الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتكف غرابين البعث عن النعيق - الحلقه 8

حميد غني جعفر

2010 / 1 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لتكف غرابين البعث عن النعيق
الحلقة (8)

سقط البعث _مشيعا بلعنات الشعب والتاريخ _لهول وفضاعة المجازر الدمويه الرهيبه التي ارتكبها انقلابيوا شباط الاسود ,وخيانتهم للمصالح العليا للشعب والوطن ,باغتيال ثورة (14) تموز التحرريه المجيدة ,خدمة لمصالح الغرب ومخططاتهم العدوانيه وبمباركة زعيم القوميه العربيه ...!!(عبد الناصر ) وهذا ما اكده بكل صفاقه وبلا حياء امين القيادة القطرية حيننذاك ( علي صالح السعدي) بقوله ..(جئنا الى الحكم بقطار امريكي )
فهل هناك اكثر وضوحا واعمق تعبيرا من هذا الاعتراف ؟ بانهم
خدم الغرب الامبريالي وبانهم كما قال عنهم الشاعر السوري بعد فشل محاولة الاغتيال على الزعيم قاسم في عام 1959
أحزب البعث _ام بعث العبيد .....بقايا الغرب في العهد الجديد
وكان سقوط البعث كما اسلفنا بفعل الصراعات والنزاعات الحادة
بين عصابة اللصوص سراق ثورة (14) تموز على المغانم حتى
انفجرت النزاعات بينهم في (13) تشرين الثاني وتمثلت بالقصف
الجوي المكثف والشديد على وزارة الدفاع ,الامر الذي ارعب
البعثين انفسهم وتشتت قواهم , فاستغل (عبد السلام محمد عارف )
هذا النزاع العنيف بين اجنحة اللصوص للقيام بانقلابه العسكري
في (18) تشرين الثاني من العام ذاته (1963) ..
مع ان عارف هواحد اقطاب المجزرة الرهيبه ,وشريكا للبعثين في كل الجرائم البربريه من سفك الدماء وهتك الاعراض ,لكنه استغل تلك النزاعات وغدر بشركاءه للانفراد بالحكم مع شله من الضباط من دعاة القوميه والوحدة الشامله في محاوله لتبيض وجهه الكالح
والتنصل عن مسؤليته من تلك الجرائم الوحشيه ..
اتخذ عارف بداية قرار بحل الحرس القومي بهدف تهدئة الاوضاع
وكسب العواطف وامتصاص نقمة وغضب الشعب على الحرس القومي وجرائمه الشنيعه والمخزيه ثم اصدر عارف كراس بعنوان
(المنحرفون ) الذي فضح فيه جرائم الحرس (الاقومي ) كما اسماه وادان جرائم الحرس من سفكآ للدم وهتكآ للاعراض وفضح الرشاوى والسرقات التي ابتزها الحرس العفلقي من المعتقلين او ذويهم ونشر بالكتب و الوثائق الرسميه الثبوتيه كل ممارسات جلاوزة الحرس الاقومي وفضح ايضا بلأسماء عمليات اغتصاب النساء والفتيات في مقرات الحرس القومي وبين ايضا بان عدد من الفتيات الطالبات اللواتي اغتصبهن الاوباش قد انتحرن , وهذا الكراس يمثل في الواقع وثيقه تاريخيه مهمه لانه يصدر عن شريك في الجريمه ....
وباعلان _حل الحرس القومي فر افراده بكل جبن كالفئران المذعوره في الازقه الضيقه البعيده عن الانظار خوفا من غضب الشعب وحقده المقدس على هؤلاء القتله ,خشية من بطش الشعب بهم .ومع ان الشعب قد تنفس الصعداء .بحل الحرس الاقومي .
الا ان حمامات الدم لم تتوقف في عهد (عارف ) فقد عمد عارف الى تنفيذ جميع ا حكام الاعدام التي صدرت في عهد قاسم بحق ابناء الموصل وكركوك وغيرهم بالعشرات التي انشغل عن تنفيذها البعثيون بالصراعات والمصادمات فيما بينهم كما ان السجون في كل المدن العراقيه ظلت تغص بلألاف من السجناء والمعتقلين السياسين بل ان الكثيرين منهم قد جرت محاكمتهم في عهد عارف ولم يحاكموا في عهد البعث وهذا ما يؤكد بان عارف جاء ليستكمل ما بداه البعثيون في معاداتهم للديمقراطيه وتصفيه خصومهم السياسين , والا _ كان يفترض به عدم تنفيذ احكام الاعدام بحق
الوطنين الشرفاء , وكان عليه ايضااطلاق سراح السجناء , ليؤكد بذالك براءته من جرائم البعث بحسب زعمه..... ولم يحظى نظام عارف بأي نفوذ سياسي او جماهيري , ويستند اساسا الى النفوذ العسكري ثم بركات ( عبد الناصر) الذي كان على ادراك بضعف وهزال حكومة عارف , وقد تجسد ضعف النظام , بتعدد الانقلابات العسكريه ضده , لكن عبد الناصر لم يرعوي , بما حل بالشعب العراقي من ويلات ومئاسي من حمامات الدم وهتك الاعراض على ايدي انقلابيوا شباط الاسود وكان عارف احد اقطاب تلك المجزرة الرهيبه , وراح من جديد يدعم هذا النكرة عارف
فارسل قوة عسكريه خاصه قوامها ستة الاف رجل , رابطة
في مسكر التاجي لحماية نظام عارف الهزيل , اذ كان يخشى
ما يخشاه عبد الناصر هو تحرك القوى الديمقراطيه اليساريه
وفي المقدمه منهم الحزب الشيوعي العراقي الذي بدا باستعادة
نشاطه ولجميع قواه _ بعد سقوط البعث _ للا طاحه بنظام عارف ,
هذا جزء يسير ومكثف من تاريخ عصابات البعث ودعاة القوميه الزائفه للفترة من عام (1958 الى 1963 ) تخريب واغتيالات وخيانة للمصالح الوطنية العليا وتآمر على الثورة الوطنية التحررية وحمامات من الدم بتصفية كل الخصوم السياسين وهتكآ للأعراض, وهذا النهج العصاباتي , يؤكد زيف وبهتان كل شعاراتهم وادعاءتهم بالوطنية والقوميه والاشتراكيه والديمقراطيه , وحتى مناداتهم بالوحدة العربيه كاذبه وباطله , انها شعارات وادعاءات (ديماغوجيه )
تهدف الى تضليل الناس وكسب العواطف الساذجه , لتحقيق مصالحهم الذاتيه الضيقه _ عبر خدمة مصالح الغرب ومخططاتهم
وهذا ما تأكد لشعبنا في انقلابهم الثاني في تموز من العام (1968)
وما نجم عنه من دمار وخراب وحروب كارثية راح ضحيتها الألاف من شبابنا , ثم جاءوا بالاحتلال لبلادنا من جديد _ وما تمخض عنه من دماء ومن هدم كامل للبنى التحتيه _

وهذا ما سوف نتناوله في الحلقه القادمة


يتبع











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بودكاست تك كاست | شريحة دماغ NeuroPace تفوق نيورالينك و Sync


.. عبر الخريطة التفاعلية.. كتائب القسام تنفذ عملا عسكريا مركبا




.. القناة الـ14 الإسرائيلية: الهجمات الصاروخية على بئر السبع تع


.. برلمانية بريطانية تعارض تسليح بلادها إسرائيل




.. سقوط صواريخ على مستوطنة كريات شمونة أطلقت من جنوب لبنان