الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في بيتي ديك” من يوميات امرأة محاصرة في غزة”

سما حسن

2009 / 12 / 31
القضية الفلسطينية


في بيتي ديك” من يوميات امرأة محاصرة في غزة”


أمس كان التيار الكهربي مقطوعا كالعادة في غزة، وقررت أن أهدر الوقت في غسل الأطباق المتراكمة والتي تعمدت أن تتراكم طول النهار في المطبخ استعدادا لموعد انقطاع الكهرباء في ساعات المغرب، قررت أن تسير حياتي على هذا النحو في ظل أزمةالكهرباء اللعينة التي نعيشها في غزة،فأنا أستغل وقت توافر التيار الكهربي لممارسة أعمالي على الحاسوب، واستخدام كافةالأجهزة الكهربية كغسل الملابس وكيها ، وتنظيف البيت بالمكنسة الكهربائية، ولكن بمجرد أن تنقطع الكهرباء أبدأ في ممارسة العمل الممل التقليدي مثل غسل الأطباق وترتيب رفوف المطبخ،وقراءة جريدة قديمة فالصحف ممنوعة من دخول غزة بأمر اسرائيل وبامر حماس،وعلى ذلك فما لدي عبارة عن أعداد قديمة لمجلات عربية حفظتها، وأكتشف أني قد حفظت موادها، وبدأت في الآونةالأخيرة أستخدم " الراديو" المشحون بالبطاريات الجافة لسماع الأخبار، وأذكر أول مرة التقطته من رف بعيد عن متناول الصغار، وحين رأته ابنتي الصغيرة صاحت: مذياع……. مذياع، وذلك قد حدث في أيام الحرب، وهي من جيل الكمبيوتر والأتاري والدي في دي ، وغيرها.

كنت في المطبخ حين صاحت الصغيرة: ماما فيه ديك في بيتنا، كنت قد تركت باب الشقة مفتوحا طلبا لبعض الإضاءة فلم أتعجل تشغيل المولد الكهربي بصوته الهادر كما أنه يستهلك الكثير من الوقود، ولكن الإضاءة الخفيفة دخلت الشقة مع ديك كبير الحجم اقتحم أول غرفة وجدها امامه وهي غرفتي،وتصايح صغاري أمام هذا الكائن الأسطوري الذي يرونه على الطبيعة اول مرة ، وكان هذا الديك هو ديك جارتي العجوز الذي تجاوز السطح الفاصل بيننا وأصبح في غرفة نومي" بقدرة قادر"وتركت الأواني والأطباق في عمق الحوض ،وهرعت أركض بيدي المبللة بالصابون لأرى هذاالديك، ورأيته فعلا كان ينظر لنفسه في مرآتي وكأنه ينظر لمجنون، مفتوح العينين ، منكوش الريش، حاولت الامساك به ولكني كنت خائفة، تقافز وطارت حوله علبة زينتي الوحيدة والتي أستخدمها في المناسبات، وتهشمت في صوت مكتوم، كادت الدموع تطفر من عيني أسفا عليها، ولكن تلك كانت المقدمة لأن ريشه بدأ يتناثر فوق أغطيتي، ثم اوقع ساعة المنبه أرضا والتي أحتفظ بها فوق رأسي على " الكومدينو" ، وقفت أتنهد ماذا أفعل وصياح الصغار يتعالي، وهنا خطرت ببالي فكرة ، فأمسكت بأحد شراشف النوم وألقيته نحوه ، ثم أسرعت أحكم قبضتي فوقه وفوق الشرشف طبعا، وسلمته لابني ليقوم بتسليمه لجارتي والتي تحتفظ بطيورها رغم انتشار كل الامراض ،ولكنها لم تفكر في التخلص منها ، حتى في أيام الحرب كانت ترعاها ، وتأكل من لحمها، وحين أعطاها ابني الديك من فوق السطح المشترك بيننا وأخبرها بما حدث في بيتنا من خراب قالت له بطيبة: والله ياخالتي لأدبحه يوم الجمعة واعمل عليه مفتول وابعتلكم نص لحمه……..

في الواقع ان موجة غضبي قد خفت أمام هذا الوعد، فمنذ زمن لم نأكل لحما بلديا ، بل نتناول الدجاج الذي يتعاطى الهرمونات، وسرحت قليلا بمنظر الديك الممدد فوق صينية من المفتول ، وهمست لنفسي: بيعوض الله بعلبة الماكياج والساعة….

فيه شباب بتموت كل يوم،،،،،،،،،يعني بدي أزعل على ساعة وعلبة ماكياج، لكن ماذا لو لم تف جارتي بوعدها؟؟؟

أعتقد أن لدي سما للفئران والقاؤه من فوق السطح سيكون سهلا جدا










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وعد معهود
شمران الحيران ( 2009 / 12 / 31 - 19:06 )
لقد تحدى ذلك الديك حواجز السطوح ليفر هاربا قاصدا غرفة نومك....بعد ان شعر بحجم ومقدار التحدي الذي كنت تتوعدينه لخصومك..ليأخذ بك بعيدا عن ذلك المطبخ منبع الافكار والابداع لقطع عليك متعة الشعور والتفكر ليسحبك عبر مارثون المطارده ..لتحققي النصر الديكي بعد حجبه بذلك الشرشف الذي وضع نهايةالقصه..وان كان هناك خسائر ولكن هناك املا للانتظار ذلك المفتول بالديك
الوقح......وما عليك الا ان تنبأؤنا بذلك الوعد المعهود.......تحياتي سما مع الود


2 - الديك ضحية سما
فيصل البيطار ( 2010 / 1 / 1 - 11:53 )
قطعه جميله ، استمتعت بها حقا ..... وماتنسي تخبرينا شو صار يوم الجمعه .

عام جديد سعيد لك ولكل من تحبين .


3 - دعك من السم واحكى لنا
سميه عريشه ( 2010 / 1 / 1 - 23:03 )

دعك من السم واحكى لنا لماذ لا تثورون ضد حماس التى تمنع عنكم الجرائد مثلها مثل اسرائيل كما تقولين ، فاسرائيل عدو لكم ومن ثم نتفهم دوافعها ، لكن ما دافع حماس ولماذا لا تتظاهرون ضدها رجاءا اجيبينى بصدق ولن اجادلك سأقبل بما تقولين بتفهم حتى لو كانت الاجابة ان الجميع مخدوع او الجميع خائف ، قولى اي سئ فقط رجاءا قولى الصدق دون ايدلوجية ودون خوف ، فانى صديقة ولست عدو 000 وشكرا

اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة