الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة النثر والأدب

محمد عبد الفتاح السرورى

2009 / 12 / 29
الادب والفن



هل تنتمى قصيد النثر الى الشعر ام الى الادب

كتب أحد النقاد يوما ما نصه ( كثيراً مايتراءى لى اننا نعانى من مراهقه فكريه فى الحياه الثقافيه العربيه يصعب التكهن بقرب إنتهائها واحيانا أجدنى مقتنعاً ان تللك المراهقه أصبحت سمه اساسيه نظراً لانها تدخل فى توصيف الحرص الذى لا يرجى شفاؤه ويكمل الاستاذ الناقد قوله وهنا تكمن خطورة تلك المراهقه لانها تتجاوز كونها مرحله فى تاريخ العقل العربى لتصبح تاريخ هذا العقل الذى مازال يرفض الايمان بلافكار الجوهريه للتقدم بإنعتاق هذا العقل من أسر الثنائيه وجعله يؤمن بأن التعدد والتراكم شرطان ضروريان للتطور على كل المستويات ويختم الكاتب هذه الفقره بقوله ان الساحه الابداعيه التى من المفترض ان تكون بقعه مضيئه فى هذا الليل العربى تحولت الى ساحة من ساحات الأحتراب والادعاء والتعريض والنفى والادانه وهكذا أصيب الوطن فى عيونه التى كان ينبغى ان يرى بها )

عفواً ........ ليسمح لى الاستاذ الناقد ان اختلف معه وأول خلافنا هو هذا المصطلح ( قصيدة النثر ) .... أننى واحداً من الذين يعتقدون بأنه لا يجوز ان يكون للنثر قصيدة ...... فالقصيدة لا تطلق الا على فن الشعر وليس مقام حديثنا هنا لشعر بل هو نثر إن جاز التعبير والنثر شىء والشعر شىء مختلف

ومن الجور ان نطلق على من ينظمون هذا اللون من الكتابه بأنهم شعراء لانهم بالفعل ليسوا كذلك ...... واذا إفترضنا كذبأً بأنهم شعراء فأنهم فى هذه الحاله لا يعدون من شعراء المعنى ولا ال ولكنهم لا يتعدون كونهم شعراء رص الكلمات انهم لا يفعلون اكثر من هذا رص الكلمات ومارص الكلمات بشعر ....

ان اكثر مايثير إستيائى هو إصرار كتاب هذا النوع من الفن النثرى على تسمية انفسهم بالشعراء .... وهذا شىء غير مفهوم فالفن الشعرى معروفه قواعده ومعلنه أسسه انا افهم ان تكون التجديد فى اغراض الشعر والفاظه فى انهم ألا يلتزم الشاعر مثلاً ( بالنسيب ) فى اول القصيده ...... كل ذلك مفهموم ولكن ان ترحل كون وكنهه القصيدة عن الاسس والقواعد المؤسسه لفن الشعر فهذا بالفعل لشىء عجيب

أننى اعتقد ان كثير ممن يطلقون على انفسهم شعراء قصيدة النثر لا يستطيعون ان ينظموا قصيدة واحدة صحيحه تلتزم فى بنيتها ببحر من بحور الشعر ولا بقافيه واحدة ..... طوال القصيدة ...... ان من يطلقون على هذا النثر اسم قسيدة أنما يظلمون هذا التراث الهائل والضخم الذى تركه لنا الاقدمون تحت اسم قصائد فلا يمكن بأى حال من الاحوال ان يندرج تحت إسم قصيدة هذا النوع السهل من الكتابه المعروف بهتاناً بأسم ( قصيدة النثر )

ولى برهان أخر على انه لا يمكن إعتبار ان مايكتب تحت مسمى قصيدة النثر بأنه شعر وبأى حال من الاحوال والبرهان الذى اقصده هو ( الترجمه ) ولنا ان نتصور مدى سهولة ترجمة قصيدة نثرية ويسر وصول معانيها باللغه المترجم إليها مقارنة بصعوبه او استحالة ترجمة قصيدة من القصائد منظومه بالنظم الاصلى لفن الشعر وإن دل هذا على شىء انما يدل على ان مايسمى بقصيدة النثر ماهو فى حقيقه امره إلا ( كلام منسق ) سهل الورود على الخاطر يسير التسطير على الورق فلا جهد ذهنى فيه وعناء فى البناء

يقول نفس الناقد عن العقل العربى انه مازال يرفض الايمان بالافكار الجوهريه للتقدم وانا اتفق معه فى هذه المقوله تمام الاتفاق فالعقل العربى بالفعل عقل ماضوى يحس الى ما سلف حنيناً مزمناً ولكن فات على الاستاذ الناقد ان ( الصدق ) هو أحد شروط التقدم وان صحه التشخيص هى الخطوة الاولى لعلاج العله وبما اننا متفقون على ان العقل العربى عقل فيجب علينا ان ننتبه الى اسباب هذه العله واحسب ان الاستاذ الناقد يتفق معى ان احد الاسباب هو غياب ( ثقافه الاعتراف ) عن بنية العقل العربى ..... وترجمة ذلك ما يسمى بقصيدة النثر التى يرفض ناظميها الاعتراف وبصدق انه لا يجوز تسميتها بالقصيدة لان فى ذلك على المصطلح واذا كان التعدد والتراكم شرطان ضروريان للتطور على كل المستويات كما يقول الناقد فى متن مقاله فاننا ها هنا ننبه ان مايسمى بقصيدة النثر ليست من قبيل التعدد فى اشكال نظم القصيدة ولا يمكن ان نعدها شكلاً من اشكال التراكم فيها لان لها تنبيه مختلفه فى جوهرها عن بنية القصيدة

ان موقف الكثيرين السلبى مما يسمى بقصيدة وشعراء النثر منبع من الاحساس بأن هذا الون من النظم فيه إدعاء بين وشعريه كاذبه كما انه يفتح المجال كما هو حادث الأن لكل من يريد ان نفسه بأنه شاعر ان يفعل وما أسهل ان يقوم هذا المدعى برص كلمات مبهمه أو حتى واضحه واياك ان تعترضه والا تكون ضد الحداثه وطن التراكم والتعدد

قضيه أخرى أود ان أثيرها ونحن الحديث عن هذا النوع من الفن النثرى ألا وهى قضية ( أغراض ) هذا النثر ( يصعب على القلم ان يكتب انه قصيدة ) واقصد بكلامى انه لم يكن من الصعب ان يصل القارىء الى غرض وهدف الشاعر الذى يكتب الشعر والقصيدة الحقيقيه مهما كانت درجة صعوبة القصيدة قد يكون هناك إستثناء هنا او هناك ولكن الاغلب الاعم هو وضوح رؤية الشاعر فيما يكتب المعنى لدى المتلقى وليس فى ذلك الامر تسطيحاً بل التسطيح هو هذا الغموض المميت فى غالبيه مايسمى بقصائد النثر ..... ولأن غالبيه مايكتبون هذا النوع لا يملكون ملكه الشعر فانهم دوما مايقعون أسرى الافتعا ليس هذا فحسب بل إن كثير من هذه القصائد المفتعله عندما تقراء لا تفهم منها شىء على الاطلاق وذلك لأن معظم كاتبيها وقعوا فى فخ الحديث الى امذات وليس الى الاخر انهم حتى والحديث الى الذات شىء والحديث عن الذات شىء أخر ......... فالحديث الى الذات مبهم لان الكلمه فيه لا تكون مفهومه الا لدى المرجعيه الذاتيه التى يتم التحدث اليها ولكن الحديث عن الذات مفهموم لان وان كان حديث عن الذات ولكنه على اى حال حديث الى الأخر ولكن عن الذات

كثيراً ما أقرأ هذا الفن الذى قصيدة النثر ويأخذنى العجب اى إفتعال هذا واى كذب واى إدعاء ..... لقد أنزل هذا اللون من الكتابه الشعر ..... عليائه الى سفوح الاستسهال وجر هذا اللون من الكتابه عظمة بناء قصيده إلى سذاجه بناء سطر قد يكون احيانا من كلمه واحدة ( ياله من ابداع )

الشعر الذى قيل عنه يوماً انه ديوان العرب يصل به الحال الى ان يصبح البيت فيه كلمه واحده ....... اننى ازعم ..... لا بل اننى اؤكد ان الغالبيه ممن لا يمتهنون مهنة الكتابه ولم يسطروا بيتاً فى الشعر فى حياتهم يسطيعون بحكم قواعد وأسس هذه النوعيه من الكتابه ان يبيضوا صفحات مما يسمى بقصيدة النثر وهل هناك أسهل من ان يضع المرء كلمات بجانب كلمات اى كان المعنى على ان تتولى خوزعبلات التقعر النقضى تبرير هذه الجريمه فى حق الشعر وبحوره الوقورة

إن من يسمون انفسهم بشعراء قصيدة النثر انما هم فى حقيقة الامر يقومون بعمليه إغتصاب لفن الشعر الحق ويهتكون بكاره هذا الفن الجميل بما ينفثونه من غموض مصطنع فى اغراض ومعانى ما يكتبون

كل كتابات نثريه او نثر مقفى او اى شىء ولكن لا تقل قصيدة فالمصطلح ( قصيدة ) أجل وأعلا من ان يطلق على هذا اللون من الكتابات السهله المفتعله والتى لا يرجو صانعيها الا التمتع بشعور انهم يكتبون شعرا ويسعون حثيثاً وراء اللقب ( شعر )

اسيميح جريدتنا الغراء عذرا ان تسمح لى ان اختم مقالى هذا بالكلمه العميه التى اظن انها تعبر عن غرض مقالى ومكنون نفسى تجاه هذا اللون هذه الكلمه البليغه التى اعنيها هى .......تماحيك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس كل موزون ومقفى شعرا
سالم الياس مدالو ( 2009 / 12 / 29 - 17:06 )
ليس كل موزون ومقفى
شعرا وهناك كثير من الكتابات
الموزونة والمقفاة ولا تمت للشعر بشئ
فالشعر ليس وزنا وقافية فقط انما صورا
ابداعا خيالا وجمالا
تحياتي.


2 - الرد على الاستاذ/سالم الياس مدالو
محمد عبد الفتاح السرورى ( 2009 / 12 / 30 - 15:49 )
أشكرك فى البدايه على إهتمامك بالتعقيب على ما كتبته
وإسمح لى ان اختلف معك
نعم ليس كل موزون مقفى
نعم الشعر ليس وزنا وقافية فقط
ولكن شرط الشعر ان يكون موزون ومقفى فإن إنتفى الشرط إنتفت الصفة وهذا هو لب حديثى

اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر