الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا احتلت ايران حقل الفكة الان ؟!

يوحنا بيداويد

2009 / 12 / 29
السياسة والعلاقات الدولية


ايران دولة اسلامية جارة للعراق، على مر التاريخ كان هناك صراع بينها وبين الحكومة الوطنية في العراق منذ زمن السومريين و الاكديين والبابلين والاشوريين واخيرا الكلدانيين. بعد ان سقطت جميع الادارات والمماليك الوطنية العراقية القديمة في وادي الرافدين، انتقل الصراع بينها وبين الدول المحلتة (اليونانية والرومانية ) من جانب والدولة الفارسية من جانب الاخر. لكن اكبر ضربة موجعة حصلتها كانت ضربتان، الاولى على يد القائد الاسطوري اليوناني اسكندر المقدوني والثانية في زمن الفتوحات الاسلامية على يد سعد ابي وقاص.

في القرون التي تلتها حدثت الكثير من المحاولات لزعزعة حكم في عهد العباسيين من قبل البرامكة لكن لم يفلحوا، الى ان هبت هجمة المغول والتتر على الشرق والاوسط فاحرقت الاخضر واليابس. في القرن السابع عشر حاول نادر شاه مرة اخرى غزو مدينة الموصل وضواحيها الا انها باءت محاولته بالفشل بعد ان تفشى الطاعون في جيشه. في زمن الدولة العثمانية استطاعت ايران عقد معاهدة ارض روم مع دولة رجل المريض وقطع عربستان وجزء الشرقي من شط العرب من العراق والحاقه بها.

وفي الربع الاخير من القرن العشرين حصلت حرب مدمرة بين العراق وايران في زمن صدام حسين لاسباب كثيرة ليست موضوعنا الان.
نحن الان في نهاية سنة 2009 من تاريخ الميلادي، وعدو الاول لايران (صدام حسين) خسر المعركة بسبب اخطائه الكثيرة ودكاتوريته وعنترياته ومسك به في البراري وسجن وحكم عليه بالموت وشنق امام كاميرات العالم بدم بارد من قبل اصدقائه واعدائه. لعل القاريء العزيز يسأل الان في ذاته ما دخل هذا السرد التاريخي لقضية احتلال ايران الحقل النفطي العراقي في منطقة الفكة؟!

الحقيقية ان تاريخ المنطقة مترابط معا وكل شيء متوقف لما حدث في الماضي .
ايران اليوم تعلمت كما يقول المثل ( من اين يُؤكل الكتف)،فاحتلت حقل الفكة برأينا المتواضع لاسباب كثيرة لها علاقة بما حدث بينها وبين العراقيين في الماضي وكذلك لاسباب استراتيجية لها علاقة بالمستقبل وهذه بعض من اهم الاسباب لاحتلالها حسب ما نعتقد :-

اولا:-
اقترب موعد الانتخابات في العراق بعد جهد جهيد وتفادى العراقيين اختلافاتهم الكثيرة على المضض وعبر قانون الانتخابات في التوصيت البرلماني . فلم يعد امام ايران الا ان تغربل الكتل السياسية العراقية الموالية والمعارضة لها لا سيما من الاحزاب الشيعية ، فايران تريد تعرف من الان يقف مع سياستها ومن يقف ضدها، انها عملية فلترة، من جانب اخر تريد حصر السيد رئيس الوزراء نوري المالكي من رفع اي شعار وطني في العراق في انتخابات القادمة الا بعد ان يحصل على توقيعها (والحليم تكفيه اشارة) كما يقول المثل . بالاختصار تقسيم القوة الشيعية بين مؤيدها ومعارضيها وبالتالي يسقط نوري المالكي في الانتخابات القادمة .

ثانيا:-
ان الحكومة العراقية والامريكية وقعوا معاهدة الامن، ايران تريد تمتحن هذه الاتفاقية ، تريد ان تعرف مدى مصدقية وجدية امريكا في الدفاع عن العراق في مثل هذه المواقف وكذلك نوع التصرف الذي ستتخذه الحكومة العراقية. وربما ايران تريد ان تسبق العرب في مسك خيوط اللعبة السياسية قبل ان يطرح العرب قضاياهم على اي مائدة مفاوضات في المستقبل، لانها تعرف جيداً صراعها مع عرب الخليج قادم عاجلاً ام اجلاً.
ثالثا:-
ايران تظن لها ديون بحوالي مئة مليار دولار على العراق كتعويض لخسائر الحرب العراقية الايرانية تريد وسيلة او (شيك) كي تحصل على هذه التعويضات اي انها عملية ابتزاز، ولا يهما ما حصل للعراق تلك الحرب وما بعدها وما بعد سقوط حكم صدام، خلال الحرب الاهلية التي كانت هي تزيد من وقود نيرانها من الجهة الشرقية.

رابعا:-
ان العراق وبعد حوالي سبع سنوات مقبل للمرة الثالثة على انتخابات ديمقراطية وطنية ( وان كان فيها الكثير من الخلل لحد الان)، في كل مرة صعدت حكومة وطنية وديمقراطية ومخلصة للشعب اكثر من التي سبقتها. فهي متخوفة من صعود قوة ديمقراطية وطنية حديثة من الشباب كما حصل في الثورة الفرنسية قبل 160 سنة، فتقلب اتجاهات السياسية العراقية رأساُ على عقب وتتخلى عن حلفاء الامس الذين يمارسون العداء اكثر من الاعداء اليوم!.

خامسا:-
ايران تريد تربك المشهد السياسي العراقي وتزيد الانقسام الداخلي الذي ابتلى العراق به بين المذهبية والقومية والدينية والقبلية والعشائرية كي تخلق مشاكل قبل الانتخابات كي يفشل المشروع الوطني والديمقراطي وحتى التوافقي في كل الاحوال.

هذه بعض الاسباب وربما هناك اسباب اخرى في العلاقات و التحالفات السياسية غير معلنة لا نعرفها لحد الان.
لكن كلمة قصيرة نوجها لاخوتنا العراقيين جميعا من دون استثناء. لن يفيدكم الانقسام، ليس لكم اصدقاء، حلفاءكم كالاعداء، تاريخكم اقدم من التاريخ نفسه. اخترتم اسوء الطرق السياسية وهي التوافقية كطريقة لادارة الحكم في العراق الجديد، لكن لم تختاروا الولاء للوطن ابدا.

ارجعوا الى اهلكم الى تاريخكم الى حضارتكم الى انجازات اجدادكم في الماضي ومن ثم فكروا في التوافقية ولكن حذار ان تعطوا الاولية لغير الوطن والشعب والاخلاص لهما مهما كانت الاثمان. لا احدا في العالم يريد خيركم ايها العراقيون من دون ثمن، الا تكفيكم التجارب ؟!، ألم تتعلموا من دروس الماضي بعد، ليكن الله في عونكم الى متى ستكونون نائمين!!!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ايها العراقي الغيور لك شكري
ذياب مهدي آل غلآم ( 2009 / 12 / 29 - 17:01 )
ياعزيزي يوحنا متى ما الشعب قال واعترف عقليا بأن الأديان افيون للشعب ومورفين للعقل هناك سترى الله يقف معنا في محنتنا وينقذنا من هؤلاء؟ لكن بما ان الشعب ورجلات دينه يخدرونهم بهذه الانبولات التجهيلية والتغيبية لايمكن للشعب من النهوض ولا الله يساعده على نهضته لكونه في سبات وخاصة ممن ينادي (وا هريساه)فآيران تطلبنا بثارات انتكاساتها على ارض العراق وسيرون غدا كيف ستتحطم عمائم المورفين والخدع واقول هكذا قال العراق لي ان آيران ستسقط ولاية الفقيه في 2012 نعم ستنتهي هذه السقيفة الجديدة والعراق هو السبب بهذا السقوط المدوي نعم انتظر قولي واللعنني اذا لم تتحقق هذه الفكرة العقلائيه؟ دمت ايها العراقي الاصيل ودام قلمك الرائع وعشقك العراقي دم بشارة ومسرة ومحبة يايوحنا...تحياتي


2 - ملاحظات مهمة
ناصر عجمايا ( 2009 / 12 / 29 - 23:20 )
العزيز يوحنا.. تحياتي ومحبتي
1 .ايران ي الححقبة التاريخية التي ذرتها لم تكن اسلامية وهي تحولت الى الاسلام فيما بعد.
2 .ملاحظاتكم جيدة وكل الاحتمالات قائمة واعتقد احتلال الفككة هو ليس من اجل الفكة .بقدر مطالبة ايران بتثبيت معاهدة الجزائر لعام 1975 واستغلالها لظروف العراق الحالية , كما استغلالها لموقف التيارات الاسلامية الفاشلة في العراق زمنيا لهؤلاء المتنفذين حاليا على الخريطة السياسية القائمة.
3 .الحكومة الحالية لا تمثل وطنية ديمقراطية ابدا بل اسلامية توافقية طائفية قومية والوطنية الديمقراطية مغيبة حاليا.
4.هؤلاء الحكام الحاليين لا يهمهم ملاحظات المفكرين والمثقفين الوطنيين بقدر اهتمامهم بمصالحهم الذاتية وانانيتهم الخاصة بهم فقط . وهم بعيدين عن الوطن والوطنية
معزتنا لكم ولافكاركم الوطنية وحبكم لوطنكم وشعبكم للخلاص من الافيون القاتل للشعب


3 - ملاحظات مهمة
ناصر عجمايا ( 2009 / 12 / 29 - 23:22 )
العزيز يوحنا.. تحياتي ومحبتي
1 .ايران في الحقبة التاريخية التي ذكرتها لم تكن اسلامية وهي تحولت الى الاسلام فيما بعد.
2 .ملاحظاتكم جيدة وكل الاحتمالات قائمة واعتقد احتلال الفكة هو ليس من اجل الفكة .بقدر مطالبة ايران بتثبيت معاهدة الجزائر لعام 1975 واستغلالها لظروف العراق الحالية , كما استغلالها لموقف التيارات الاسلامية الفاشلة في العراق زمنيا لهؤلاء المتنفذين حاليا على الخريطة السياسية القائمة.
3 .الحكومة الحالية لا تمثل وطنية ديمقراطية ابدا بل اسلامية توافقية طائفية قومية والوطنية الديمقراطية مغيبة حاليا.
4.هؤلاء الحكام الحاليين لا يهمهم ملاحظات المفكرين والمثقفين الوطنيين بقدر اهتمامهم بمصالحهم الذاتية وانانيتهم الخاصة بهم فقط . وهم بعيدين عن الوطن والوطنية
معزتنا لكم ولافكاركم الوطنية وحبكم لوطنكم وشعبكم للخلاص من الافيون القاتل للشعب


4 - رد
يوحنا بيداويد ( 2009 / 12 / 30 - 13:25 )
الصديقان العزيزان
ذياب وناصر
على الرغم من سمات العصر الذي نعيشه هو الازدواجية
لكن الانسان يجب ان يقاوم الانانية ويبقى هو هو من حيث المعدن والا يفقد الوجود معناه
انتما ذكروتموني بمقولة الفيلسوف والكاتب الفرنسي جان جالك روسو الذي يعتبره البعض من رواد النهضة الاوربية حيث يقول: على الانسان ان يَعمل شيئا ليُكتب، او يعمل يَكتب شيئا ليُقرأ
بارك الله في عطائكما فيكما وشكرا
يوحنا بيداويد

اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية