الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأجيج خارجي أم احتجاج داخلي؟!

سالم اسماعيل نوركه

2010 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


بعض الدول تخلق ظروف استثنائية لتفرض قوانين استثنائية (حالات الطوارئ) لأنها لا تملك حلول لمشاكل صنعتها طبيعة النظام القائم فيها والتي تراكمت واستفحلت ،وبالتسلط يمكنه النظام جعل(الرياح الكريهة)لا تملأ الجو لزمن قد يطول ولكن ليس لكل الزمن وما أن يبدأ الاحتجاجات الداخلية وتتطور الأحداث وتنفلت الأمور وتخرج عن السيطرة تنطلق أبواق النظام وترمي باللوم وما يجري من أحداث على الأطراف الخارجية وبأن ما حصل ما كان ليحصل لولا التأجيج الخارجي ،وإن كان هناك تأجيج خارجي فهو لا بد أن يرتكز على حقائق وإلا لا يؤتي بثمار وإن أتى فهو يستند على احتجاج داخلي .
كثير من الأنظمة الباغية والدكتاتورية وبأي جلباب كان لا يصمد أمام الخطر الخارجي لأنه (مفلس)في الداخل وتكون سقوط هذه الأنظمة سريعا وسهلا إلى حد كبير لا بسبب القوة القادمة فحسب وإنما بسبب إن هذه الأنظمة تنتظر أطلاقة رحمة لا يهم من أين انطلقت .صحيح إن العالم يتعامل مع الأنظمة الدكتاتورية بمكيالين فهو يسكت ويغظ الطرف على حماقات بعضها وخصوصا إذا كانت موجهة ضد رعاياها ويفعل الممكن والغير ممكن ضد الأنظمة الدكتاتورية الأخريات لإسقاطها .
صحيح إن الدكتاتور دكتاتور مهما حصل ولكن أدبيات السياسة تتكلم عن نوعين من الدكتاتوريات ،الطفيلي والمنتج ويبدوا إن حصة المنطقة (الكثير من الدول العربية والإسلامية)هي دكتاتوريات من النوع الأول.
كيف تسقط الأنظمة الدكتاتورية،وأي نوع من السقوط يخدم الشعب الرازح تحت حكمها؟!
من التاريخ نستنبط أشكال من السقوط لهذه الأنظمة،طبعا أهم أسباب السقوط هو الاحتجاج الداخلي ،هنا سقوط للدكتاتور بانقلاب داخلي وخلق دكتاتور جديد ،وبثورة جماهيرية وغالبا ما تسرق هذه الثورة وأيضا مرة أخرى يظهر على السطح دكتاتور جديد بين الفئة التي سرقت الثورة أو بتغير خارجي ،في الماضي هذا التغير كان يشكل مأساة للشعوب لان القادم ليغير يأتيك من قريب فيحتلك لزمن طويل وقد ينتزع منك أرضا وإن رحل لأنه يبقى المحتل جارك ولهذا في كل العالم اليوم نزاع حدودي بين الدول وأكثره من مخلفات الماضي ولأن المحتل كان جارا.
في هذا الكلام لا أستند وأذكر وقائع تاريخية وأترك ذالك للمتطلع وهي كثيرة وهناك تغير ومغير يأتيك من بعيد بسبب وسائل العصر المتطورة قد لا يشكل خطرا جسيما على المدى البعيد لأنه في يوم ما يرحل إلى من حيث ما أتى ولن ينتزع منك شبرا واحدا من الأرض .
ونرجع إلى موضوعنا الرئيسي ألا وهو احتجاج والتأجيج ،إن الأنظمة التي تفقد تأييد الشعب وتواجه احتجاج داخلي وبتأجيج من الخارج يكون لدينا احتمالين إزائها أما سقوط النظام أو بقائه لزمن قادم مع اشتداد دكتاتوريته وبطشه بالشعب أكثر وأيضا في التاريخ القديم والحديث لنا لما نقول مثال بل أمثلة واضحة حيث شعوب ثارت ضد الدكتاتوريات ولم تسقط وتحولت إلى أكثر دكتاتورية .
ولكن العالم شارك بشكل فعال في صنع هذه الأنظمة يوم كان يعيش الحرب الباردة ولا ندري هل العالم يتحمل مسؤوليته الأخلاقية في التخلص من هذه الأنظمة القائمة وخصوصا وهو يتعامل مع الأنظمة الدكتاتورية بمكيالين كما ذكرنا سلفا.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون الموريتانيون يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد • ف


.. سكان بلدات لبنانية تتعرض للقصف الإسرائيلي يروون شهادتهم | #م




.. أمريكا ترسل 14 ألف قنبلة زنة ألفي رطل لإسرائيل منذ السابع من


.. هل ستتجه إيران لجولة انتخابية ثانية؟




.. شركة بيانات: مشاهدات مناظرة بايدن وترمب أقل من المتوقع بكثير