الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات الشرق الأوسط في العراق

شلال الشمري

2009 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


للمرة الأولى في تاريخ العالم المنظور يثير حدث انتخابي في بلد ما صراعا إقليميا وتدخلا محموما على أوسع نطاق وبكافة الأساليب العسكرية والمادية والمخابراتية والإعلامية والأيديولوجية والطائفية والعنصرية السافرة وغير المشروعة، اشترك فيها كل من هب ودب ودلى بدلوه من لايعد ولا يفتقد و لابالعير ولا بالنفير صراع تخالفت فيه حراب القومجية والعصملية والصفوية والوهابية والصهيونية والغرب وأميركا. والغريب إن اغلبهم يدور في الفلك الأمريكي ،والأغرب نوم النخب السياسية في العسل لاتنظر ابعد من انفها وفشلت في ان تسوق نفسها وطنيا وبقيت أسيرة الطوق الطائفي بعد أن ضيعت البوصلة الوطنية وبقيت تعزف على وتر المظلوميات التي عجزت في إنصافها طيلة السنوات التي أعقبت الاحتلال( فانتقعت ) حد التحلل في آسن الفساد وانشغلت بالرواتب والمخصصات والايفادات والحواسم والمناصب .
لقد نجح الأمريكان في تحويل الصراع في المنطقة إلى صراع طائفي بعد أن دعم بقوة البترو دولار الوهابية وإسناد مخابراتي أميركي فكانت أولى خطواته بعد انتهاء الحقبة القومية الناصرية التي كتمت على أنفاسه اشتراكه بدور فاعل بدعم الحرب الطائفية في لبنان للفترة من 1975 ولغاية1990 ولا زالت تدعم أطراف على حساب أطراف أخرى حتى بلغت بها الطائفية إلى حد دعم إسرائيل ضد حزب الله في الحرب الأخيرة عام 2006.
ودعم النظام البائد في حربه ضد إيران 1980/1988 بروحية وهدف طائفي متستر بغطاء القومية.
وقد امتدت أنياب البترو وهابية التي استطالت بفضل الإسناد ألمخابراتي الأمريكي إلى أفغانستان بحجة تحرير بلاد المسلمين من يد الكفار الشيوعيين الذين امتد احتلالهم للفترة من27/12/1979 ولغاية15/2/1989 وبعد انسحاب الجيش السوفييتي وتفكك الدولة السوفييتية اتخذ من امارة طالبان ذريعة لخوض غمار حرب عالمية ضد الإرهاب الذي صنعته أميركا بأيديها إلى جانب البترو وهابية .
وقد تجاوزت الوهابية حدود الفتاوى والدعم المادي والسياسي إلى التدخل العسكري المباشر كما حصل مؤخرا في اليمن ضد الحوثيين وتحت غطاء وإسناد القوات الأمريكية وهي أيضا حرب طائفية.
وفي الصومال وبعد إن تلقى الأمريكان ضربة أدت إلى مقتل 18 من قوات المارينز عام 1993 أثناء احتلالهم للصومال في عهد بوش الأب للفترة من ديسمبر عام 1992 لغاية عام 1994 لتأخذ البترو وهابية دورها في تمزيق الصومال طائفيا وجره إلى حرب أهلية لايعرف متى تنتهي تأديبا لهذا البلد على موقفه من أسيادهم واستكمالا للإعصار الطائفي الذي يراد له إن يلف المنطقة بجمعها ولخلق منطقة فراغ امني تعشعش فيها خلاياها .
على الجهة الأخرى تقف إيران كقطب منافر انزلق إلى الصراع الطائفي بسبب شعارات تصدير الثورة بعد العام 1979واتخذ من محاولاته لإسناد العرب في صراعهم ضد إسرائيل ذريعة للامتداد والسيطرة فكانت علاقاته الجيدة مع سوريا ذات السلطة العلوية وفي لبنان مع حزب الله الشيعي وفي اليمن مع الحوثيين الزيدية وفي غزة مع حركة حماس وفي العراق مع الأحزاب الدينية الشيعية وهذه تلقى ندية من البترو وهابية راح ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين ويبدو ان الساحة العراقية بالنسبة للطرفين تدور عليها معركة الحسم على الرغم من ان أهداف أميركا ليست شيعية ولا سنية بل هي تريد إنهاك الطرفين ليتسنى لها إزاحتهما وما يتعلق يهما ولتهيئ الأرضية العراقية لأطروحاتها .
اما تركيا فعلى الرغم من تباكي العرب العصملية على أعتابها مستثيرين فيها النخوة الطائفية متغابين ومتجاهلين إن هذا الوتر قد انقطع لديها على يد المغفور له السيد مصطفى كمال أتاتورك منذ العام1927 والذي يحرك تركيا الآن هو كل موقف مضاد للنزعة الانفصالية للساسة الكرد ومشروعهم الفدرالي الذي يكسر عصى الطاعة لدى الكرد الأتراك ومن ناحية أخرى المصالح الاقتصادية التي وجدت في العراق أرضا خصبة وبكر تعويضا لها عن السوق الأوربية التي لازالت أبوابها موصدة أمامها.
أما إسرائيل فان أفول الصراع القومي وطغيان الصراع الطائفي مهد الطريق أمامها لان تكون جسما مقبولا على الساحة العالمية وعلى نطاق الوطن العربي فحضيت بقبول دبلوماسي في مصر والأردن وموريتانيا ومكاتب ارتباط دبلوماسية مع المغرب واريتريا وقطر وعمان وتونس وعلاقات تحت الطاولة اشد وأقوى من أية علاقات معلنة مع أنظمة تدعي خدمة الحرمين.
تعتبر إسرائيل المستفيد الأول من الصراع الطائفي لأنه يشق وحدة المسلمين ويجعل باسهم بينهم لإبل يجعل البعض منهم يستعين بها ضد الشيعة وإيران باعتبارهما اشد خطرا من إسرائيل التي تطابقت أجندتها مع الأجندة الأمريكية إلى حد التماهي بحيث لاتجد من يشير إلى الأجندة الإسرائيلية ودورها التخريبي في العراق الا نادرا واقرب نموذج لتجسيد صورة ما وصلت إليه الأمور هو لجوء(180)من عناصر فتح إلى إسرائيل ادخل (20) منهم إلى المستشفيات هربا من جحيم حماس في غزة أثناء الصراع الدموي بينهما في3/8/2008 الذي فاق وحشية كافة مجازر إسرائيل ذاتها.
أما مصر فإنها أشبه ب(الرجل المريض) ـ كناية عن الدولة العثمانية في أواخر عهدها ـ تمنح بركاتها السلطانية للذي يدفع أكثر وزعامتها البروتوكولية تقتصر على مباركة الفتاوى الأمريكية أين ما اتجهت وحركتها مشروطة بدفع الثمن مسبقا وهي في وضع لايسمح لها تحمل أية أعباء اقتصادية أو عسكرية تجتر أمجاد حرب اكتوبر 1973 مكتفية بهذا الوسام ولا تريد أن تقامر بفقده والأمة العربية لاتعنيها إلا بقدر ماتدره عليها من استثمار وتسويق وسياحة وما تضفيه عليها من هالات الزعامة (فارغة المحتوى).
أما سوريا فكأنما هي تقايض العراق بلبنان وتحاول تعويض ماخسرته هناك اندفعت بغباء إلى خدمة الأجندة الطائفية الأمريكية من خلال تسهيلات لمرور الإرهابيين وخدمات التدريب والإيواء للفاسدين وعناصر النظام البائد لتشترك بفعالية في خدمة الفوضى الخلاقة.
وهناك ادوارا لدول هزيلة شاء لها القدر ان يكون لها دورا فاعلا أمثال الكويت وقطر واليمن ...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا