الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متتابعة القتيل والبحر ... شعر مصطفى اللبان

جمال الشربينى

2010 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


متتابعة القتيل والبحر

1- التماثل

أخير لنا باطن الارض
أم ظهرها
كان يسالنى دائما ثم يغمض
مستسلما .. ؟
ربما
حالما ؟1
ربما :
وتسألت يوما وماذا ترى نبتغى ؟
نحن نحرق الارض مهما اشتعلنا
ولن نخرق الارض
ماذا ترىنبتغى حينما ...
نعلن الرفض ؟

لا غير أن نتحرر من دمنا
ثم نلقى بأنفسنا فى البراكين كيما ..
نعود الى رحم الارض
يسلب حتى مقالى
ويلبس ثوبى ليبدو بشكلى
يقلد صوتى أيضا ...
ولكنى لا أبالى

وذات مساء ...
استعار دموعى ليبكى بها فى رثاء
وحين سمعت الذى قال بينا توجهت للحفل
صدقت .. صدقت .. لكننى
حين شئت البكاء .. وبالرغم منى ضحكت


2- الخوف

ودارت بنا الارض دورتها
واحتوانا زمان جديد
تغير كل الذى كان حتى الاله الكبير .. وحتى
ثياب العبيد ...


ودارت بنا الارض دورتها
واستدارت بنا الف مرة
ويوما وقفت أغنى للبحر
كيما تعود السفين التى خلفتنى
وارتحلت
غافيا بينما كنت بالكهف وحدى
قبيل ثلاثين دورة

وفيما أغنى صهيلا .. صهيلا
سمعت ارتداد غنائى هديلا فأجفلت
وارتجفت دهشتى هلعا
وارتقبت المضره


3- الخضوع

تسآلت فى عجب !
كان وقع الخطى من ورائى
فكيف تبدى أمامى ؟
وحين تدانى .. ورد سلامى
تساءل فى طرب !
أترانى أخفتك ؟

- فى البدء حتى عرفتك
- أما زلت أنت كما كنت ؟!
- ما زلت
- أما أنا ..
- أنت مهما تغيرت أنت

صنعتك من سأمى ثم أجريت فيك دمى
فاستحال الحجر
فقال :
أتبعنى اذا شئت حدا
لهذا السفر !!
تساءلت :
ماذا لديك ؟
فأغمض حينا ورتل .. فأنكشف الغيم
واعجبا عن قمر
وفاض بغيض التراتيل
فانكشف الصخر عن زهر وشجر
وسار حثيثا الى البحر

بينا يغمغم !
" فلتتبعنى اذا شئت "

أغمضت عينى ... منتشيا حالما وأمتثلت
اذا انكشف البحر عن
درب مزدهر

4- البحر

أمن سأم تهجر الطير أعشاشها
أم تنقب عن صائد ينفذ السهم
يطلقها من اسار الجسد

تعلمت ذاك الرحيل من الطير
والدهر علمنى
أن اسير الى ما اريد
فأتى ما لم ارد
وحين امتثلت لطيفى

ذاك الذى
كان زيفى

كما البحر علمنى قانعا
واذ يقفل البحر فكين من غضب
بينما تتسرب منى بقاياى
فيما أجاهد فى داب
لاح مستمتعا !

" قد عنيت الخلاص كذا باستلاب الجسد "
تصايحت فى تعب !
ايها الخاتل الآن حررنى منك الموت
أو بالتى شئت ...
حررنى للأبد .. .

بكيت .. بكيت ولكننى اذ نظرت أخيرا
الى وجهه المتهلل
ألقيته .. لا أحد


5 – الغروب :
وكان الذى كان عند الغروب
وكان الذى لم يكن ذات يوم
إلا أن : البحر متسعا .. دائما
غروب .. غروب فلا الطير طار ولا الصائد اصطاد
... أو عاد من صيده سالما
غروب .. غروب فيا للمدائن ...
... ياللنساء الجميلات
كل الخيالات بالمعول البحر حطمها صنما .. صنما
غروب .. غروب .. ولا شئ ..

أغمضت مستسلما
وبعد الغروب الذى كان ..
دارت الارض دورتها .. .
ليظل الذى كان .. عبره
فيالارض غير السلام
وبالناس مهما تطن التراتيل
غير المسرة
وللبحر من أغمض اللب منتشيا
ومضى ساهما كيفما الزيف أوعز
أو حالما

( عمان 1986 )
__________ ____

الشاعر :
مصطفى اللبــان
من جمهورية مصر العربية
مواليد بورسعيد 1951
حصل على الجائزة الاولى فى التأليف المسرحى
من المجلس الاعلى للثقافة 1991 ..
قدّمت له العديد من المسرحيات
على مسارح الهيئة العامة لقصور الثقافة
نشرت قصائده فى العديد من المجلات العربية والمحلية

انتماؤه للدفاع عن قضايا الحرية و الفكر
و قضايا الوطن أدت به بان يكون
ضيف دائم فى المعتقل السياسى

امضى اربع سنوات فى العراق
هى سنوات نفى اختيارى من 1983 حتى 1988















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة أمريكية-سعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل؟| الأخبار


.. هل علقت واشنطن إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل وماذا يحدث -خلف




.. محمد عبد الواحد: نتنياهو يصر على المقاربات العسكرية.. ولكن ل


.. ما هي رمزية وصول الشعلة الأولمبية للأراضي الفرنسية عبر بوابة




.. إدارة بايدن تعلق إرسال شحنة أسلحة لتل أبيب والجيش الإسرائيلي