الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة والديمقراطية على ضوء الانتخابات

رحاب حسين الصائغ

2009 / 12 / 30
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


للصحافة دور كبير في عصرنا لكسب المعلومة وتوسيع افق المواطن.
حالة التغيير التي حدثت في العراق فتحت المجال أمام الايمان بالتعددية والانسجام بين افراد مجتمنا المتنوع في ثقافاته ومعتقداته، وحدوث التخبط في فهم معنى هذه الحرية المتاحة للتعايش انعكس على واقع المجتمع بصورة سالبة، مما ادى الى عدم التعايش السلمي الديمقراطي، والحد من العنصرية والتمييز، وبدل ان تفتح الابواب بين افراد المجتمع على مصراعيها وخلق جو من الانسجام يسوده القانون ولغة النطق السليم تحول الامر الى مشكلة طائفية تكاد تاكل نارها الاخضر واليابس، الذي حدث هو العكس بسبب وجود فآت تعمل من اجل مصالحها التي لا تخدم المواطن بقدر ما تضره وتهدد مصير البلد، واخذت كل جماعة تنادي على اتباعها وتدعو للتحيز وتجاهر به على اساس المطالبة بحقوقهم وكأنهم ولدوا وخلقوا خارج حدود هذا البلد وفي أماكن منعزلة عنه، والعمل على تعرية جراحاتهم وكشف آلمهم القديمة التي كانوا يعانون منها بالخفاء والعلانية تحت مسميات ( التسلط والغدر والخيانة اتتهم من سلطة غاشمة ) نعم لا ننكر ما عاصروه ولكن الان هم فيوضع يدعوهم للتفكير من اجل بلدهم اولاً، ومن ثم التعايش السليم في هذا البلد، ومن الصعب التفريط بالبلد، الذي هو الجذر الاول لكل انسان يريد العيش بفخر واعتزاز بنفسه وقيمته، وبدل العمل على هذا الاساس، نسوا كل شيء ونمت عندهم روح التعنصر بصورة ابعد ما تكون عن الحب للوطن والاعتزاز بالبلد الذي هم منه ويمثلهم اينما كانوا ومن كانوا، ولم يفكروا ان السماء نفس السماء والمناخ نفس المناخ والارض نفس الارض فيها ترعرعوا وعاشوا، فرحوا وحزنوا ، عشقوا وتألموا، ومعاناتهم نفسها تحت ظل نفس الضغوط لزمن معلوم، الذي تغير فقط القيادات، وكسب شيء من حرية الرأي، واعتقد هذا جلَّ ما كان هم افراد الشعب الذين عانوا من التسلط والظلم والابعاد، ربما ورثوا هم حب التسلط، وخلق لديهم الاحساس بعدم الثقة، وبدأوا بعد حلقات التحالف داخل حلقات التحيز، بدل ان يفهموا انه عليهم التوحد تحت لواء دولة العراق وهويته، الديمقراطية هي عمل يمثل الفرد والقانون والدولة التي تقوم على مصلحة الشعب والبلد العمل بالدستور، اليمقراطية توفر للمواطن أياً كانت قوميته ودينه ومعتقده حقه في ظل القانون المشرع في نظام الدولة الديمقراطية، ومن هذه الحقوق حق اختيار القياديين والمسؤولين في الدولة ومن هم سيكونون مسؤولين امام الله والقانون، بالعمل على حفظ ماء وجه المواطن وضمان حقه المشروع في حرية الرأي وتقرير المصير واختيار ما يجده مناسب دون الضرر بحقوق غيره من افراد الشعب، ومن حقوقه ايضا توفير المدارس والرعاية الاجتماعية وحق الملكية والتعامل الانساني في جميع اوجهه والرعاية الصحية، مما يدعوا المواطن للاحساس بالامان وحفظ كرامته، وملثما على الدولة على المواطن، احترام القانون واحترام مشاعر الغير وعدم التدخل في خصوصيات الاخر، او الاعتداء عليه، والمنطق الذي يسود الدولة والشعب هو القانون الذي يكفل خقوق الجميع، والمجتمع العراقي مجتمع موزائكي التشكيل، ومنذ الازل يعيش معا فوق هذه الارض وفي حدوده المعروفة، ولم يسبق له ان عاش مشكلة التعدد او الطائفية، ولم نعرف يوما ومن قبل ان الشخص المجاور لبيتنا او مدرستنا او الشارع الذي نأمه او ان هناك فوارق بيننا، لا في الشكل او المعتقد او العادات الخاصة بالعض تسبب حالة عداء تصل حد القتل او ما شابه مما يحدث آنياً، كل له خصوصية العيش ورغبة التعايس بسلام ويسود الاحترام والمحبة الجيران والاصدقاء والعلاقات الجيدة بين المدن العراقية كنا نعيش الديمقراطية بالفطرة، سياسة المحتل خلقت شوائب كبيرة في نفوس الضعفاء وتجار الحرب، ولعب دور الطامعين من ذوي المصالح الخاصة الكيد من الشعب وكل ما يتعلق بمصالحه، في تأجيج نار الفتن واعطاء الفرص البغيضة لخلق جو مشحون بالعدوانية تجاه البعض بين طبقات الشعب وافراده وفآته، وطبعا هناك ايدي خفية تعمل بغل على بث السموم بين جهة واخرى، الى ان اصبح التباري بالعنف سمة من السمات الظاهرة، وهي ليس من شيم العراقي، والمستفاد الوحيد اصحاب النفوذ من الاعداء، وبالنتيجة الفراد الشعب الابرياء هم المتضررون، وتحطمت اسباب عيشهم بسلام، وعلى المواطن ان يفهم في هذا الزمن ان الديمقراطية، هي احد اجنحة الخلاص من العذاب الذي يعيشه اذا تم اختياره للشخص المناسب لقيادة زمام امور البلد، الديمقراطية هي الضمان الوحيد لسيادته وامتلاك حقه في العيش مع واقع سليم حين يقدم على اختيار الناخب الاكثر قدرة على حل مشاكل البلد ومشاكل الفرد، ونسأل لماذا وجدت الانتخابات، الانتخابات وجدت لتمثل حق الفرد في اختيار المرشح الجيد الذي سيكون ممثلا للقانون، لذا علينا اختيار الشخص المناسب خارج حدود اي ضغط من قبل الاخرون، وعدم قبول الرشوة او الضغوط التي تدفع الادلاء بصوتك لمن لا يستحق الختياره، وملاحقة الخلل اينما وجد في عملية الانتخابات، وللصحافة دور كبير في توعية المواطن عن طريق الاعلام المرئي والسمعي والمقروء، وفق برامج ثقافية وارشادية تدعو المواطن الى فهم وادراك عملية الانتخابات، والتعبير عن وجهات نظر المواطن والمرشح للانتخاب كي يكون العمل السياسي عمل ديمقراطي قانوني في ايطار يضمن استقلالية الرأي وحرية التعبير.
الكاتبة من العراق/ الموصل











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الألتزام والأرشاد
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 12 / 31 - 16:57 )
عزيزتي الفاضلة
نعم للصحافة دورها الكبير في العملية النتخابية ولكن للأسف الشديد فأن دورها في الوقت الحاضر لا يتجاوز الترويج لتوجهاتها أ، كانت حزبية أو لمموليها أن كانت ممولة أو للجهة التي تدفع لها مقابل الأ‘لانات لأن العراق يفتقر للمؤسسات الصحفية المستقلة كما هو الحال في الدول المتقدمة

اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو