الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي لا نرحل أمانينا مرة أخرى

جاسم الحلفي

2009 / 12 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الخميس 31 كانون الثاني هو آخر يوم نودعه في عام 2009، ولكننا لا نودع أمانينا التي لم تتحقق رغم بساطتها، فسنرحلها ونضعها على عاتق العام الجديد عسى في إعادة تكرارها، يتحقق شيء منها في سنة 2010. لم تكن أمنياتنا مستحيلة، فلم نطلب الا الممكن، ونحن شعب يقتنع بالقليل، لكن المشكلة تكمن في أن القليل ذاته قد شح.

أمنياتنا ان يتوفر الأمن ويتحقق الأمان، هذه الأمنية هي هدف كل دولة منذ ان عرف الإنسان معنى السياسة، فلم نحلم غير ان نعد أيامنا كما يعدها غيرنا في البلدان الأخرى، وان نكف من نعتها بالدامية، فتكفي لنا ثلاثة أيام في الأسبوع تتشح بالسواد.

لقد سبق وان تمنينا إنهاء الفساد، ويبدو إننا كنا مغالين في هذا الطلب. لذا ستكون دعوتنا هذا العام ان نجد بلدنا بدلا من ان يحتل المرتبة الثانية في الفساد حسب منظمة الشفافية الدولية. نتمنى ان يحتل بلدنا المرتبة الثانية في تقديم استقالة الوزير الذي يشاع الفساد في وزارته حتى بدون ان يكون هو شخصيا ضالعا فيه، بعد ان سبق وزير الزراعة الأردني وزرائنا في وضع استقالته بين يدي رئيس الوزراء بعد أيام قليلة من الكشف عن عملية "اختلاس مالي" في وزارته رغم ان القضية لا تتصل به مباشرة.

لا نتمنى، كالعام الفائت، ان تؤكد حكومتنا الجديدة لعنة السياب ( ما مر عام والعراق ليس فيه جوع) بعد ان عجزت حكومتنا الحالية عن تقليص مستوى الفقر، وعدم تمكنها من وضع بلدنا في مصاف الدول غير الجائعة. ونتمنى ان يفشل مسعى تلاميذ الليبرالية الجديدة في العراق فرسان الخصخصة، في التطاول على الحصة التموينية، وان ينجح المدافعون عن قوت الشعب في مسعاهم لتعزيز مفردات الحصة التموينية وتطويرها وإيصالها الى المواطنين دون نقصان وفي الوقت المحدد.

لا أمنيات كثيرة لنا على أبواب السنة الجديدة. فلن نتمنى هذه المرة اختفاء المدارس ذات الأبنية الطينية في العراق، وبناء أبنية جديدة بدلا منها تلم تلاميذنا التي وعدوا بها منذ التغيير. ولا نتمنى انتهاء تزاحم المدارس في بناية واحدة، لكننا نتمنى وصول المناهج الدراسية كاملة في وقتها المحدد، وهذا ممكن طبعا ان قررت الحكومة طبع المناهج في مطابعنا التي تشكو مكائنها الصدأ لعدم تشغيلها منذ فترة، وتلقف عمالها غول البطالة، بدلا من طبعها في الخارج وبكلف مضاعفة.

سوف نركن أمنية رؤية مستشفيات عصرية في العراق، الذي عرف مدينة الطب منذ عقود، ولن نجدد أمانينا بعودة أكفأ أطباء العراق وامهرهم الى مستشفياتهم بعدما اضطرهم الإرهاب الى الهجرة، ولجوء مرضانا الى السفر الى البلدان المجاورة ودفع تكاليف باهظة لتلقي العلاج على يد نفس الأطباء، كما اننا سنكف عن التمني بتحسين ظروف ذوي المهن الصحية، ودعم الكليات الطبية. لكن لنا أمنية خاصة هي توزيع خريجي كليات الطب حسب المعدلات لغرض أجراء الإقامة الدورية، وأن يكون صاحب المعدل الأعلى هو المفضل في التوزيع، ونتمنى أيضا إقرار لقب وضيفي مناسب لخريجي الكلية التقنية الطبية.

إنها أمنيات تتعلق بتوفير امن وغذاء وعمل وصحة المواطن وتعليمه، ولكنها رغم بساطتها الظاهرية تعتبر معايير في حساب تقدم الدول أو تأخرها. فساهم في تحريك بلدك على سلم التقدم، وخوض غمار التحدي عبر موقف شجاع باختيار من يمثل تلك الأماني ويتمسك بها ويسعى لتحقيقها فعلا وليس مجرد إطلاق وعود.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال