الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في بحث اكاديمي..كيف يمكن للمنظمات ان تحقق ميزتها التنافسية ؟

اكرم سالم
(Akram Salim Hasan Al-janabi)

2009 / 12 / 28
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


البحث الموسوم " كيف يمكن للمنظمات أن تحقق ميزتها التنافسية ؟ " للدكتور صلاح عبد القادر النعيمي – أستاذ الإدارة الإستراتيجية بجامعة بغداد يعد من ابرز البحوث التي قدمت خلال المؤتمر العلمي الثاني لجامعة الإسراء – كلية العلوم الإدارة والمالية في الأردن عام 2007 ونشرت في المجلات العلمية المحكمة و ترتبت عليه أصداء ونقاشات ذات مغزى . كذلك فهو دراسة إستراتيجية فلسفية بمنظور معاصر يتناول مفهوم الميزة التنافسية الذي مايزال يتصف بالحداثة وبعض الغموض بالرغم من مرور مدة زمنية طويلة نسبيا على تداوله من قبل الباحثين في حقل الإدارة الإستراتيجية . إذ تستوجب متطلبات التغير والتطور المتسارع في حياتنا المعاصرة البحث بإستمرار عن الصيغ والأساليب الإدارية الأكثر ملاءمة التي تستهدف التحسب وإستباق ألأحداث والتخطيط استراتيجيا إزاء المواقف وتنامي حالات التعقيد والتشابك في مستلزمات الحصول على الموارد الأفضل ومعالجتها بطرائق نوعية تدعم حالات المنافسة والتفوق على الآخرين .
لقد تركزت مشكلة البحث في عدم اتفاق غالبية الدراسات على تحديد آلاليات بشأن كيفية الوصول الى الميزة التنافسية بالشكل الذي يهيء للمنظمات إتباع سلسلة من الخطوات المنطقية التي يمكن ان توفر لها تقدير إمكانياتها في تحقيق الميزة التنافسية وقابليتها على تحقيق التفوق والتميز بالمقارنة مع المنافسين .
وللوقوف على مفهوم الميزة التنافسيةAdvantage Competitive من الضروري المرور على مفهوم الميزة النسبية Comparative Advantage الذي يتركز في مقارنة مخرجات المنظمة بمخرجات مثيلاتها من المنظمات الاخرى من حيث الكلفة والجودة اللتين ارتبطتا بمفهوم الكفاءة المقارنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة Comparative Efficiency على أساس ان المنظمة تستطيع ان تنتج الخدمات او السلع بجودة أعلى وكلف انتاج ادنى من المنافسين . أما الميزة التنافسية فقد تبلورت بوصفها مفهوما إداريا منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي ، وكان لأفكار المفكر الاستراتيجي بورتر Porter وتحليلاته الأثر المهم في سيادة هذا المفهوم في التطبيقات الادارية ولاسيما في مجال الأعمال للبحث عن مجالات التفوق على الآخرين وسبل الحفاظ على المواقع المتقدمة في السوق .
ويورد الباحث د. النعيمي أن الاهتمام الواسع في أدبيات الإدارة بمفهوم الميزة التنافسية اظهر تباينا في وجهات نظر الباحثين بشأن تحديد مضامينه الأساسية . ويمكن تلمس ثلاثة اتجاهات في هذا المجال :
* الاتجاه الأول : التركيز على الموارد ونشاطات المنظمة الداخلية إذ عرفت الميزة التنافسية بكونها :
قابلية المنظمة في انجاز نشاطاتها المختلفة بفاعلية وبشكل أفضل من المنافسين ، إستادا الى المفكرين Pitts&Lei 1996
القدرة على أداء الأعمال بإسلوب معين او مجموعة من الأساليب التي تجعل المنظمات الأخرى عاجزة عن مجاراتها في الأمد القريب أو في المستقبل ، إستنادا الى المفكر Kotler 1997

الاتجاه الثاني : التركيز على الزبون ، إذ عرفت بأنها :
قدرة المنظمة في زيادة القيمة للزبون بشكل يفوق ما يدفعه من أموال وتزويده بمنتجات ذات نوعية ( جودة ) مناسبة . أستنادا للمفكرين Thompson&Strickland 1999

الاتجاه الثالث : التركيز على المنافسين ، إذ وصفت بكونها :

الوسيلة التي تحقق للمنظمة ميزة متفردة تؤهلها للتفوق على المنافسين . استنادا للمفكرين Macmillan & Tampoe 2000

القدرة على تفوق المنظمة على المنافسين في واحد أو أكثر من أبعاد الأداء الاستراتيجي ( الكلفة ، الجودة ، المرونة ، الاعتمادية ، الوقت ، التسليم ، والابتكار ) . استنادا الى المفكر د. نجم عبود 2005

وبنظرة شمولية يمكن القول ان مفهوم الميزة التنافسية ينبغي ان يتضمن مفردات تبدأ من داخل المنظمة ( أنشطتها وفعالياتها ) وتترافق مع تقييم ما يجري في السوق والبيئة من متغيرات وعوامل ذات علاقة بالمنافسين ، للعمل على تعظيم إمكانية المنظمة في زيادة القيمة بما يؤدي الى تعزيز مركزها التنافسي .
وتأسيسا على ما تقدم يخلص الدكتور النعيمي الى امكانية صياغة مفهوم واسع وشامل للميزة التنافسية بوصفها " قدرة المنظمة على التفرد لإشغال موقع تنافسي متقدم بالاستناد الى ما تمتلكه مدخلات كفوءة وموارد متميزة تؤهلها لأداء نشاطاتها الداخلية بفاعلية من اجل زيادة القيمة وتقديم منتجات منتجات ( سلع أو خدمات ) يصعب على المنافسين مجاراتها في واحد أو أكثر من مجالات التميز التي تحققها " .
وينبغي على المنظمات كافة صناعية أو خدمية أو حكومية او منظمات أعمال تابعة للقطاع الخاص أو أي نوع من التشكيلات التي تتعامل مع الأفراد في المجتمع وتعيش في بيئة التنافس أن تسعى بكل قوة الى تحقيق المركز التنافسي المرموق ، غير ان الصعوبة الكبرى تكمن في كيفية الحفاظ على تلك الميزة والبقاء في موقع الأفضلية أي استمرار الحصول على ميزة تنافسية مستدامة مما يتطلب التواصل مع ما يحصل من تغيرات بيئية وتطورات سوقية وعملية ، ويعني ذلك تعزيز معايير الأسبقيات التنافسية في مجال الجودة والكلفة والمرونة ووقت التسليم والإبداع . ويتطلب ذلك المراجعة الشاملة المستمرة لطبيعة مدخلات المنظمة والحصول دائما على ما يمكن المنظمة من التميز عن طريق المرونة في وسائل الإنتاج ومصادره وبالتركيز على عملية الموازنة بين كلف المنتوج وجودته . فضلا عن تحسين العمليات الداخلية وتبني ثقافة تنظيمية متفردة تتيح إمكانية الاستفادة من التقنيات المعاصرة وتؤدي الى تطوير قابليات ومهارات العاملين في المنظمة . . مع تشجيع حالات الإبداع والابتكار والعمل على امتلاك التفرد في الانجاز بمعرفة- كيف Know-How لغرض التفوق على الآخرين .
وفي ضوء ذلك يمكن استخلاص أبعاد ومضامين الميزة التنافسية بالاعتماد على متطلبات تحقيقها وفقا لما يأتي :
بعد المدخلات : ويتمثل في الموارد الأساسية التي تشمل عادة :
الموارد البشرية التي تمتلك الخبرة والمعرفة والمهارات .
الموارد المادية ولاسيما الأجهزة والمعدات .
الموارد المالية
الموارد المعلوماتية ذات العلاقة بنشاطات المنظمة الداخلية والخارجية – ظروفها المحيطة .

بعد الفعاليات والنشاطات الداخلية : وتشم جميع الفعاليات التي تقوم بها لتحقيق نتائج ذات علاقة بالأداء المنظمي وتستند الى قابلية المنظمة أي قدرتها على خلق القيمة من خلال اســــــــــــــــــتعمال الموارد والعمليات الداخلية والمهارات المختلفة بشكل فعال .

بعد التفوق على المنافسين الذي يهدف الى العمل على تعظيم القيمة وجذب الزبائن .

بعد الاستدامة والديناميكية الذي يعمل على تحقيق ميزة تنافسية مستدامة ، من خلال التطوير والتجديد والحافظ على الموقع والبحث عن الفرص الأفضل ، والاهتمام بتعقب المنافسين عن طريق نظام معلومات استراتيجي فعال إزاء مواجهة طموحات الآخرين وتقدمهم . فضلا عن النظر للميزة التنافسية على أنها عملية ديناميكية ذات مديات زمنية بعيدة .

وتتوقف أساسيات بناء الميزة التنافسية على وفق ما يأتي :
تقييم مدخلات وموارد المنظمة ، في إطار التعاون والتنسيق مع الأطراف والجهات المختلفة للحصول على قدرات متميزة تعد المدخل الأساس للحصول على الميزة التنافسية .
تقييم العمليات والأنشطة الداخلية ، وترتبط هذه الخطوة بتقييم مستوى الكفايات الجوهرية Core Competencies في المنظمة ، والتي تمثل ما تقوم به المنظمة من أعمال بصورة أفضل من المنظمات المنافسة . ويشير المفكر براونBrown 1996 ان بإمكان المنظمة الحصول على الميزة التنافسية عن طريق امتلاكها مجموعة من القدرات التي يصعب على المنافسين امتلاكها أو الحصول عليها بسبب تعقد التقنيات والمهارات . ويذكر المفكر هيت Hitt 2001 أربعة أنواع من الكفايات الجوهرية التي تحقق الميزة التنافسية المستدامة والمتفردة ، وتتصف بكونها : ثمينة ، ونادرة ، ومتغيرة غير ثابتة ، ومكلفة يصعب تقليدها .
تقيييم القدرة على التفوق وتتطلب دراسة مجالات أو تحديد الموارد والنشاطات والعمليات التي تؤدي الى زيادة القيمة وتعزيز الموقع التنافسي للمنظمة .
تقييم إمكانية الحفاظ على الموقع التنافسي ، انطلاقا من استمرارية تحقيق الأفضلية على المنافســـــــــــــــــــــــــــين والبحث عن فرص النجاح الاستراتيجي Strategic Success بضمان الموقع الأفضل بين المنافسين الآن وفي المستقبل .


















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله
مصطفى قاعود ( 2010 / 12 / 24 - 08:59 )
الله يفتح عليك

اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في