الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهتموا بالتعليم و ميزانيته رجاءاً

محمود الجبوري

2009 / 12 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا يخفى على عاقل أهمية التعليم في بناء البلدان وتطويرها وعمرانها , وكذلك المساهمة في نهضتها وعلو شأنها , وتكمن أهمية التعليم في أمور عدة منها مركزية التعليم ورصانته وتطويره في ما يتلاءم مع النهضة العلمية العالمية , وكذلك دعمه من قبل حكومات البلدان , وهذا الأمر مهم جداً ,
وبما أن برلماننا العراقي قد انشغل هذه الأيام في مناقشة تحديد الموازنة المالية العامة للبلاد وقد انشغلت الحكومة بهيئاتها الرئاسية الثلاث وبوزاراتها وبرلمانها وخبراءها عامة في النقاش والاختلاف والاتفاق على هذا البند أو ذاك , فهذا يطالب بزيادة راتبه وهذا يطالب بزيادة مخصصاته وذاك يطالب بزيادة حصة إقليمه , والكل يغني على ليلاه , أصبح من الضروري الإشارة والتنويه إلى الاهتمام بقطاع التعليم العراقي الذي أصبح مؤخراً محل إهمال ونسيان من قبل المسؤولين عليه وعلى الحكومة العراقية وراح يتسرب الجهل ويزداد أكثر وأكثر مما هو عليه في بلادنا التي تعاني وتعاني من هذا الجهل الذي هو السبب الأبرز في ما نحن عليه ,
لذا فهي دعوة عراقية خالصة للاهتمام بقطاع التعليم ودعمه ورفع نسبة حصته من الميزانية العامة للبلاد وذلك من خلال رفع حصة ميزانية وزارتي التربية والتعليم العالي من أجل تطوير واقعهما المنحدر بصراحة , وكذلك الاهتمام بهذا الجانب وعدم إهماله حيث إن قلة الدعم و الفساد المالي والإداري الذي تعاني منه هاتان الوزارتان أدى بنا إلى انخفاض المستوى العلمي وارتفاع نسبة ترك مقاعد الدراسة من قبل الطلبة في اغلب المراحل في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة إلى هؤلاء الطلبة الذين يعول عليهم في النهوض بهذا البلد وبناءه وتطويره والرفع من شأنه وخصوصاً نحن في بلد فاضت خيراته على الآخرين وجعلت أمما وبلداناً يتهافتون في تمزيقه و أكل خيراته ,
سادتي الأكارم سأذكر لكم بعض من معاناة طلبتنا الأعزاء فلذات أكبادنا ومشاعل دربنا في الظلام الحالك ولكنني متأكد بأني سوف أنسى اغلبها مهما كتبت ,
وسأبدأ معكم من معاناة أول مؤسسة تعليمية يمر بِها الأطفال حسب النظام التعليمي العراقي , إلا وهي رياض الأطفال
تلك المؤسسات التي أصبحت شبه معدومة و منسية ( واقصد هنا بالرياض الحكومية لا الأهلية ) إلا ما ندر وان وجدت فهي قد تشهد تواجد كادر تعليمي أكثر من الطلبة , ما عدى بعض الحالات للرياض الأهلية علماً إن هذه المرحلة من التعليم لا تقل أهمية عن التعليم في المرحلة الابتدائية فهو يهيئ الطالب نفسياً للمرحلة القادمة ويحاول تنمية مهاراته وتفجير مواهبه مبكراً , ويسهم إسهاما جلياً في تفوق الطفل في المرحلة الابتدائية ويمكنكم المقارنة بين طلبة الصف الأول في المدارس الابتدائية ممن جاءوا من الروضة وممن جاءوا من بيوتهم وانأ متأكد بأنكم ستلحظون الفرق ,
بعد الروضة يتوجه الطالب إلى المدرسة الابتدائية وتبدأ معاناته مع التسجيل في الصف الأول فكثرت في الآونة الأخيرة حالة عدم قبول الطلبة في الصف الأول في بعض المناطق والمحافظات أو ربما أكثرها وذلك لعدم وجود مجال للطالب كون المدرسة قد أخذت عددها الكافي من الطلاب بل وبزيادة تقدر بالضعف وذلك نتيجة قلة المدارس وهذا سيؤدي إلى تأخير نسبة غير قليلة من الطلبة المستحقين للالتحاق بالمدارس لسنة أخرى ليست بالهينة على بلد في طور البناء ,
وفي الابتدائية بكل صفوفها فأن طلبتنا يعانون دوماً من الازدحام الكبير في عدد طلبة الصف الواحد حيث أن اغلب صفوف تحتوي على 70 إلى 50 طالب , وكذلك انعدام المقاعد ( الرحلات ) التي يجلس عليها الطلبة وقلتها و انعدام وسائل الراحة من تبريد وتدفئة و وسائل تعليم مساعدة إضافة إلى نظام تعليمي ركيك وكادر تدريسي منهك ,
إما مرحلة المتوسطة والإعدادية فأنها تعاني من نفس المشاكل تقريباً
إما في المرحلة الجامعية فحدث ولا حرج
فمن الزخم الخانق في داخل الجامعات مثل الجامعة المستنصرية والتكنولوجية و بعض مجمعات جامعة بغداد وكذلك جامعة الموصل والبصرة و كذلك البنايات المتهرئة و التي أكل الدهر عليها وشرب , إضافة إلى نقص في وسائل التعليم الضرورية والمختبرات و المواد العلمية والتقنيات الحديثة وكذلك انعدام المناهج التجريبية والتجريدية العملية التي تضيف للطالب أكثر مما تضيف له المناهج النظرية ,
أضف إلى هذا كله مجمعات السكن الخاصة بالطلاب أو ما يدعى بالأقسام الداخلية فالمهزلة لا تحتمل والزخم الشديد وانعدام وسائل الراحة والخدمة فلا ماء والكهرباء ولا مكان واسع ولا مكان هادئ إضافة إلى تحميل الطالب مسؤولية فشله
هذه الأمور كلها بسيطة لو قررت الحكومة التصميم على حلها والاهتمام بالطلبة فنحن لم نطالب بتوزيع الرواتب عليهم بل نحن بحاجة إلى بنايات تصلح لأن تكون مؤسسات تعليمية وكذلك توفير المبالغ الكافية لاستيراد الوسائل اللازمة لتطوير التعليم وكذلك توفير وسائل الراحة والترفيه لكي ننتظر في نرى ثمرة جهدنا تخرج بروح عالية وبتصميم من أجل البناء
وفي الأخر
ندائي هذا إلى كل عراقي شريف
والى كل مسؤول شريف
اهتموا بالتعليم ولو على حساب التسليح












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحفظ عربي على تصورات واشنطن بشأن قطاع غزة| #غرفة_الأخبار


.. الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإير




.. الصين... حماس وفتح -احرزتا تقدما مشجعا- في محادثات بكين| #غر


.. حزب الله: استهدفنا مبنيين يتحصن فيهما جنود الاحتلال في مستوط




.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يتلاعب ويريد أن يطيل أمد الحرب