الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أسعار تذاكر الهروب من مصر ( أولى وثانية وترسو) حسب حجم السريقه
عماد فواز
2009 / 12 / 30كتابات ساخرة
قصص الهروب إلى خارج البلاد عديدة، بعضها طريف وبعضها مأسوي، وكما هي عادة كل شيئ، فإن الهروب له ثمن مادي، وكل هارب حسب مقدرته المادية، وبناء عليه يتم تحديد الدولة وطريقة الهرب وشكل الحياة بعد الهرب، البعض هرب إلى أفضل الدول وبأفخم وأجود وسائل السفر، والبعض هرب عبر مدقات الجبال مستقل سفينة الصحراء "الجمل" – على قد فلوسه- لينتهي به الحال إلى دولة مثل ليبيا أو السودان أو حتى اليمن.
تذكرة الهروب متفاوته في مصر، والثمن المادي يبدأ من ألف جنيه ولا ينتهي عند ملايين الجنيهات، وهذا يتوقف على معايير عديدة أهمها نوعية الشخص الصادر ضده الحكم، وحجم ثروته ومدة الحكم الصادرة ضده، فالهارب من التجبيد أو من حكم عدم الوفاء بقيمة وصل أمانة تذكرته بسيطة جدا قد لا تتعدى قيمة علبة سيجار كوبي نصف فاخرة، أما الهاربين بأموال البنوك فهؤلاء صيدا ثمينا وتذكرة هروبهم غاليه جدا جدا، وتصل في أغلب الأحيان إلى ملايين الجنيهات.
(الهاربين على الدرجة الأولى)
للأغنياء ثلاثة قبلات يتجهون إليها "لندن وسويسرا والنمسا" ودول أوروبا عموما، وهذه الدول ليس بين أغلبها وبين مصر إتفاقية تسليم مطلوبين، وسافر إليها عدد كبير من رجال الأعمال الكبار ممن إستولوا على أموال البنوك مثل رامي لكح وممدوح إسماعيل وعمر النشرتي وحاتم الهواري وعلاء الدين خيرت وعادل أغا وحسين عزت ومصطفى البليدي، وهؤلاء سافروا عن طريق مطار القاهرة الجوي بدون أي عناء أو رسوم تهريب لأنهم هربوا قبل الحكم عليهم في قضايا التعثر في سداد أموال البنوك وغيرها من قضايا الفساد التي أثارت الرأي العام في نهاية القرن الماضي وأوائل القرن الحالي، لكن هناك حالات أخرى مثل يوسف عبد الرحمن وراندا الشامي المحكوم عليهم بالحبس سبع سنوات على خلفية قضية الفساد في وزارة الزراعة فقد سافروا إلى لندن عقب صدور الحكم ضدهم بساعات قليلة بأوراق مزورة وعن طريق البحر حيث أستقلوا "سفينة رحلات" من ميناء سفاجا متوجهين إلى ميناء العقبه ومنه إلى أوروبا جوا، وأثبتت مباحث تنفيذ الأحكام في تحرياتها أن وراء عملية التهريب هذه رجل أعمال كبير ورجال في الحكومة منهم وزير سابق أشرفوا بأنفسهم على عملية الهرب بعد أن دفع الهاربان أموالا طائلة لزوم تأجير "سفينة الهرب" والأوراق المزيفه، كذلك الحال بالنسبة لعماد الجلدة الذي هرب عقب الحكم عليه بالحبس ثلاثة أعوام إلى جنوب أفريقيا عن طريق البحر الأحمر، حيث يمتلك سفن صيد وسفن تجارية عديدة وتمكن من الإقلاع من أحدى جزر البحر الأحمر متوجها إلى جنوب أفريقيا ومنها إلى لندن ولم ينفق الجلدة أموالا طائلة إلا لقائد المركب والطقم المعاون للتستر عليه ولزوم الإعاشة في أوروبا فقط، اما عادل أغا المحكوم عليه مؤخرا في قضية الإستيلاء على أموال البنوك مؤخرا فقد تمكن من الهرب عن طريق مطار برج العرب إلى لندن بمساعدة ضابط شرطة وأمين شرطة بالمطار قاموا بإخفاء قائمة الممنوعين من السفر ليتمكن عادل أغا "القعيد على كرسي متحرك" من الهرب دون أن يعترضه أحد، وأثناء تحقيقات النيابة مع الضابط وأمين الشرطة تبين أن عادل أغا دفع رشاوي كبيرة جدا للضابط ومساعدة ثمنا للهرب، أما هدى عبد المنعم العائدة مؤخرا والهاربة بأموال المواطنين منذ زمن فقد هربت وقتها في آواخر تسعينيات القرن الماضي متنكره ومستخدمة أوراق مزيفه وبمساعدة رجال أعمال وموظفين كبار في الدولة، وقيل وقتها أنها دفعت أموال طائلة لكي تتمكن من الهرب جوا من مطار القاهرة متوجهه إلى اليونان وأيضا دون أن يعترضها أحد.
(هاربي الدرجة الثانية)
بعد أوروبا التي يتوجه إليها أكابر القوم ممن يملكون الثمن أو الإمكانات، فهناك قبله أقل ثمنا يتوجه إليها رجال الأعمال والهاربين من الأحكام القضائية نظرا لقلة مصاريف الهرب ومصاريف الإعاشة عن مثيلها في أوروبا وهي الدول العربية مثل "السعودية والإمارات والكويت وسوريا" ويتم الهروب إلى هذه الدول بحرا عن طريق البحر الأحمر مرورا بمضيف باب المندب ثم اليمن ومنها إلى الدولة المقصوده، ومن بين رجال الأعمال الهاربين إلى الدول العربية،رجل الأعمال غطاس ويليام الذي استولى على مبلغ خمسين مليون جنيه من البنوك وتم الحكم عليه بالسجن ثلاث وثمانين سنة سجنا إلا أنه تمكن من الهروب والاقامة بدولة الامارات العربية بحرا عن طريق البحر الأحمر ثم اليمن ومنها إلى الإمارات مستخدما أوراق مزورة عاش بها هناك إلى أن حاول العودة إلى مصر بنفس الأوراق المزيفة فتم القبض عليه، وبالتحقيق معه حول وسيلة وكيفية الهرب تبين أنه هرب بمساعدة سفن الصيد مقابل مبلغ عشرة آلاف جنيه ةمثلها في اليمن لتزوير الأوراق التي هرب بها إلى الإمارات وعاش بها هناك، ورجل الأعمال إبراهيم صلاح الذي فر بأموال البنوك والموديعين إلى دولة الكويت وحكم عليه بالحبس سبعة أعوام وقام بالهرب عن طريق سفن الصيد أيضا متوجها إلى اليمن ومنها إلى الكويت مقابل خمسة وعشرون ألف جنيها – وقتها – وعاش هناك ثلاثة أعوام بعدها تم القبض عليه وتسليمه إلى مصر، أما رجال الأعمال عادل سامي فقد هرب بعد أن حصل على قرض بدون ضمان بقيمة خمسة ملايين جنيه وصدر ضده حكم بالحبس عشرة أعوام فقد فر هاربا إلى سوريا "تهريب" عن طريف مدقات الجبال إلى غزة ومنها إلى سوريا بمساعدة المهربين وعندما تم القبض عليه وعاد إلى مصر محبوسا تبين من التحقيقات أنه دفع عشرة آلاف جنيه لكي يتمكن من الهرب إلى سوريا بمساعدة عصابات التهريب، أما رجل الأعمال محمد على الصفدي " حوت السكر" كما كان يطلق عليه،فقد تمكن من الهرب إلى المملكة العربية السعودية عن طريق ميناء سفاجا مستخدما أوراق مزورة بإسم وهمي ووصل إلى مدينة جدة السعودية وعاش بها حوالي أربعة أعوام إلى أن تم القبض عليه وتسليمة إلى مصر وتبين أن الصفدي دفع مبلغ 25 ألف جنيه ثمنا للهرب لكنه لم يتمكن من الهرب خارج المملكة العربية السعودية لعدم تمكنه من الوصول لعصابات التهريب، أما ياسين عجلان فقد تمكن من الهرب إلى المملكة العربية السعودية بعد أن أدين في حكم بالحبس لمدة 15 عاما في قضية "نواب القروض" الشهيرة وقيل وقتها أنه هرب بمساعدة شخصيات بوليسية وأن تذكرة الهرب كلفته مبلغ بسيط جدا لأن الهروب كان مجاملة وليس للتربح!!.
(الهروب ترسو)
أخر درجات الهروب وأقلها ثمنا هي هروب الشباب من أحكام الهروب من التجنيد والفقراء من أحكام ايصالات الأمانة وهذه تتكلف من ألف إلى ثلاثة آلاف جنيه ويتم الهرب أما إلى السودان أو إلى ليبيا عن طريق مدقات الجبل بمعرفة العربان، وطبقا لإحصائيات وزارة الداخلية فإن الهاربين بهذا الشكل يقدر عددهم بحوالي 250 هارب سنويا، وهم جميعا يهربون بدون أوراق إثبات شخصية ويعيشون في تلك الدول أيضا بلا أوراق أو هوية، أما الشكل الثاني من هروب الفقراء فهو هروب الشباب من الفقر عن طريق مراكب الصيد بشكل غير آدمي وهو هروب محفوف بمخاطر الغرق وهذا النوع من الهروب إلى دول أوروبا وخاصة إيطاليا يتكلف كم 30 إلى 50 ألف جنيه.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الفنان #محمد_عطية ضيف #قبل_وبعد Podcast مع الاعلامي دومينيك
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية
.. تعرّفوا إلى قصة “الخلاف بين أصابع اليد الواحدة” المُعبرة مع
.. ما القيمة التاريخية والثقافية التي يتميز بها جبل أحد؟
.. فودكاست الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان