الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذبابة غيرت المكان ماالذي تغيره النوارس

قيس مجيد المولى

2009 / 12 / 31
الادب والفن



ظل الضباب عالقا على واجهة الزجاجة الأمامية وكلما حاولت رزمه بالماسحة بعد لحظات يعود ويشكل سُمكا جديدا على الواجهة يحول دون رؤيتي لأي شئ ، إعتقدت بأنه سيتكاثف ويكون سميكا للدرجة التي تحول دون رؤيا أئ شئ ومن أي مسافة وبالكاد لمحت العلامة الصفراء التي أشارت إلى مدخل الميناء فأتخذت يميني ولم أتوقف عند أول رصيف للميناء بل تقدمت بعض الشئ صوب الجهة المائية القريبة التي ما أن ترجلت شممت من خلالها روائح الماء المعجون بالأسماك ،،
ولاشك بدأت الإستلهامات تتوافد رغم ضيق البؤبؤ وضيق عدسة الضباب وفكرت هذه المرة أن لامزاوجة مع الطبيعة بأي فلسفة قد تفدعلي في ذلك الصباح الرطب والمتحول غير أن أكتفي بمشاهد المكان وعلاماته وموحياته التي تقود إلى أفكار أخرى قد تأتي بصور ليست على البال ،لكني ركزت وقلت المهم المكانَ
لكني سرعان ماتذكرت العديد من الأمكنة ولو سردتها الأن لمر ألف ضباب وضباب ولاتنتهي ،،
عدت وقلت المهم سأرصد ماعلى جوانبي فأمامي ثلاث عَبارات خشبية كبيرة ليست للإستخدام وضعت بشكل مغر ومتساوِ وشكلت جناحا شرقيا للبحر وعند قربي القريب صيادون يصلحون شباك الصيد وكلما أنقل خطوي إلى مسافة يظهر لي شئ جديد
في أواخر مسرى الأشخاص صياد وحيد يصطاد بالمفرد وإلى مقربة منه زوارق بماكنات كبيرة لصقت عليها أسماءها وأرقامها وعلى المقربة مضخة وقود وعبارات كثيرة في البارك المائي ومجاميع أخرى بدأت تتنقل في ذلك المكان
من يتحسس مركبا ومن يجلس على( مسناية) ومن يتنفس بقوة قطعا هولاء رموني بأحضان فلسفة سريعة ورحت أتفلسف والضباب وأقول أشياء لاأدري من أين تأتي وماهيَ
وأستشعرت بالنزعة الروحية وبرعاية كل الموجودات على الأرض لبني البشر ولم أحس بوهم فارغ إنما بوهم خرافي وأنتعشت ،،:
ليت البواخر تدب في عروقي
ليت عظامي
تصفر لها
وليت جسدي
يبق لي هيكلي
ويرحل
وحين إقتربت من أخرين جالسين في مراكبهم ويدلكون بسواعدهم سيقانهم وجباههم وأجسادهم كأنهم يؤدون تمارين لليوغا ويمنحنون أنفسهم لحظات كي يغنوا خلال ذلك قلت (بكيفي سأفسر)قلت يقولون :
يقولون :
أيها البحر
ياأب الأرزاق
سينقشع الضباب
نأتيك
فأحفظ رزقنا لنا
وأبق أسماكك في أماكنها ،،
ناديت بائع الشاي ، قال لي (أحمر - كرك ) قلت : كرك
إقتربت من صياد أخر يصلح شباكه على الأرض
- (خلاص خراب )
مالذي تصطاد وأين المكان التي تضع ماتصطاد به
أصطاد(الروبيان- جنات –صافي –نيسر –جش - )
وحين لامست ذبابة أنفه غير المكان وعندما غير المكان تغير حديثة ونقلني إلى أماكن غير معتادة حين أتصورها أصل لنتيجة ما ولكن ليست هي المطلوبة ، تمنيت أن تأتي ذبابة أخرى وتلامس أنفي ،
جاء البائع لي بالكرك (شاي حليب )
وجاءت الريح بالنوارس وشكلت خيطاً ملتوياً يهبط ويرتفع ويلامس روؤس الصيادين وقلت ذبابة غيرت المكان مالذي سوف تفعله هذه النوارس وفعلا رفعوا بعد ذلك روؤسهم لا لرؤية النوارس بل للطلب من السماء كلا بمايشتهي لانهم يعتقدونها مأوى لأحلامهم وأمنياتهم التي يعلمون لن تتحقق ،
وهنا دقت الفلسفة دقت في أماكني الخاصة بل تفلسفت بخوفي وهذا الشئ الذي لاأقبله منها لأني أحبه كونه لن يكون عاقلا أبدا ،
حين رفعوا أكفهم إختلط الماء والضباب والسماء
رشفت رشفة بطيئة مما بيدي فتهيئا لي أن جزءا من ذلك الضباب قد إنقشع وحين رشفت الثانية بدأت أخرى نهايات الطرق المائية والزوارق التي دخلت مجالها البحري بل وما تخلفه من أمواج
إقتربت من الأحجار المرصوفة التي تلامس نهايات المياه ودلفت بقدمي أغتسل أغتسلت وقلت وقلت هذا إغتسالي من جنابتي الفلسفية بعد أن كبر المكان أمامي وأتسع حين فصل الجزء البحري مابيني وبين المسجد الكبير ،
إستغفرت لذنوبي القادمة وشكرت اللة على نعمة المكان أي مكان
ولم أشعر على صدري ذلك الثقّل أو ذلك الإستشعار المنقول عن إستشعارات أخرى لأن كل الأشياء التي كانت محط رؤيتي
تنتمي إلى حقائق أزلية تقول للإنسان خذ مني ماتريد
من بينها أن يكون مطلبنا الليلة ليلة العام الجديد شئ ما من الأنباء السارة لانريد أن نتذوقها فقط نقراءها قد تنسينا مرارة الأعوام المنصرمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لبلبة ربنا تاب عليها واتحجبت-??‍?? لما لبلبة مشيت في الشارع


.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف




.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين


.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص




.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة