الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات فراشة في بلاد العم سام :جميل أبو رقبة

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2009 / 12 / 30
الادب والفن


( الله شماعة تعلقون عليها خطاياكم ).
نيتشه .



لعلّها لم تكن (انفلونزا) ..هذه هي الجملة التي ضحكت بها على نفسي ، ساحبة إيّاها من سرير المرض لحضور عشاء دعيت إليه من قبل بعض الأصدقاء .

لم أكن أدرك أنني سأضحك ، و سأشفى تماما برؤيتي له ..بوجهه الأبيض (الطمطومي ) المدوّر ، أنفه الأحمر المدوّر ، عينيه الخضراوين المدوّرتين أيضا، و ابتسامته التي لا تفارق شفتيه.


لم أكن أقدّر أنه بقامته القصيرة ،و بكرشه المدوّر سيكون قادرا على قلب عشاء ممل و صامت ، إلى جلسة سمر ممتعة.

بينما كان ينفخ وسادة هوائية حول رقبته عرفني عن نفسه :
-"جميل أبو رقبة "…طبيب أسنان .

كدت اعتقده اسمه ، إلى أن ضحك و أضاف :
-"أبو رقبة " هذه جاءت من الوسادة الهوائية التي تشاهدينها ، و التي استخدمها لتخفيف آلام انقراص الفقرات الرقبية التي داهمتني شابا بسبب المهنة . أما لقبي الحقيقي فهو" فائق " و هذا نابع من الجمال الرباني الذي يضعه الله في وجوه البعض .

ابتسمت ، و قبل أن أضيف ، تابع :
- لا داع لتعرفيني عن نفسك ، أعرفك من خلال كتاباتك ، و لست أخجل من كوني جئت هنا (بواسطة) حتى أرى صاحبة الأسرار الجنسيّة .طبعا ليس من باب الإعجاب بصورتك كما يعلق بعض المهرجين ،بل إعجابا بكل فكرة تطرحين.


قلت بصوت الانفلونزا المبحوح :
-تشرفت يا أستاذ جميل أبو رقبة ، أهلا و سهلا.

بعدها قام "جميل " و بجدارة بدور الموسيقى التصويرية للعشاء، متحدثا عن إدمان الانترنت و الذي يشكل ظاهرة عند الجالية العربيّة التي تنخرط في مجتمعات تتعامل مع شبكة الانترنت كمادة يوميّة ، و ليس لديها وقت للعلاقات الاجتماعية العربية .
و برّر إدمانه هو بعزوبيته و وحدته ، كما أشاد في المواقع التي يرتادها ، و أعلن بفخر :

-أرتاد جميع مواقع الانترنت المحجوبة في معظم أراضينا الأبيّة ، هل تستطيعون إخباري لم تمنع غالبية المواقع اليسارية و العلمانية في الوطن العربي؟

و أجابته "ريتا" :
- (يخرب ديار أهلك ، ضروري تفضح حالك )؟

-هذا بالنسبة لجدي الذي عاش منذ مئة سنة فضيحة ، لكن بالنسبة لكائن (مش ضروري إنسان حتى ) في القرن الحادي و العشرين محو أميّة ...

و عندما طلب الحضور تعريف بعض المواقع ، قال "جميل" :
-مكان للحرية ، فيه جميع الناس باختلاف معتقداتهم ، دياناتهم و توجهاتهم يعيشون بسلام ، يطالعون ، يكتبون ،وقد يعلقون و يظهرون بوجوههم الحقيقية تحت أسماء وهميّة .

ثم نفخ وسادته الرقبية ، و أضاف :
-نحن العرب من أيام جدي (الله يرحمو بقا ) و الذي كان أبو رقبة أيضا لكن بدون هذه الوسادة لا نعتني إلا بالقشور و الأسماء ، مثلا هل تتوقعون أن اسمي "جميل "...وضحك متابعا:

-تسمع حكومة عربيّة مسمى موقع يساري أو علماني ،ينتابها الرعب من دون أن تقرأ فيه صفحة واحدة ، و تقوم بحجبه حرصا على الأمن العام!

مع أن " سمير " كان معتادا على الصمت في جميع السهرات، لكنه رفع رأسه الحزين بهدوء :

-لقد اعتدنا محاكمة النوايا نحن العرب . اعتدنا القوالب الجاهزة ، و حفظنا كيف نبقى ضمن إطار لا يمس الثالوث المحرم ..يقولون لك لا نريد إغضاب الله ...
بالله عليكم هل يرفض الله التفكير و التحليل ؟ هل يعتقد الله بتوريث القناعات الشخصيّة، الاتجاهات السياسية و الطائفية و القومية و الدينية و ..و.. ؟أم أنه يريد خلاصة ما قام كل عقل مستقل بالتوصل إليه!

ثم نظر إليّ و قال:
-هل تستطيعين يا دكتورة إخبارهم كيف تعامل بعض( العربان ) حتى في البلدان الغربيّة مع سلسلة الأسرار الجنسيّة ، و كم من مهرج أدلى بتعليق، و أرسل (ايميلا ) كلفتني أنا بالاشارة إليها كمهملات (جنك ).

ضحكت ، و أجبت :
-لا تعليق ...


بينما هي ترفع صحون العشاء ، قالت " جمان " :

-جميل ألن (تدبك ) معنا على أغاني "علي الديك ".

نفخ طوقه الرقبي و أجاب :

- (دبكة) ..تمزحين ! أنا جدي لم يكن يعرف كيف يصفق . و التفت إليّ :

دكتورة لمى ، إذا حاولت الكتابة عني ، استخدمي اسم "جميل" ، فالأسماء قلّما تشير إلى أصحابها.


يتبع ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسلوب رائع في تقشير اوثاننا
عبد الوهاب المطلبي ( 2009 / 12 / 30 - 12:43 )
ارق التحايا الى الدكتورة لمى محمد الموقره
انها تزيل سلفنة اوثاننا برؤية الواقع
مودتي وتقديري


2 - أسلوب غريب
عماد ( 2009 / 12 / 30 - 14:45 )
..لا أفهم
طريقة غير مباشرة لمدح الذات والرد على بعض النقاد؟؟


3 - تحية
د آلان كيكاني ( 2009 / 12 / 30 - 15:37 )
أطال الله بعمر هذه الفراشة كي ترفرف بحناحيها المزركشتين كلوحة فنية بديعة وتعصر منهما حروفاً تضيء الدروب للأجيال
دمت عزيزتي


4 - شماعة المفلسين الجديدة ...!؟
سرسبيندار السندي ( 2009 / 12 / 30 - 15:50 )
لقد تكسرت شماعة الله عند القوم المفلسين ... بعد أن ضربهم بكل ماعلقوه على شماعته أولائك الملاعين ... من فقر ومرض وتخلف وكل ما نسبوه له من دين ... فإبتكر العلماء والفقهاء والمتبحرين في علوم التنجيم والتنويم شماعة جديدة هى شماعة المستعمرين والمحتلين والكفار الافاقين ... وإعدام كل ذي عقل رصين لعدم إصلاح شماعتهم المكسورة شماعة رب العالمين ... لانها الوحيدة التي تتحمل عيوب ومخازي المفلسين وتجار الدين لكل هذه السنين .... وشكرا لك د .لمى ولكل القراء والمعلقين ....!؟


5 - شعور
هاشم كوجر ( 2009 / 12 / 30 - 18:33 )
لااعرف ماذا اقول لك وماذا اعلق اتمنى لك الموفقية حقا تعرفين كيف تحصلي على المعلومات من مرضاكي وارى من قصصك ان كل المرضا مرتاحين معاكي وارجو ان تحافظي على بعض الاسرار لان الحفاظ على الاسرار يزيد ثقة المريض بك


6 - رحم الله المتنبي
نور ( 2009 / 12 / 30 - 23:40 )
.
؟؟ اقتباس: لاأفهم طريقة غير مباشرة لمدح الذات والرد على بعض النقاد ؟؟
تعليق :ومن يك ذا فم مر مرير يجد مرا به الماء الزلال


7 - انتهى زمن تجار الدين وانكشفت الاقنعة ..؟
محمد المعيوف ( 2009 / 12 / 31 - 18:08 )
لاننا سطحيون لا نهتم الا بالقشور ..

وتستمر معاناتنا مع الثالوث المحرم .. مع اننا في الالفيه الثالثه الا ان مواقع اللبيراليين لا تزال تحجب من دون فهم المضمون ..

اقصاء الاخر ليس الا ...

يستحيل ان نعيش في هذا الطوفان الاعلامي دون ان نثقف انفسنا من دون ان نتعلم كيف نكون مجتمعات مدنية ..

مجتمعات تؤمن بالعمل التطوعي الجماعي بعيدا عن الماديات .. التبعية الجهل .. التطبيل .. النفاق والتملق ..

حينها نعرف معنى كلمة انسانية ..

دمتي بود

http://www.mywf.blogspot.com/

اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح