الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدايا النظام المصري لنتانياهو والتشوية المجاني لصورة مصر

محمود عبد الرحيم

2009 / 12 / 30
القضية الفلسطينية


لا ادري الي اين يريد النظام المصري ان يذهب بمصر؟ وهل ما يفعله يمكن تبريره ،او حتى استيعابه وفق اي مقياس سياسي أو مرجعي ؟ وهل ثمة اي مكسب من وراء مثل هذه الافعال التي اقل ما توصف به انها عبثية، ام انها ليست سوى خسائر متتالية ،وسحب من رصيد هذا البلد الذي كان كبيرا بمواقفه ودوره ومكانته الاقليمية والدولية؟
اليس من بينهم رجل رشيد يقول لهم كفى.. احفظوا ما تبقى من ماء الوجه؟ ولا تشوهوا صورة وطنكم الى هذه الدرجة مقابل لا شئ ،واسمعوا ولو مرة واحدة نداء الضمير الوطني ،وتجاوبوا مع مشاعر شعبكم الرافضة لهذه العلاقة الآثمة مع العدو الصهيوني والامريكي؟

لا ادري بالفعل ولا استوعب.. كيف يمكن الاستقبال بحفاوة رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو في قلب العروبة وتسويقه ،خاصة في هذا التوقيت ،كداعية سلام ، في الوقت الذي يتحرك هو و اقرانه بحذر في اوروبا خشية التوقيف بتهم جرائم حرب ،ولا يبدي هو أو غيره من الملطخة اياديهم بدمائنا اية اشارة سلمية؟ علي الجانب الاخر يتم التضييق علي قافلة شريان الحياة التي يقودها النائب البريطاني جورج جالاوي، وتعطيل مسيرها، واجبارها على تغيير وجهتها ،ثم يتم محاصرة النشطاء الاجانب المتضامنين أمنيا ،وعرقلة وصولهم الى غزة ؟ والتعامل معهم كما لو كانوا مثيري شغب ،جاءوا ليهددوا الامن والاستقرار، وليسوا اناسا لديهم ضمير انساني حي ،وشعور بالمسئولية الاخلاقية تدفعهم للتعبير عن موقف الرفض بشجاعة لهذا الكيان العدواني المسمى "اسرائيل"، وقد قطعوا مئات الاميال وتركوا اعمالهم ومصالحهم من اجل كلمة حق لم نجرؤ نحن ذوو القربى ان نقولها؟
هل كان التعسف معهم في مصر هدية عيد الميلاد او عربون محبة للسفاح نتانياهو ،الى جانب الموافقة على عودة الحجاج اليهود لزيارة الحاخام اليهودي ابو حصيرة وتدنيس الاراضي المصرية ام ماذا؟ وهل نريد ان نستغل خبرتنا الامنية في قمع المحتجين هنا لنوفر على الكيان الصهيوني عبء مواجهته عند "حاجز ايريز" الفاصل بين غزة والكيان ؟ ام اننا نريد ان نتحمل نيابة عنه الدعاية السوداء ،وبدلا من ان تظهر صورة "اسرائيل" في الاعلام العالمي مقرونة بالرفض ودعوات المقاطعة وتهم الابادة وجرائم ضد الانسانية ، تظهر صورة مصر القامعة لمتضامنين لا هم لهم سوى الوقوف مع الضحية في وجه الجلاد في الذكري الاولى لحرب غزة الذي كان للنظام المصري موقفا سلبيا منها؟
وهل جاء نتانياهو فعلا الى مصر لتحريك عملية السلام التى يعترف الجميع اصلا انها ماتت بالفعل ،وانها ليست سوى لعبة استهلاك للوقت، لحين انجاز المخططات الصهيونية ؟ ام انه جاء ليشكر الحكومة المصرية على جهودها في حماية امن ومصالح "اسرائيل" ،ويطمئن على سير الاعمال الانشائية في الجدار الفولاذي؟ ويدعوها الى الضغط على حليفهما محمود عباس ،واقناعه بالدخول الى جولة مفاوضات وهمية جديدة ترفع اسهم نتانياهو السياسية ،وتعوضه عن التعثر في ملف صفقة تبادل الاسرى مع حماس الذي يضغط عليه داخليا من كل من جبهتي التأييد والمعارضة ؟
هل يريد مسئولونا ان توصم مصر"العربية" بانها داعمة لتشديد الحصار؟ وانها تشارك في مخطط ابادة شعب غزة الذي لا ذنب له ،الا انه واقع تحت احتلال عدواني ،و يرفض المساومة على حقوقه المشروعة ،أو اعطاء مشروعية للعدو الغاصب ؟ وهل تريد مصر ،او بالاحرى نظامها تقديم نفسه طوال الوقت كحليف استراتيجي ل"اسرائيل" وشريك لها يقف في نفس الخندق المناوئ للقضية الفلسطينية والمصلحة العربية بشكل عام ، ام ماذا؟
هذا هو السؤال الصعب الذي عليهم ان يفكروا طويلا في اجابته؟ لان المسئولية او بالاحرى التداعيات في الحال وفي الاستقبال اكبر مما يتصورون والخسائر فادحة ، ولا يمكن تعويضها ، وخطابهم عن المصلحة الوطنية والسيادة الذي يحمل الكثير من المغالطات والتهافت لن يجدي نفعا ،أو يبرر اخطاءهم السياسية ،بل وخطاياهم التاريخية؟ خاصة وان مبدأ السيادة الذي يتذرعون به ويتمترسون وراءه لم يعد مطلقا ب،عد ان تجلي مبدأ دولي جديد صنعه الامريكان انفسهم في البلقان لتبرير تدخلهم اسمه" التدخل الانساني".
ان كانوا مخدرين او غير واعين ،فنحن ندق الاجراس ونحذرهم ، ولهم في السادات عبرة ، حيث دفع دمه ثمنا، لانبطاحه امام واشنطن وتل ابيب ،في وقت كان يظن نفسه
اللاعب المحترف الاقوى والاكثر دهاء ،خاصة بعد ان قمع كل معارضيه والقى بهم في السجون ،سواء من اليمين او اليسار ،وسار عكس التيار الشعبي وبالتناقض مع قناعاته و طموحاته الوطنية والعروبية .
ان كنت اشعر بالحزن لما آلت اليه الامور في مصر ، ويعتصرني الالم وانا ارى الدعم للقضية الفلسطينية والتضامن مع الشعب والحق الفلسطينيين يأتي من اجانب يتمتعون بروح شجاعة واصرار على مناصرة المظلوم ،وليس من عرب لا مبالين أو يتعاطفون في صمت ،ولا يلتحمون مع هؤلاء الاحرار الشرفاء ،ويوسعون دائرة الالتفاف حول صوت الضمير ونداء الواجب الانساني ، بل ويبادرون الى التحرك لقطع شرايين حياة الكيان الصهيوني ،غير ان الخطوة الاخيرة التي قامت بها قوى معارضة في مصر من التقدم ببلاغ للنائب العام المصري لتوقيف السفاح الصهيوني نتانياهو في القاهرة على رمزيتها ،تبقي ذات اهمية ورسالة ذات مغزى تقول: ان هذا الشعب المصري لازال يعرف من عدوه ،ولازال يرفض "كامب ديفيد" وما جلبته على مصر والعرب من نكبات ،ولا يساير نظامه فيما يذهب اليه، ويرفض ان يحمل عار التطبيع والتورط في تنفيذ المشروع الامريكي الصهيوني طوعا او كرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ردهم
حاحوحاحو ( 2009 / 12 / 31 - 22:54 )
وانت ايه******** د بلدنا ودي سياستنا نعمل اللي نحن عايزين********الغزاويين صامتين و انت المحامي ابتعهم***

اخر الافلام

.. هل يصوت الناخبون يوما لذكاء اصطناعي؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ما تداعيات إلغاء إسرائيل -المحتمل- للإعفاءات المقدمة للمصارف




.. الانتخابات الأوروبية.. صعود اليمين | #الظهيرة


.. مارين لوبان تعلن استعداد حزبها لتولي السلطة إذا منحه الفرنسي




.. استقالة غانتس.. مطالبه وشروطه | #الظهيرة