيننا في قيد واحد، تحول دون التنفيذ .
وربطوا معهم زميلي غضبان أحمد مع شرطي بلباس مدني ...
لذا، يبدو واضحاً أنّ اعتقال " جبار كردي " كان لحمايته وضمان أمنه، بعد أن قاد عملية الهجوم على الشباب المتظاهرين في ساحة السباع بذكرى ثورة أكتوبر الروسية ، إذ حصلت التظاهرة على موافقة " صدام حسين " نفسه ، كما ذكر لنا " جبار كردي " في موقف مديرية الأمن العامة في بغداد .
ومارس " جبار همجيته المعهودة في اغتيال عدد من المتظاهرين منهم " وليد الخالدي " إذ سحبه من السيارة بنفسه وأطلق الرصاص عليه أمام الجمهور مثلما أطلق النار على متظاهرين آخرين ...
وجاء في" عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ج 3 ص96 ، بأن ضحايا المجزرة في ساحة السباع يوم 7 / 11 / 1968 ، كان وليد الخالدي وأدور عبد النور وعبيد البيدر ، وجرح عشرات ..."
نحتاج الى الدقة في سرد الأحداث التاريخية إذ مازلنا شهوداً على حلقات الموت والاغتيال والتعذيب الذي مارسه عدد من " شقاوات " بغداد، وكنت على معرفة بسلوك " جبار كردي " وممارساته الهمجية في المعتقل وما كان يتمتع به من امتيازات لا حصر لها في تخصيص غرفة خاصة له ولزوجته وما كان يفرضه من " إتاوات " على المعتقلين .
يذكر أنّ حادثة ساحة السباع قد وقعت في 7 / 11 / 1968 أي بعد يومين أثنين من إضراب عمال الزيوت النباتية التاريخي الي أستشهد فيه العامل النقابي " جبار لفتة " وجرح ثلاثة عمال واعتقال العشرات منهم ، ولعلّ الحدثين كانا شهادة تاريخية على دموية حزب البعث وأريقت الدماء في ساحة شركة الزيوت النباتية كما في ساحة السباع ، وكان الحدثان سلميين وبسلوك مدني متحضر ، كشفا هوية الانقلابيين وامتداداتهم الدموية لأحداث 8 شباط 1963 ، وقدم أنذاراً للذين كانوا يجرون لتلميع صورته وإضفاء الشرعية على وجوده الانقلابي .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توثيق تاريخي...
سمير طبلة ( 2009 / 12 / 28 - 23:14 )
جدير بأن نطلع عليه، خصوصاً جيل الشباب الصاعد. لتعلم الدروس.
أجدت ابو أوراس. مع التقدير


2 - كي لا نقفز على التاريخ
عبد الرزاق الانصاري العماري ( 2009 / 12 / 29 - 11:03 )
1968اذا كانت هذه الجرائم قد أرتكبت بعد وصول البعثفاشي للسلطة عام
فلماذا قامت قيادة عزيز محمد وعامر عبد الله وكاظم حبيب وبقية المنبطحين أمام قتلة الجماهير بالعمل مع هؤلاء القتله والغاء التنظيمات الجماهيريه كالشبيبه والعمال والطلبه ولماذا تبقى بعض تلك القيادة الى يومنا هذا وبلا خجل تصدع رؤوسنا بالبيانات والمواعظ والتدخل في كل كبيرة وصغيرة كي يقولوا لنا أنهم موجودين وأنهم الفلتة التاريخيه التي لم ينجب العراق مثلها.
والمثل المصري يقول اللي أختشوا ماتوا


3 - جرائم البعث عموما وليس البعث الصدا مي
ابو مودة ( 2009 / 12 / 29 - 15:03 )
العزيز ابو اوراس
اليك الف تحيه
بسبب همجية البعث وجلاوزنه الارهابين في تلك الفترة كان حادثا قد حدث لجلواز من جلاوزتهم في مدينة الثوره
اذ صادف ان ذهب هذا الشقي الى سوريا وهناك امسكت به مخابرات البعث السورية وعملت معه لقاء تلفزيونيا في بداية السبعينات واعترف بجراءم البعث التي نفذها بأمر من المقبورين صدام والبكر وسجل حديثه من قبل السفارة العراقية بدمشق .. وعند عودته اعتقل من قبل الامن ولكنه لم يعترف بفعلته ابدا رغم ما تعرض له من اساليب بعثيه قاهره وعندها احضر المحققون (الجلادون) امه وزوجته واغتصبوا امه امامه ولم يعترف وبعدها اغتصبوا زوجته ولم يعترف ايضا واخيرا اعدم
وهذه الحادثة معروفه في مدينة الثوره قطاع 7
...........................................................
ولكن الخطأالكبير الذي وقع فيه الحزب الشيوعي هو انضمامه للجبهه السيئة الصيت ودفع بالالاف من كوادره مرة اخرى للموت والتعذيب بسبب اخطاء قيادته الكرديه اولا وبعض اعضاء اللجنة المركزية ثانيا
..
والخطأ الاكبر هو عدم مساندة قيادة الحزب للثائرالبطل حسن سريع في ثورته التي سيخلدها التاريخ

اخر الافلام

.. بايدن وترامب والملف الإيراني | #أميركا_اليوم


.. إيران تحدد موعد انتخاب خليفة رئيسي




.. نتنياهو: الأمر السخيف والكاذب الذي أصدره المدعي العام للجنائ


.. -دبور الجحيم-.. ما مواصفات المروحية التي كانت تقل رئيس إيران




.. رحيل رئيسي يربك حسابات المتشددين في طهران | #نيوز_بلس