الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصداقية الاعلام.. هل تحاول كسب الجمهور او تغييره؟

كاظم الحسن

2010 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية




(تمثل حقبة مابعد انهيار النظام الشمولي في العراق مرحلة جديدة في المفاهيم والتصورات والرؤى ومن الطبيعي ان يتحمل الاعلام المسؤولية في الاعداد والتهيئة لمثل هكذا متغيرات هائلة في البنية السياسية والثقافية والاجتماعية ولابد ان يكون في حالة قطيعة معرفية مع ارث الاستبداد والتركة الثقيلة لنظام كلياتي كانت مجساته تمتد الى كل تفاصيل وشؤون المجتمع حتى اعلى الهرم السياسي الذي يحيط بالدكتاتور نفسه).
وفي بلد مثل العراق تكاد تكون الجغرافية والتاريخ بالضد من حركة المجتمع باتجاه الحرية ودولة القانون وثقافة حقوق الانسان، من هنا عظم المهمة وجسامة الاهداف امام من يدعو الى التغيير وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني ومن الصعوبة بمكان الحديث عن الرأي العام الا من خلال وجود مؤسسات المجتمع المدني وسيادة روح المواطنة على المكونات الاولية للمجتمع ولما كان نظام الاستبداد يعمل على خلق نقيضة بالتمركز الذاتي حول الطائفة والعرق وشعارات احادية اسهمت في خلق شرخ كبير بين الدولة والمجتمع.
ولذا كانت نظرة الفرد يستبطنها الشك والريبة تجاه الاحزاب السياسية والصحافة وسادت من جراء ذلك (لازمة حجي جرايد) لفترة طويلة في احاديث الشارع العراقي حول مصداقية الصحف التي تنقل اخباراً كاذبة حتى فقدت الثقة بالصحافة.
ولقد وصف الكاتب الشيكي ميلان كوندويرا الدكتاتورية بانها لا تمثل القهر وحده بل الوعد بمستقبل افضل، فهي تعد وتلج في الوعود وتضع تحقيقها في افق المستقبل غير المنظور.
وعليه تشكل عملية صنع رأي عام من خلال ازالة المتراكم من اباطيل واكاذيب وتضليل النظام البائد، وضعفه في العراق يعود بالدرجة الاولى الى انعدام منظمات المجتمع المدني والقوى الشعبية والاحزاب السياسية بل ان دورها، ان وجد يعمل باتجاه تعزيز غلو الدولة قومياً او دينياً أي تضييق ساحة العلماني الذي من خلاله اقامة التوازن بين الدولة والمجتمع.
وبعد ان كان الرأي العام كمفهوم هو خاص بدولة ما يعبر عن صوت الفرد تجاه قضايا خاصة ما بين الدولة والافراد سواء كانت اقتصادية او سياسية او اجتماعية وهذا ما هو حاصل في مختلف بقاع الارض.
والاعلام في العراق بعد سقوط النظام كان متعدد الاتجاهات منه ما هو ذو طابع تجاري، وهذا النوع يعتمد على الاثارة وفبركة الاخبار التي تخص المعيشة وهموم الانسان اليومية وكانت المانشيتات الصحافية تتحدث عن: (اخبار التقاعد، سلم الرواتب، الكهرباء، البنزين) ومثل هذه الصحف عمرها قصير كما يصفها القول المأثور: (انك قد تخدع بعض الناس لبعض الوقت ولكنك لا تخدع الناس كل الوقت).
ومنها الاحادي والتعبوي الذي يفتقر الى المهنية والدقة والموضوعية ويميل الى الخطاب الحزبي التقليدي بالرغم من توجهه الى متلقين مختلفين عن افكار وعقائد الخط الشمولي على خلفية امتلاك هذا الاعلام الحقيقية المطلقة وهذا يفسر سعيهم الى تغيير الجمهور وليس كسبه.
وهذا لا يعني غياب اعلام ليبرالي بالرغم من ضعف امكانيته وشعبيته، الا ان نجاحه مرهون باستقرار البلد واستتباب الحالة الامنية فيه وتحسن ظروفه الاقتصادية.
ان مفهوم الحرية مازال غامضاً لدى الكثير فبعضهم يراه تحقيق اكبر المكاسب لهذه الفئة او تلك، وفي منطقة مشبعة بثقافة الاستبداد تصبح مهمة الاعلام مشوبة بالتحديات والمخاطر الكبيرة، لا سيما ان التوجهات السياسية للبلد لم تتبلور بعد مما يجعل الاعلام المضاد للعملية السياسية في العراق.
عبر فضائيات وصحافة تحث على العنف والارهاب ولها دور خطير في انزلاق البعض نحو حمل السلاح لتحقيق اجندة سياسية لاطراف معينة لاسيما ان الفضائيات المأجورة تعتمد على دس الخبر مع الرأي دون ذكر المصادر المختلفة للخبر مع التركيز وضخ اعلامي مكثف على كل ما من شأنه تعطيل التجربة الديمقراطية في العراق).











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم