الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطفل العراقي بين مطرقة العنف وسندان الصراعات السياسية

الاء الجبوري

2009 / 12 / 29
حقوق الانسان


كيف سيكون مستقبل العراق الجديد في ظل طفولة تخضع لاشكال من العنف متعارف عليها واخرى وليدة الظرف العراقي السابق والحالي ؟ وهل يعي السياسيون في العراق ان الطفل العراقي بهذه الظروف هو قنبلة موقوتة في مستقبل العراق


يحتفل العالم باليوم العالمي للطفل بصور مختلفة , احتفالية بين الموسيقى والبالونات والازهار والشموع , يقف المسؤلون على المنابر يستعرضون ماحققوه للطفولة في بلدانهم ويستعرضون برامجمهم المستقبلية , هذه الصورة ترسم للمتتبع حاضر مستقر يسير بخطى صحيحة لمستقبل واضح المعالم يضمن مستقبل زاهر لمجتمع يقيم الطفولة واهميتها في بناء دولة مستقرة , لحقوق الانسان فيها مكان واسع , هذه الصورة الزاهية تنقلب الى صورة قاتمة غير واضحة المعالم في العراق حيث تعاني الطفولة من اشكال مختلفة من العنفتنطلق من ماضي عصفت به كوارث حروب النظام السابق الذي عسكر المجتمع ومنها الطفولة لتتحول الى ( الطلائع والفتوة واشبال صدام وغيرها من المسميات ) حتى اغنية الطفل عسكرت واختفت تفاصيل عالم الطفولة للتحول البالونات الى قنابل والفراشات الى وابل من الرصاص والطيور اسراب من الطيارات , عسكرة عقلية وروحية الطفل كانت اقوى من الرعاية الصحية والتعليمة التي كان يحصل عليها الطفل العراقي الى ان تضعضعت في الحصار الاقفتصادي , فكانت النتيجة جيل مشبع بالعسكرة وادواتها لتثمر مليشيات ومسلحين بيد قوى تستخدمهم لتنفيذ مخططها , لم تنتهي رحلة الطفولة المنتهكة في العراق عند هذا الحد بل بدأت مرحلة تحولت فيها مشاكل الطفولة كالورم السرطاني بلا علاج او وقاية والطفولة العراقية ضحية صامته . استفحلت مشاكل الطفولة , كالامية التي باتت تنتشر كالنار في الهشيم للاسباب عديدة منها البطالة التي جعلت الطفل عاملا يساهم في تحقيق مورد مادي للعائلة والعمل في مهن خطرة لاتتناسب والطفولة حيث دخل سوق العمل في العراق الاطفال من خلال العمل بمهن معينة مثل جمع النفايات ووالاعمال البلدية كتنظيف الشوارع وتسليك المجاري ومعامل الطابوق وغيرها واصبحت ظاهرة عمالة الاطفال خطرا يههد الطفولة العراقية فنتجت عنها ظاهرة التسرب من المدارس التي اصبحت في العراق الجديد تعتمد في اغلب الاحيان على ما موجود من مدارس قبل التغير وان وجدت فقد تكون من الطين او بلا مقاعد مدرسية , اما مشكلة اليتم في العراق وليدة السياسات والحروب الخاطئة للنظام السابق استفحلت في ظل الصراع السياسي والتخبط في ادارة المشهد السياسي والاقتصادي الذي اهمل الطفولة كما اهمل جوانب اخرى , قد يكون العنف الذي يعانيه اطفال العراق موجود في دول اخرى ولكن الطفل العراقي يعاني من عنف قد لايكون له مثيل في اماكن اخرى اذ اصبح الطفل العراق بضاعة جيدة للارهاب في العراق لتسويق اهدافه فقد كان يقتل الطفل على اسمه لانه يمثل انتمائه لهذه الفئة او تلك واخير يتعرض الان الاطفال في العراق الى الخطف والاغتيال وبالمقابل لم نسمع حتى رد الفعل المتعارف عليه من قبل الجهات المسؤولة في تشكيل لجنة تحقيقية لتقصي هذه الجرائم , هذا هو واقع الطفولة في العراق وهو لايبشر بخير ونحن لانرى وجود له في البرامج الانتخابية للمرشحين الذي كرسوا كل جهدم على العملية السياسية والمربع الاول فيها من اجل الديمقراطية ولا نعرف كيف سيكون مستقبل الديمقراطية في العراق في تفشي الامية والتسرب من المدارس ؟ كيف سيكون مستقبل العراق الجديد في ظل طفولة تخضع لاشكال من العنف متعارف عليها واخرى وليدة الظرف العراقي السابق والحالي ؟ وهل يعي السياسيون في العراق ان الطفل العراقي بهذه الظروف هو قنبلة موقوتة في مستقبل العراق , الصورة قاتمة ولكن يبقى طموحنا ان يلتفت الساسة الى الطفولة في العراق وتكون ركنا اساسيا في برامجهم الانتخابية وتنفيذها على ارض الواقع . ويبقى الحلم ان نحتفي باليوم العالمي للطفل وقد حصل الطفل العراقي على حقوقه اسوتا بباقي اطفال العراق .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا