الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يستطيع أن يستوعب مشاكل الجميع؟!

سالم اسماعيل نوركه

2009 / 12 / 29
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


لماذا نحن ساكنون وأن تحركنا نتحرك باتجاه واحد ؟لماذا هذا القصور الذاتي ؟ولا نخرج من سكوننا أو نغير اتجاهنا ما لم نتعرض إلى قوة خارجية وإذا أخذنا سنة 1258 نجد بأننا ومن خلال كوننا جزء من(منظومة الدولة العباسية)ألتي بدأت بعد سقوط الأمويين سنة 132ه واستمرت إلى سنة 656 ه لم نتغير إلا على يد هولاكو ثم وقعنا تحت حكم العثمانيين لمدة تزيد على أربعة قرون ولم نتحرك ونتخلص من حكمهم إلا من خلال الحرب العالمية الأولى وبدأت قصة الدولة العراقية 1921 وتوالت الاستبداد الطفيلي على حكم العراق وانتظرنا ساكنين ولم نتحرك ولم تفلح المعارضة في أوج قوتها والنظام القائم في أوج ضعفه من الإطاحة به رغم كل المحاولات لأنها لم تستطيع تحريك العراقيين بشكل مثالي أوجيد وأحداث سنة 1991 (الانتفاضة) دليل على سوء تحريك المنتفضين من قبل المعارضة التي كانت تنقصها الدعم الخارجي والقيادة الموحدة وكانت تنقصها سلامة المرور والتوغل داخل المجتمع العراقي ولم نجد أرضية مشتركة ومنظومة من العلاقات وقواعد تضبط إيقاع الجماعات المتباينة من حيث المصالح والقيم والتقاليد والثقافة ولم نستطيع تكوين دولة نقبل بها خيمة لنا جميعا وبقينا ينتمي كل منا إلى جماعته وبقينا لا نستطيع أن نعيش كمواطنين وبهذا نستطيع القول إن لم تتبلور صفة المواطنة من الصعب أن نشعر بالوطن وبلا شعور بالوطن يكون لا وجود للمواطنة وكنا نستقر مرغمين من الأعلى وفي التحت نفور ساكنين فقط عندما يكون الوطن وكأنه ملك للحاكم أو السلطان أو الرئيس وما نحتاجه هو أن نحول الملك و السلطان والرئيس إلى مواطن ونزيل عنه القداسة ونحاسبه حين يخطأ وأن يصل إلى دست الحكم فقط بالانتخابات ويرحل بها ،نحتاج أن نبعد الأيدلوجيات التي يريد البعض أن يطبقها على حساب الجماعات ولحساب جماعة واحدة وبهذا سوف تتحرك الدولة صوب الفئة القائدة رغم توجهات الفئات الأخرى ونفورها من تلك الأيدلوجية .
إن سلامة مرور الجنين بأطواره ،يحكم سلامة الوليد وأهليته لمواجهة الحياة ،وفي العراق لم نجد رؤية موحدة للوطنية العراقية ولهذا يقول البعض إن الوطنية العراقية كانت ولا تزال فكرة هلامية ،لم تفصح عن مصالحها الواضحة بعد ،فالعشيرة كانت وكذالك الجماعات الأكبر منها لا تزال الملاذ الذي يجد فيه أبناؤها الحماية والأمان وسيبقون كذلك حتى يجدوا بديلا أفضل ونحن على أبواب الانتخابات بعض السياسيين أصحاب القوائم ذات الصبغة الواحدة والاتجاه غير المشترك وغير المقبول على مستوى العراق يعمل بأسلوب (الترقيع) ظنا منه بأنه يسعى نحو الوطنية العراقية ويدخل في قوائمه أسماء من هذه الجماعة أو تلك ويعلن على الملأ بأنها قوائم تجمع كل الطوائف والمكونات العراقية في الوقت الذي لا تعمل تلك القوائم على أسس وأرضية مشتركة والناس ليسوا سذج بهذه الدرجة كي تنطلي عليهم هذه اللعبة لربما غير مقصودة وإنما ناتج عن عدم قدرة السياسي تمثيل الجميع ولهذا نرى بأن الأصوات لا ترحل من منطقة إلى أخرى بل الأصوات تتحرك ضمن منطقتها ترحل مرة ذات اليمين وأخرى ذات الشمال والحالات الشاذة لا تشكل قاعدة ولهذا أصبح لكل منطقة سياسيين ليس لهم رصيد في المناطق الأخرى وكل يغني لليلاه.
إن السياسي العراقي الناجح الآن وفي المستقبل هو ذالك الذي يستطيع أن يحصل على الأصوات من كل مناطق العراق وهذا لا يحصل بيسر وبترقيع القوائم وإنما أن يتحول ذالك السياسي إلى شخص يحمل هموم كل مناطق العراق ويتحرر من سلطة قائمته له وتركه حرا في قناعاته يرفض حين يريد ويقتنع ويوافق حين يريد ويقتنع والكل يشعر بأنه ينتمي إليهم ويحمل ويسعى لخدمتهم لا يفرق بين منطقة وأخرى ولا يأخذ ويستنبط أفكاره من منطقة واحدة وإلا بهذا فهو لا يحصل على الحد الأدنى من الإجماع ،لهذا الأحزاب القومية والإسلامية المذهبية والأحزاب البعيدة عن المشتركات العراقية لن ولا تستطيع أن تتحول إلى حزب عراقي وإن كانت تسميته توحي بعراقيته وكذالك الأحزاب التي تحمل أيدلوجيات ليست في محل ترحيب الجميع .إلى الآن المشروع السياسي العراقي يعاني من الغربة بين المذاهب والأيدلوجيات الحديثة التي تبنتها النخب الثقافية المتطلعة من جانب ،وحقائق المجتمع العراقي و طبيعة انقساماته من جانب آخر .
كما يقال حين نواكب تجربة ناجحة لشعب من الشعوب لنا أن نتيقن إن وراء نجاحها فكرا أصيلا نيرا ،يستوعب مشاكل المجتمع ويؤشر استحقاقات معالجتها وبالعكس لان الفكر غايته بلوغ الحقيقة المعرفية أو الدنو منها بعكس السياسي الذي غايته الوصول إلى السلطة والسعي لتقويض سلطة الآخر .
لا يوجد في العراق اليوم حزبا يحضا بالإجماع والدليل حركة أصوات الناخبين في كل الانتخابات التي جرت وأتوقع أن يكون الحال كذلك في الانتخابات القادمة أيضا فهي لا ترحل ولا تتحرك إلا في مناطقها القومية والمذهبية والعرقية وترى جميع الأحزاب المتواجدة في الساحة تدعو إلى بناء دولة المواطن والمواطنة الغائبتين منذ تشكيل الدولة العراقية بعد الحرب العالمية الأولى وإلى يومنا هذا ولم نجد من يستطيع أن يستوعب مشاكل الجميع .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن