الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أغرب أساليب الغش الامتحاني

عصام عبد العزيز المعموري

2009 / 12 / 29
الادب والفن


أغرب أساليب الغش ألامتحاني
د. عصام عبد العزيز المعموري -بعقوبة - العراق

في علم النفس التحليلي هنالك نظرية تدعى نظرية العزوAttribution Theory ، واستنادا" لهذه النظرية فان الأفراد يصنفون إلى صنفين هما : ذوي العزو الخارجي وذوي العزو الداخلي ، ويتسم الأفراد من النوع الأول بأنهم يلقون أسباب فشلهم على الآخرين وعلى الظروف المحيطة ، أما الصنف الثاني فأنهم واقعيون ولا يلومون إلا أنفسهم في حالة الفشل ، ولسوء الحظ فان إفراد الفئة الأولى هم الأغلبية في مجتمعنا ويجدون لأنفسهم تبريرات عديدة تبدو مقبولة إلى حد كبير خاصة بعد التغيير الزلزالي الذي أصاب مجتمعنا بعد التاسع من نيسان عام 2003 .
عند الدخول لقاعة الامتحانات ترى بوضوح كيف تتسلل الأيادي نحو الجيوب معلنة عن بدء عملية النبش في رفات الكلمات ونقلها إلى حيث مثواها الأخير في الدفتر ألامتحاني .
كثيرة هي الأسباب التي تدفع الطلبة إلى الغش في الامتحانات ، منها الخوف من الرسوب والسهولة في الحصول على النجاح وعدم وجود رقيب على الطلبة والبيئة المحيطة بالطالب والأصدقاء الذين يتبارون بهذه العملية تحديا" للمدرس ، وطبيعة الأسئلة الامتحانية التي تتطلب الالتزام بالنص الحرفي للمعلومات الواردة في المقرر الدراسي ، ومما يغيب عن الكثير من التربويين حقيقة أنه ليس المهم الحصول على المعلومة وإنما القدرة على توظيف المعلومة ، فكلما كانت الأسئلة تقيس القدرة على التذكر للمعلومات فقط فإنها تشجع على الغش وبالعكس.
وللوقوف على هذه الظاهرة التي استشرت في مؤسساتنا التربوية كان لابد من الإحاطة بها من جميع الجهات حيث قمت بهذا التحقيق ، ومما ساعدني في ذلك كوني مدرسا" أعمل في عدة مؤسسات تربوية حيث اخترت عينة تألفت من (110 ) طالبا" وطالبة وطرحت عليهم السؤال الآتي : ماهي أغرب حالات الغش ألامتحاني التي قمت بها أو سمعت عنها ؟ وطلبت منهم عدم ذكر الأسماء أو الاكتفاء بذكر الأحرف الأولى من الاسم واسم الأب والجد تجنبا" للإحراج وكانت إجاباتهم كما يلي :
تقول الطالبة (أ.س ) من معهد إعداد المعلمات المسائي : ( لقد كنت يوما" ما مصابة بكسر في يدي اليمنى مما أعاقني عن الكتابة في الامتحان ، لذلك طلبت من مدرّستي الكتابة بدلا" مني ، وكنت أملّي عليها ماكنت كتبته على جبيرة الكسر في يدي اليمنى حيث قمت بغش المادة بأكملها على تلك الجبيرة ولم تشعر المدرّسة بذلك وحصلت على درجة عالية في ذلك الامتحان) .
أما الطالبة ( ب.أ ) من نفس المعهد فلها أسلوبها الخاص في الغش ألامتحاني حيث تقول :
( أغش في الامتحان بواسطة جهاز الموبايل الذي استخدمه في مادة الرياضيات بذريعة استخدام الحاسبة الموجودة فيه ولكنني اختزن جميع المادة في خانة المسودات في الموبايل ، ولايمكن للمدرّسة اكتشاف ذلك )
ويقول الطالب ( س.ن ) في الصف الثالث من كلية التربية الرياضية : ( لقد سمعت من زميلي الطالب في كلية الآداب الجامعة المستنصرية فسم اللغة العربية بأن معهم طالبا" كفيف البصر يكلّف طلابا" متميزين بالكتابة له في الامتحانات حيث له الحق في اختيار طلبة يكتبون له في الامتحانات ويدفع لهم مبالغ مجزية لقاء كتابتهم له ، حيث يعرف هذا الطالب من هم الطلبة المتميزون بكل مادة ، ولايمكن للمدرس أن يشعر بذلك لأنه لاتخطر بباله تلك الألاعيب سيما وانه يرى أن هذا الطالب يملي على زميله ولكن المدرس لايعلم أن زميله لايأخذ بكلامه وإنما يكتب بأسلوبه الخاص .
وتقول الطالبة ( ن.ع ) في الصف الثاني من كلية التربية الأساسية : ( لقد قامت زميلتي بنقش كل النقاط الرئيسة في إحدى المواد على ساقها ) .
ولاحظت من إجابات أفراد العينة أن أكثر أساليب الغش ألامتحاني شيوعا" هو قيام الطلبة بتصغير الورقة ( الفولسكاب ) إلى اصغر حجم عن طريق الاستنساخ بدلا" من كتابتها بخط يده ثم نقلها على دفتر الامتحان أو الورقة .
ويقول الطالب ( و.خ ) في المرحلة الثانية من كلية التربية : ( أقوم بالاتفاق مع بعض الأساتذة بوضع إشارة على الدفتر ألامتحاني كأن تكون دائرة باللون الأخضر حول رقم السؤال وتخطيط جميع أوراق الدفتر من الجهتين وكتابة اسم المادة داخل الدفتر بلون يختلف عن اللون الذي يكتب به الطلبة ، كل ذلك مقابل مبلغ من المال) .
أما الطالبة الجامعية ( أ.ع ) فتقول : ( تستخدم زميلتي في الغش نوعا" من سماعات الموبايل اللاسلكية تسمى ( بلو توث ) تضعها تحت ( الربطة ) التي ترتديها وتتصل هذه السماعة مع جهاز الموبايل الذي يكون موضوعا" في محفظة في الحزام أو في الحقيبة التي تبعد عنها مترين أو ثلاثة وقد سجلت على هذا الموبايل المادة المقررة جميعها) ، ويمكن للمراقب أن يكشف مدى استخدام الطلبة لأجهزة الموبايل في الغش عن طريق تشغيل جهاز راديو أو مسجل صغير أو أية دائرة الكترونية وسماعة حيث سيحصل تشويش في هذه الحالة ويكتشف المدرس حالة الغش هذه .
ويضيف الطالب الجامعي ( ش.أ ) : ( كنت قد جهزت ورقة كبيرة للغش في الامتحان ولكن عندما شعرت بأن المراقب قد لاحظ تلك الورقة قمت بابتلاعها وسبب لي ذلك ألما" كبيرا" ) .
ويقول الطالب في الكلية التربوية المفتوحة ( أ.ح ) : ( كنت أقوم بالمراقبة في المدرسة التي ادرّس بها ولاحظت أحد الطلبة في امتحان التربية الإسلامية يتصفح المصحف بواسطة قدميه لإخراج الآية المطلوبة )












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا