الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر - صلاح حسن -.. ينفض رماد مسلته

ثامر الحاج امين

2009 / 12 / 30
الادب والفن




" انا مجنون لسبب
وانت عاقل بلا سبب "
بهذه الجمرة المخبأة في " رماد المسلة " احد النصوص المهمة والمشاكسة في تجربة الشاعر المغترب " صلاح حسن " ، المحتفى به في اتحاد الادباء والكتاب في الديوانية ، قدّم الأديب" ثامر الحاج امين" ضيفه الشاعر ، واصفاً استضافته بانها ( بيدر جديد متميز يضيفه الاتحاد الى حصاده الوفير ) ، فالمحتفى به يمثل تجربة شعرية قدمت للمشهد الثقافي العراقي عطاءَ طيباً وناضجاً تمثل بعدد من المجاميع الشعرية والمسرحية حصدت جوائز عدة ،وشهادات كبيرة كانت ابرزها شهادة الشاعر الكبير "ادونيس" بعدما قرا قصيدة المحتفى به "المحذوف في عدم انضاج العبارة" قال (اريد ان اعرف الشجرة التي اعطت هذه الثمرة ) اضافة الى قائمة طويلة من الاستضافات العالمية والكثير من النصوص المسرحية التي قدمت على مسارح اوربا .
استهل الشاعر حديثه بعرض لأبرز المحطات في مسيرته الابداعية التي انطلقت في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، متوقفا عند قصيدته " رماد المسلة " التي تنبأت بالخراب الذي حصل ويحصل الآن والتي قدمته الى الساحة الشعرية بحصولها على الجائزة الاولى لمسابقة مجلة الاقلام ، ثم تناول موضوع الغربة وتأثيرها على تجربته واصفا اياها بالمعادلة الصعبة ومستذكراً:
بملابسنا الرثة
وصلنا متأخرين الى المدن النظيفة
ياالهي لقد وصلنا
ولكننا مازلنا تائهين
فالغربة بقدر مااعطت للشاعر من انتشار وفسحة للانجاز والعطاء والاطلاع على التجارب الابداعية للشعوب وفضلها في خلاصه من قسوة القمع الذي مارسته الدكتاتورية بحق الابداع الحقيقي ، فانها – أي الغربة – أخذت منه ايضا الكثير من سنواته الجميلة ومتعة العيش واستقراره بين الاهل والاصدقاء ومرابع الطفولة ، الغربة التي اذاقته المر وهو يتابع اخبار القهر والاذلال لشعبه ، كانت سنوات مخيفة من الاحلام والكوابيس فيها :
كل يوم يجيء
بهوائه المعتم الثقيل
ويقودني من يدي
الى سرير الوحدة البارد
يدس الاحلام والكوابيس
في نومي
ثم يتركني وهو يمضي
نجمة بعد نجمة
جسداً بلا ذاكرة
وفي اجابته عن سؤال قدم له عن الوجه الآخر لشخصية الشاعر الكبير " عبدالوهاب البياتي " باعتبار ان المحتفى به كان قريبا منها وملازما لها ايام الغربة كما يشير الى ذلك في كتابه " قربان التاريخ " الصادر عام 2007 ، فيذكر ان " البياتي " لم يكن شاعراً كبيرا فحسب ، بل انسانا كبيرا ونبيلاً في نفس الوقت ، على العكس ماصورّه البعض من انه شخصية فيها الغرور والعجرفة ، متذكرا لقاءاته اليومية به في " غاليري الفينيق " وعلى مدى سنتين كان "البياتي" فيها يتفقد الشعراء الشباب في الغربة ويقدم لهم المساعدة بما فيها التوسط لهم لدى الصحف ودور النشر لايجاد فرص عمل للبعض منهم ، كما يعترف بفضل " البياتي " على بقاء اسرته على قيد الحياة حيث كان يتفقدهم ويمدهم بالمساعدة المالية اثناء انتقال المحتفى به الى منفى اخر وقبل ان يصطحب عائلته الى منفاه الجديد.
وعن سر اتقانه للغة " الهولندية " وكتابة الكثير من منجزه الشعري والمسرحي بهذه اللغة ، يذكر الشاعر " صلاح حسن " انه منذ ان حط رحاله خارج ارض الوطن صمم على :
سأعبر قوس الظلام
وأومىء للنهار بعكازي
واكتشف انه هناك طريقتان للعيش في المنفى : الاولى ان تتقوقع على ذاتك وتطلّق المجتمع الذي تعيش فيه وترفض ثقافته ولاتتعلم لغته ولاتعاشر اهله فتصاب بالنتيجة بالكآبة وبعض الامراض النفسية المدمرّة ، وتتعطل عن القيام باي عمل مثمر ، والطريقة الثانية : هي الانخراط بثقافة المجتمع الجديد وتعلم لغته والمشاركة في الحياة الاجتماعية والثقافية وبالتالي تصبح عنصرا فاعلا في ثقافة هذا المجنمع الجديد ، فاختار الطريقة الثانية حيث ثابر على استثمار الفرصة في تعلم اللغة الهولندية ثم الاطلاع على ادبها وثقافتها مما سهل له الدخول الى الوسط الثقافي في هذا البلد والاتصال بمبدعيه ، كان يشعر بتجدد الحياة فيه وهو يتقدم بهذه الخطوات متشبثا بالأمل ومصرا على هزيمة اليأس والانكسار :
لاأريد ان اموت مثل موتاي وحيدا..
موتاي الذين يرحلون عادة
في الظلام كالغرباء
لذا كان تصميمه ان لايترك سنواته طعما للوحدة واليأس ويرحل كالغرباء ، انما عليه ان يمضي متحديا كل الصعاب ، واضعا امامه التجدد والأمل الذي عبر عنهما بـ " زهرة صبار ومصباح ملون " :
لدي في غرفة النوم
زهرة صبار ومصباح ملون
اما عن ابرز سمات تجربة جيله وابرز مجايليه فقد ذكر انها تجربة رغم ولادتها من رحم الحرب الا انها استطاعت ان تنمو وتزدهر بعيدا عن اجوائها وصورها المرعبة ، مستذكرا تجارب مجايليه الشعراء باسم المرعبي ، محمد تركي النصار ، محمد مظلوم .
هذا وقد تخللت الامسية عدد من القراءات الشعرية قدمها الشاعر من بعض مجامعيه المنشورة حظيت باهتمام الحضور وكان مسك ختام الامسية هو تكريم الاتحاد للشاعر المحتفى به بـ " درع الابداع " قدمّه له الناقد الدكتور " باسم الاعسم "اضافة الى تكريمين آخرين قدما له من المجلس البلدي في المدينة وجريدة الديوانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??