الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزعيم والقانون والسلطة

كاظم الحسن

2010 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


هل الزعيم من جنس الفرد؟
هل العناية الالهية قد اختارته ليكون زعيماً للأمة؟
وهل الالهام يستمر في نسله ويتوارث، ام انه ينقطع فيكون الحكم الى من ينتسب له بالقرابة لحين ظهور زعيم آخر؟
هل ثمة غفلة للعقل، وانسداد مسامته، اكثر من تلك اللحظة اللاتاريخية، التي تجعل فرد زائل يأكل ويشرب ويتغوط، ان يتحكم في رقاب الناس ويسلب اموالهم وحياتهم في لحظة من الغضب، ويمنح ما يشاء في لحظة انس ومجون.
وهو العليم بالسياسة والرياضة والثقافة وفي كل شيء، وانه اشبه بطبيب العيون والابدان قبل التخصص في حقول الطب؟
واذا هزم في معركة او في الحرب سوف يحولها الى نصر وهمي في ذهنه او يلقي الاسباب على الاخرين.
انه لا يمرض ولا يشيب، والنرجسية تعيش معه حيث يكون، ولا يستطيع ان يتواجد في مكان من غير ان تكون تماثيله وصوره امام عينه لا تفارقها.
وهذا النوع من الاشخاص ينشأ غالباً في المجتمعات التقليدية، التي يسودها اقتصاد الكفاف او الريعي، وغالبا ما تكون اواصر البنية الاجتماعية، علاقات قرابية تعتمد على النسب والدم، وهي علاقات كما معروف سابقة على ظهور الدولة الحديثة.
وتكثر في مثل هذه المجتمعات الرموز ابتداء من شيخ القبيلة الى رجل الدين، ويضعف دور المثقف او المفكر، بحيث تبدو الافكار وآليات عمل المجتمع المدني غريبة وطارئة ومحصورة في اطار النخب او (الانتلجسيا).
وتكون عملية تشكيل الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني مهمة في غاية الصعوبة، لان المتغير البنيوي لم ينضج على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والفكري، ويبدو ان التطور الذي راهن عليه العديد، من المفكرين ورواد النهضة، والذي يبدأ دوره من الاعلى بواسطة النخب، وتفعيل دور السلطة السياسية في هذا المجال قد وصل الى طريق مسدود.
وأخذ دور شيخ القبيلة، ورجل الدين يتعاظم على حساب رجال التنوير والثقافة والفكر، وأخذت الاحزاب السياسية التي يفترض ان تكون من ركائز المجتمع المدني، تنكفئ الى المصادر التكوينية الاولى: الطائفية، العرقية، القبلية، مغلفة بشعارات عن الديمقراطية والعراق الموحد.
متناسية انها تحمل في داخلها بذور التجزئة والتقسيم، لان مفهوم المواطنة لم يصل بعد، الى مرحلة النضج لكي يجتمع الكل تحت يافطة وطنية من خلال الممارسات والافعال.
فنحن في العراق قد عشنا جحيم الدكتاتورية، ومن لم يحترق بها فقد اصابه التشوه في مكان ما من جسده وروحه، فلسنا حقل تجارب لرموز اخرى سياسية او دينية.
فعلى صعيد العالم قد اختفت عبادة الشخصية، واصبح الحاكم الذي يسمى بالزعيم او الرمز خاضع للمساءلة والمحاسبة والمكاشفة وربما يسجن او يقال من منصبه في احسن الاحوال، بسبب اساءة استخدام السلطة او المال العام.
ولم تعد ثمة هالة تغطي او تحجب افعاله او ممارساته اللاقانونية او الادعاء بان ثمة قوة خفية اتت به الى السلطة.
لان في مؤسسات الدولة القائمة على الشفافية، وفصل السلطات وسيادة القانون، سوف تكون القوى الخفية عاجزة ان ترسل الحثالات الاجتماعية الى مواقع السلطة، وتعيث بها فساداً وخراباً باسم هذه القوى الوهمية، التي لا تعيش الا في مخيلة السذج من الناس، حين يعتقدون ان مصيرهم يقرره الرمز او الزعيم وهو عاجز عن تقرير مصير عائلته، فيا بؤس الزعامة ومن يدعو لها في زمن الانترنت وتكنولوجيا المعلومات.
الغريب في الامر ان بعض الزعامات في البلاد العربية، تصرح ليل نهار، عن الفوضى والحرب الاهلية في حالة غيابها عن السلطة، وانها صمام الامان للشعوب.
ولا اعلم كيف تكون المجتمعات بخير وهي بلا مؤسسات المجتمع المدني، بحيث لا يمكن لاي دولة في العالم مهما كان حجمها، ان تكون في حالة استقرار، وتعتمد على سلطة الزعيم المطلقة مهما امتلك من قوة او اجهزة بوليسية، لان الدولة والمجتمع اكبر من قدرات وامكانات الدكتاتور وحزبه.
ولهذا السبب اعتقد الكثير ان انهيار الاتحاد السوفيتي يعود الى عمالة غورباتشوف، وفي رأي الخبراء ان الانهيار سببه غياب مؤسسات المجتمع الدولي الفاعلة، نتيجة هيمنة النظام الشمولي. فهل سمع احد عن عمالة زعيم في الدول الديمقراطية؟












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل