الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إطلالةعلى السينما المستقلة

محمد عبد الفتاح السرورى

2009 / 12 / 31
الادب والفن


لم يعرف الوسط السينمائى فى مصر مصطلح السينماالمستقله قبل ظهور الثوره فى عالم التصوير والمونتاج الرقمى (الديجيتال) فلم يكن هذا التعبير (السينما المستقلة) متداولا على الاطلاق 0 ثم بدأ يتداول على استحياء بين الهواه حيث وجدوا فى هذا المجال ملجأ لهم من سطوه الانتاج السينمائى وشركاته التى لا تعترف بحق الصغار فى السباحة وعلى الرغم من انه لم يوثق عن شركات الانتاج السينمائى الكبرى محاربتها بصورة مباشرة لهواه فى صناعة السينما إلا أن طبيعة الانتاج وصناعة السينما لم يكن يسمح لهؤلاء الصناع الصغار بالعمل المفارقة أن بدايات ظهور تيار السينما الستقله توافق مع ظهور الكيانات الانتاجية الكبرى والتى يتجاوز رأس مالها الانتاجى مائتى مليون جنيه والمفارقة الثانية أن مع ظهور تيار السينما المستقله ظهرت دور العرض الجديدة وتم تطوير القديم منها
كانت الثورة الرقمية كما ذكرنا هى صاحبة الفضل الاول فى ظهور تيار السينما المستقله فمع وجود الكاميرات الصغيرة المحمولة كتفا او الممسكة باليد او المثبتة على حامل بسيط بالإضافة للتطور المذهل فى عالم البرمجيات الخاصة ببرامح المونتاج لم يكن لما يسمى بالسينما المستقله أن تظهر فمن أين للمبتدئين وهواه صناعة الافلام الروائية القصيرة والتسجيلية بكاميرات السينما (35 مل)وكيف يمكن لهم لولا برامج المونتاج الرقمية أن يحصلوا على ما كينة (المافيولا) لكى يقوموا بعملية المونتاج
والسؤال ما هى ملامح تيار السينما المستقله
الملمح الاول الذى تلاحظه العين هو بساطه الانتاج
فالانتاج فى السينما المستقله لا يكاد يذكر فغالبية الممثلين من غير ذوى الاحتراف واذا صادف وحصل فى بعض الافلام محترفين فهم بكل تأكيد ليسوا من نجوم الصف الاول وهذا غير انعدام فكرة الديكور فى مواقع التصوير بل ان التصوير غالبا ما يكون فى مكان كجهز بطبيعية وملائم بحكم تكوينه ومواصفاته لعملية اتصوير
يلاحظ على تيار السينما المستقله أيضا اختيارها لمواقع التصوير ذات الصبغه الثقافية أحيانا للتحاليل على صعوبات التصوير فى الاماكن العامة خاصة وان القائمين على هذه المنشأت الثقافية غالبأ ما يكونوا متفهمين لحقيقة وكنه ما يقوم به هؤلاء الصناع الصغار
كما ذكرنا أيضا كانت كاميرات الديجيتال الصغيرة هى صاحبة الفضل فى ظهور السينما المستقله ولكن هذا لم يمنع من تصوير بعض الافلام بكاميرات السينما العادية (35مل) مثل لفيلم (هوس العمق) الذى قامت ببطولته الممثلة يسرا اللوزى عن قصة للمؤلف باتريك زوسكنيد صاحب الواية الشهيرة (العطر) وغيرها من التجارب ولكن يظل التصوير الرقمى هو سيد الموقف فى عالم السينما المستقله
كان أيرز ما يغير تيار السينما المستقله هو ظهور الكيانات السيمائية الصغرى فى مواجهة الكيانات الصغرى جماعة (سمات) والتى استطاعت فى فترة قصيرة اثبات وجودها وقامت بالفعل فى المساهمة فى تكوين وتشكيل وبث الامل فى نفوس الكثيرين ممن يحلمون بالعمل السينمائى فى المستقبل
لم يتوقف الامر فى السينما المستقله على الهواه فقط بل تعدى الامر ايضا لبعض المحترفين وكان من ابرز هؤلاء المحترفين هما المخرجان يسرى نصر الله بفلميه (المدينة) والمخرج محمد خان بفلميه (كليفتى)و كان فيلم المدينة هو الاسبق الظهور حيث قام المخرج يسرى نصر الله بتصوير الفيلم بكاميرات الديجيتال ثم نقله على شريط سينمائى حتى يتسنى له العرض وقام فى هذا الفيلم الممثل( باسم سمرة) بدور البطولة فيه بعد ان قام باتمثيل فى عدد كبير من الافلام الروائية القصيرة المصورة بهذه الطريقة فالممثل باسم السمرة يعد بطلا لافلام الديجيتال وذللك قبل انتشار ه سينمائيا عى مستوى الاحتراف وظهرفى هذا افيلم ايضا الممثل (عمرو سعد) الذى اصبح بعد ذلك بطلا لافلام المخرج (خالد يوسف
أما المخرج محمد خان فلم يجد هو الاخر بدا من التعامل مع هذا التيار الوليد تحايلا على ظروف الانتاج الصعبة وقام بإخراج فيلمة ( كليفتى) الذى قام ببطولتة الممثل باسم سمرة ولكن المخرج محمد خان لم يقم بنقل الفيلم على شريط سنيمائى مثلما فعل يسرى نصر الله ولكنه ولكنه اكتفا بتسويقه للمحطات الفضائية وعرضه فى المهرجانات والمراكز الثقافيه ومالبث المخرج محمد خان ان ترك هذا المجال الدجيتالى ويبدو انه لم يجد فيه نفسه ولم يعثر فيه على ضالته السنمائيه المنشوده اما ثالث مخرج افلام الدجيتال هو المخرج احمد رشوان الذى قام بأخراج فيلم (بصره) بنفس الطريقه وحاز هذا الفيلم على جائزة فى المهرجان القومى للافلام الروائيه
-هذا بالنسبه للافلام الروائيه الطويله اما الافلام الروئايه القصيره والافلام التسجيليه فلنا معها وقفه لا بد منها اذا كنا نتحدث عن افلام الدجيتال
دون ان نخرج من سياق الحديث لا بد بنا ان نعرج قليلا الى موضوع الرقابه على الافلام ... لقد كان كثير من صناع السينما يصبون جم غضبهم على الرقابه وماتمثله من تعنت واستبداد بل ان بعضهم -طالب بألغائها ولكن مع ظهور تيار السينما المستقله اصبح النظرالى الرقابه على الافلام السنيمائيه تختلف ولو جزئياً لانه من المعروف ان الافلام الروئيه القصيره المصوره بطريقة الديجتال لا تخضع للرقابه على المصنفات الفنيه فتصويرها لا يحتاج لموافقة الرقابه على السيناريو كما ان جميع العاملين فيها لا يحتاجون لاى موافقات او تصاريح من اى نوع اللهم الا فيما يخص التصوير فى بعض الاماكن ذات الطبيعه الخاصه وهذا ادى الى اطلاق حرية التعبير فى سنياريوهات وحوارات وافكار هذه الافلام بلا قيد او شرط ولم تكن النتيجة فى صالح هذا الاتجاه الوليد بأى حال من الاحوال فالكثير من هذه الافلام اصبحت تمتلأ بالبذاءات والألفاظ السوقيه التى لم يكن من المتصور سماعها فى فيلم على الاطلااق )ويبدو ان صناع هذهالنوعية من الافلام قد سعدوا بهذه الحرية الممنوحه لهم بلا قيد او شرط ولكنهم للاسف أساءوا استغلالها اسوأ استغلال ويكفى ان تشاهد فيلماً مثل (سيكوتين) للمخرج محمد صلاح او فيلم سنترال للمخرج محمد حماد وغيرها من الافلام ليتضح لنا مدى اساءة استخدام هذه الحريه مما حدا ببعض الاصوات للمطالبه بخضوع هذه الافلام لموافقة الرقابه حتى يتم عرضها داخل المهرجانات وهذا ما حدث بالفعل فى مهرجان الاسكندريه السنمائى الذى خصص منذ عدة سنوات قسماً لعرض افلام الديجتال حتى لحق به قطار الرقابه ولكن هذه المره ليس بسب تعنت الرقابه ولكن بسبب صناع هذه الافلام ويجدر بينا قبل ان نبرح هذه النقطة ان ننوه ان الكثير من الافلام التى تنتمى لتيار السينما المستقله ليس لها البناء الفيلمى بالمعنى المعروف ولكن البعض منها ليس اكثر من فكره تدور فى رأس صانعيها فقاموا بتصويرها واخراجها ويتضح هذا من ان الكثير من المخرجين لهذه الافلام هم انفسهم مؤلفيها
النوع الوحيد الذى استفاده أيما استفاده من ظهور السينما المستقله وتقنية تصويرها واخراجها هى السينما التسجيليه والوثائقيه فلقد اتاحت هذه التقنيه الحديثه لهذه النوعيه من الافلام ان تظهر للعلن وان يتيسر تصويرها واخراجها فلم تكن السينما التسجيليه بعيده عن مشاكل صناعة السينما العاديه ولكن بسبب طبيعة السينما التسجيليه والوثائقيه التى لا تحتاج الى ميزانيات ضخمه ولا امكانيات هائله كانت السينما المستقله موافقه تماما لما تحتاجه السينما التسجيليه والوثائقيه
السينما المستقله والتقنيه الرقميه صنوان لا يمكن ان يفصل عراهما عن بعضهما فلا يمكن ان
تقوم للسينما المستقله قائمة دون هذه التقنيه الجديده ( الديجتال ) التى اتاحت للجميع وسائل ميسوره قياسا لما تتطلبه السينما العادية من متطلبات لا يمكن ان تتوفر لصانعي السينما المستقله
وفى هذا المقام هناك عدة اسئله تطرح نفسها ....ترى هل سيكتب للسينما المستقله الاستمرار وهل يوجد لديها القدرة على مصارعة الواقع خاصة وانها سينما لا تهدف الى الربح ولا تتعامل مع شباك التذاكر.... وهل يمكن ان يكون هناك جمهور مستقل لهذه النوعيه من الافلام يتابع عروضها ويحاور صناعيها.... وهل سوف تأخذ هذه الافلام طريقها للعرض فى القنوات الفضائيه ام انها سوف تظل محصوره داخل اروقة المهرجانات السينمائيه وقاعات عروض المراكز الثقافيه ..... انها مجموعه من الاسئله تطرح نفسها بحكم وجود هذا التيار الذى رغم كل تحفظاتينا عليه نرغب له الاستمرار والنمو لان السينما المستقله تعد حاله من حالات التفريغ التى كما يحتاج اليه صانعيها يحتاج اليه ايضا مشاهديها سواء الذين يشاهدون فقط او الذين يشاهدون ويلاحظون ويرصدون بحكم الاهتمام بكل مايعترى الواقع الثقافى والسينمائى من مستجدات وتطورات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر