الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحلام المنفى...الفينيق ينبعث من ذاكرة الطفولة

باسل ديوب

2004 / 6 / 22
الادب والفن


في فيلمها أحلام المنفى، تخطو المخرجة الفلسطينية مي المصري خطوة كبيرة بإنجاز فيلم أكثر حيوية واقتراباً من دواخل الفلسطيني الإنسان، وأكثر عمقاً في الرؤية، لكن الأطفال هنا من مخيمين بدلالتين جغرافيتين شاتيلا في بيروت والدهيشة في فلسطين، رصد للمخيم هنا وهناك فالمأساة واحدة، والأمل واحد.... العودة .... فبالعودة تعود الإنسانية،
النقطة البارزة في الفيلم تصوير اللقاء الحميم، والذي يحدث للمرة الأولى بعد تحرير الجنوب، فأطفال الدهيشة يلاقون أطفال صبرا على الحدود الفلسطينية – اللبنانية بعد طول تراسل بالبريد والانترنيت ، إن الوطن ليس جغرافيا فحسب إنه فكرة تتعزز بهذا الإنسان الصامد والصابر،
الفتيات في الفيلم بطلات حقيقيات يثرن أكثر ما في الإنسان من قيم نبيلة، ويقدمن صورة لا تقاوم عن إنسان بسيط صاحب حلم كبير بالحرية وإنهاء مظالم عشرات السنين من التنكيل والتهجير ، هُنّ صديقات شفافات عاشقات لطيفات في وسط أسري منسجم توحده العودة إلى أرض الوطن، يلتحم الجميع في المأساة وفي الرد البريء عليها، فيقوم أطفال مخيم الدهيشة ( فلسطين) بزيارة قرى و بلدات أطفال مخيم شاتيلا ليس للتذكير فقط بل لشحن الذاكرة وطن الإنسان الفلسطيني بعد الحقيبة والخيمة، وهوية المكان المستباح الحقيقية.
وتتساءل طفلة المخيم وهي تزور قريتها المهدمة والمهجورة كيلو مترات قليلة تفصلها عنها ولكن الإسرائيلي قرر ذلك اغتصبوا الأراضي وسكنوا في المدن.
(لن ننسى) كل خلجة في الروح الفلسطيني تلهج بها، لن ننسى وطناً مستباحاً ، على جانبي الأسلاك الشائكة يلتقي اللاجئون في لبنان وسورية مع من بقي في فلسطين لقاء الجسد الممزق بعد عشرات السنين من التغييب ووسط ذهول الجنود يتعارفون بالصور وبالأسئلة بإيقاد الذاكرة على ملامح أشقاء وشقيقات وأمهات وآباء وأقارب أودعوا أرضهم ملامحهم ومضوا ، يتبادل الأطفال التواقيع والتذكارات، ويحملون تراباً من أرض الفردوس المسلوب ،اللقاء إرهاص للقادم وهو ما جرى بعد تحرير جنوب لبنان في 25 أيار 2000 فقد انبعث الفينيق الفلسطيني من رماده أواخر أيلول2000 ليرف بجناحيه على الأرض المحتلة 1948 و1967 وينبض قلبه في القدس عروس عروبتنا و تشتعل مخيمات الشتات مجدداً لينفتح الجرح ،إنه الفلسطيني سيزيف العصر ومسيح الأسلاك الشائكة.تندلع الانتفاضة الثانية وأطفال الدهيشة على موعد يومي مع رشق الحجارة ،فعل الهوية والوجود الذي يؤيده أحرار العالم، حتى في أميركا تقف طفلة المخيم وتعرض مظالم شعبها الذي يحتاج لأوسع تضامن أممي،وقد أصبحت قضيته قضية جميع مناهضي العولمة على امتداد العالم
الفيلم حصد جوائز كثيرة واحتفي به كثيراً في المهرجانات الأوربية، فلغته وطرحه الإنساني المتقدم وفقاً لمنظومة القيم الديمقراطية وأنساق التفكير العصرية لابد أن يجعل الغربيين يدركون تماماً حقيقة هذا الشعب الذي تلاحقه تهم الإرهاب والهمجية ،
أحلام المنفى جراح الأطفال الفلسطينيين المفتوحة على أزهار برتقال يافا لكنهم سيعودون يوماً ما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | الغناء في الأفراح.. حلال على الحوثيين.. حرام على ا


.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب




.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ


.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش




.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا