الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العودة للنهر .. للشاعر مصطفى اللبان

جمال الشربينى

2009 / 12 / 31
الادب والفن




العودة للنهر ..

لا يشتهى طعم الرقاد
على حنان العشب نهر كالجياد المتعبة
وانا انفلات النهر ... أركض
ينذرون دمى .. فلا تترنمى
مدى يديك العشب نحوى
دثرينى .. دثرينى

- أنت عبد مارق فى التيه ؟
- لا ..
- ملك أدار الدهر ظهر مجنه
فانساب يضرب فى الفيافى
- لا ..
- أمير شارد كالطير

تسلمه المنافى للمنافى !
- لا ..
- فديتك أيها الحزن المشرد

كاءنا من كنت هذى جنتى وحدى
ودونك ما اشتهيت .. فمر
تنل يا سيدى .. ما شئت

- عهدا من سكون العشب انشد

دثرينى بالثرى والعشب فى حزن
وزكت " قبرى العشبى .. بالعبرات
قبلتها الأخيرة

ثم أسدلت الستائر من نسيج الصمت
وأنقضت السنون الموت تثرى ...

والتقينا فى قطار الحزن كنا ...
غير من كانا .. ولم نشرب معا ..
إلا التراتيل المريرة ...
والمحطات الصغيرة ..
طالعت حزنى فشهقت فيما ترمقنى بجزع
إذ دنت منى .. وشدت سترتى ...

صاحت ..
عرفتك !
واستطالت قامة الشرطى ..
فأتعب المغنى ..
وأشرأبت كل الاعناق الحضور ، وحملقوا

- لست الذى تعنين !!
- لست سواء .. هذا الحزن أعرف !!
- طالما يتماثل التعساء قبحاً
- عاينت صوتى .. تهجت جثتى جرحا فجرحا

ثم عاد الصمت ترميدا يدثرنى
ولكننا حلمنا ...
واكتشفنا النار فى صمت القطار
فراودتنى فى سكون عن جنونى
قلت فى صمتى كفانى انهم لم ينتهوا يوما
ويعرف كل جسدى كيهم بالنار مذ
نحيت عنقى .. حين قام أبى ليذبحنى
كأمر الله فى الرؤيا ...
وعدت الى سكونى !!

لكنها النار التى فضحت جنونى
قايضت بالنار حزنى فى سلامى
واحتوتنى بين نار لا أطيق حريقها

قضت منامى
طالعتنى فى طعامى
واجهتنى فى المرايا
قاتلتنى فى الشوارع .. خلف كل زجاج
فى كل الوجوه .. وفى الزوايا ..
والحنايا ...
راودتنى فى الحواديت إلى ارتاد
فى كل البلاد ...
على الدروب جميعها
وعلى المسالك والحدود .. وفى
محطات الوقود ..
وفى الفنادق .....

- ها صليبك

لا انتهاء ولا .. فرار
ولا خنادق
- ها أنا سئمت ياقدرى

والقيت البيارق
- فلنعد للبدء
- كان البدء قبل الموت نهرا
- فلنعد للنهر

كان النهر فيضا خانه المطر المرواد
- فلنعد للنهر

ان النهر أبقى
فلنعد للنهر ... ان النهر مثل الريح
خالــد ..

___________

القصيدة من ديوان ( هكذا تكلم القرمطى )
و الديوان إهــــداء ..
الى ذكرى الشهيد زكى مراد المحامى
ثم الى .. ابنتى ( ندى ) لعلها تدرك
ان الكلمة فعل .. وأن أباها
لم يكن ابدا ... صامتا


الشاعر :
مصطفى اللبــان
مواليد بورسعيد 1951
حصل على الجائزة الاولى فى التاليف المسرحى
من المجلس الاعلى للثقافة 1991
قدّمت له العديد من المسرحيات
على مسارح الهيئة العامة لقصور الثقافة
نشرت قصائده فى العديد من المجلات العربية والمحلية

انتماؤه للدفاع عن قضايا الحرية و الفكر
و قضايا الوطن أدت به بان يكون
ضيف دائم فى المعتقل السياسى

امضى اربع سنوات بالعراق
هى سنوات نفى اختيارى 1983 حتى 1988








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو


.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس




.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي