الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الحروف

فاضل فضة

2004 / 6 / 23
الادب والفن


غوصي في الكلمات، فقد تحمل لك المعاني الأخرى.
غوصي في الحروف المنصهرة في وحدة الحياة والوجود والخلق والمطلق. إنها البحر الذي نبنيه بصفائنا، والجبل الذي نصعد إلى قمته بدون أن نتحرك،
والسماء التي نسافر إليها في خيالنا.
غوصي ما استطعت، فقد تكون السباحة تحت الماء بحثا عن أمل مفقود، وعن شعر لم يكتب، أو عن رواية لم تنته.
علّمني الحرف أن يكون عالما للحلم وللأفق اللامحدود.
علمّني أن أبني مدينة الإنسان الأمثل، والحب الأعظم والمسافات اللامتناهية.
علّمني الحرف أن أزرع في الحصاد، أن أبني المجرد من الوجود والإنسان في عالم لم يولد بعد.
تعالي يدا بيد إلى حديقة الحروف البريئة الصادقة، وغوصي ما استطعت بحثا عما هو مفقود في حياتك اليومية وما تبقّى..
ولدنا في شواطئ التلوث، والخطابات المشوّهة.
ولدنا في أرض لا تعطي ولا تثمر. في صحراء من الكلمات المتناثرة في آبار لونها أسود.
لم يتوقف العقل عن الإبداع قط. ولم تتوقف الحياة إلاّ عند اللاهثين للوراء بحثا عن آفاق مهدورة ونوازع الخطأ بدون بوصلة التحوّل.
ولدنا لكي نسمو، ولم نستطع إلاّ في مساحات ممنوعة في دوائر الخنق والوقت المنازع.
ولدنا لكي نرتقي بكياننا الإنساني، فشوّهنا وجودنا بمفردات لا تنته.
ولدنا لنعيش في انصهار الروح مع الروح، فزيّفت ولادتنا وقتلنا كل شيء منذ هذه الولادة.
لا تتعبي جهدك وتحيدي عن الرمز. انظري في صورتك القديمة والجديدة وابحثي عن الأصلح.
راوغي الظلم والطغيان، اقهري الموت المرافق لبهاء عيونك الجميلة، ابعثي ولادة جديدة فيما تبقى من هذه الحياة، وعاودي الإبداع والخلق يوما بعد يوم.
عاودي اكتشاف الغصن الأخضر، والوردة البيضاء، وفصل الربيع.
إبحري في الوديان وتنشقي من النسيم الذي لم يمسه هواء الغابات الملوّثة.
عبّري عن المطلق، وتحرري من عبودية الإنسان لاستحواذ وجود الإنسان.
انصهري في الحياة فأنت أهل لهذا الذوبان.
ولدت حرة بدون صناعة، فعودي إلى حرية البراءة في القلب والعقل والروح وبدون حواجز.
يا أيها المطلق السيد والنسبي المحاصر،
يا أيها الإنسان المعذب في ذاكرتك التاريخية في القدم وفي الحاضر.
كانت صبية في البراءة، فهرمت البراءة في عينيها وفي وجودها. كانت تلعب مع العصافير وتعانق الغيوم. كانت الشمس تغار من شمسها، والقمر يدنو من ضوئها.
كانت الحياة أبية في ذاكرة الخالق.. فأصرت أن تقتل الحياة في حصار أرضي لا يفنى.
عودي إلى الحروف، غوصي في أعماقها، اكتشفي ما لم يكتشف، وابدعي ما لم يبدع فيه بعد.
نحن الخلق الأرضي.. نصر على تشويه صورتنا الإلهية والحياة في عذابات العادة والملكية والمرض المادي الذي لا يعرف الإنقراض.
ما أجمل مداعبة الصفاء خارجا من روحك الإنسانية، صورة الخصب والإبداع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة السودانية مفاز بشرى تتحدث عن جديدها في صباح العربية


.. هل تنحصر أعمالك في الأدوار الكوميدية فقط؟.. الفنانة السوداني




.. هل تحدث الرئيس الصيني عن -تحرير فلسطين-؟.. حقيقة فيديو بترجم


.. كيف يتحوّل الصفّ لمسرح والطلاب -لجمهور- أثناء التدريس مع أست




.. كوميدي إسرائيلي يتّصل بفندق لبناني للحجز... والموظف: -روحوا