الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيرة إلهية

ماريو أنور

2009 / 12 / 29
الادب والفن


منذ طفولته وهو يمتلىء بحكمة إلهية , اكتسبها من جميع المحيطين ولكنها كانت الآكثر فيضاً فى جميع الأشياء , لا يعلم كيف لديها كل هذه الأشياء وهى على مقدار بسيط من العلم و المعرفة , لديها نظرات حب فقط لم يعتريهما فى يوم الغضب والشجن و الأكتئاب , كلما التف فى اى اتجهاته يجدها مبتسمة القلب قبل الشفتين ..... لا يستطيع نسيان حكمتها الممتلىء بالفطره الآلهية عند احاديثه و استفسراته المتواصلة .....
الابن : ما فائدة وجودنا فى الحياة ماما ؟
الآم : لكلاً منا رسالة يختارها الأنسان بملىء اختياره , قد يتدخل الله احياناً لتحديد رسائلنا لكننا فى النهاية اصحاب قرارات قبولها و رفضها ...
الابن : وهل ممكن يزعل يا ماما لو رفضنا ؟
الآم : ابداً الله مش ممكن يزعل على رفضناً لانه اله حريه مش العكس .... كان ممكن يزعل لو دكتاتور لانه كده بنخالف اوامره .... لكن الله هنا بيعرض فكره او اسلوب حياة ممكن انا مقبلهوش لانى حاسه انه مش مناسبنى ...
الابن : واذا اعرف عروض الله يا ماما واميزها ؟
الآم : الله طرقه يا ابنى مش خيالية او فجأية .... الله بيعرض عروضه من خلال حياة كل واحد فينا ( مجتمعه , عائلته , اصدقائه ) الله بسيط يا ابنى وهو فى كل الناس دى .
الابن : بس يا ماما انا دايماً اسمع من اصدقائى ان الله كان بيظهر زمان ويعمل معجزات , ويعاقب فى نفس الوقت , ويوقف الشمس , والقمر , ويخلى الحيوانات تتكلم ... وكل الكلام ده
الآم : ( ضاحكة ضحكة تملائها الحنية و السعادة ) .... فكر أول مره كنت بتحكيلى عن الصقر اللى شافه أصحابك ..
الابن : طبعاً يا ماما ساعتها قالوللى ان جناحه حوالى 2 متر و انه ممكن يشيل غزاله و يطير بيها .... وقوته بقوة 1 اشخاص
الآم : والابتسامه مازالت مرتسمه على وجهها ... ولما أنت شوفت اكتشفت ايه ؟
الابن : هو فعلاً قوى بس مش زى ما الناس قالت ..... وجناحه كبير بس مش 2 متر .... وممكن يشيل سمكة كبيرة لو قطعة لحم كبيرة ... بس مايشلش غزاله .....
الآم : بالظبط الناس كانت بتتكلم عن الله بنفس الطريقة كل واحد بشوفه بطريقته بأسوبه بتخيله ..... وزى ما الصقر عمره ما اتكلم عن نفسه .... كمان الله عمره ما أتكلم ....
الابن : يعنى يا ماما الله ما عمره ما حاول يفهم شعبه ؟
الآم : بالعكس هو حاول كتير بس المشكلة يا ابنى مش فى الله .... المشكلة دايماً فى الآنسان وبيعكسها فى الله عشان يبرر كلامه و تصرفاته ....
الابن : قوليلى يا ماما الله ممكن ينزل و يعرفنا بنفسه .... ؟
الآم : ( مبتسمه و محتضنة ابنها ) أكيد طبعاً ...... بس تعتقد انه ممكن لما ينزل يبقى الله والا انسان ؟
الابن : ( حيرة ) مش علرف بس عشان يعرفنى و أعرفه لازم يكون انسان لانى مش ممكن أكون إله ... ولازم يعيش إنسانيتى كلها من ولادة ... لطفوله ... لمراهقة .... لرجوله .... لشيخوخة .... للموت .... ولازم كمان يعيش حيرتى و أكتئابى ... وحزنى و فرحى ......
الآم : وأخطائه ممكن تكون موجوده ؟
الابن : ( حيرة ) أكيد ممكن يخطىء ويندم كمان .... هو مش الله يا ماما ساعتها هيكون إنسان ؟
الآم : يا ابنى طرق الله غير طرقنا وأفكاره غير افكارنا .... عارف يا يسوع المشكلة ايه ان كل أنسان ببحدد الخطأ فى حيز فكره و طريقته و مجتمعه فقط .... ودن النظر الى الآخرين او الجميع مع بعض .... عشان كده ممكن تكون ان كل واحد الخطأ عنده مختلف و معكوس .... لكن المهم فى كل ده الله اللى هو بنبنىء عنده أخطائنا ....
الابن : فهمت يا أمى .... بس فى سؤال محيرنى .... لو الله نزل الأرش ممكن ينزل ليه ؟
الآم : ش ممكن يكون الله نزل فعلاً ؟
الابن : ( حيرة ) فعلاً ممكن بس لازم اكيد يقرر الله الانسانى امتى يرجع تانى للآله الالهى ..... عارفه يا ماما لما اتكلمنا قبل كده عن الله و ذاته .... كنت مستغرب فى الآول ان الله ازاى ممكن يكون متساهل كده و يسمح لكل شخص بالاختيار حتى أقانيمه .... لكن دلوقتى انا متاكد ان الله كان عنده حق .... لانه بدأ الأول الاختيار الذاتى .... الحرية كان لازم يمارسها مع ذاته اولاً قبل الآخرين ......
الآم : (بدأت الدموع تتساقط قليلاً على وجهها ) صدقنى يا ابنى اصعب اختيار فى حياتنا فو اختبار الذات ....
يحتضن الابن الآم بشدة و يبدأ بمسح دموعها بيده الصغيرة الحنونه .... مبتسماً اليها قائلاً :
الله كان محتاج اموة البشرية , والبشرية كانت فى احتياج الى أبوة الله

هذه القصة من وحى خيالى البسيط مثلة بها علاقة العذراء مريم بإبنها يسوع المسيح فى احدى القاءات الكثيرة التى كانت دائمة الاستمرارية فى طفولته وجمعتهما ببعض











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال