الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين بين أماني عبد المحسن وتطلعات ديكسن !

ناصر اسماعيل جربوع اليافاوي

2010 / 1 / 2
القضية الفلسطينية


عبد المحسن أسم أحببت أن أطلقه على الإنسان الفلسطيني البسيط ، المتطلع للعيش بكرامة مثل باقي شعوب العالم ، عبد المحسن الذي يعيش في غزة حياة لا ترضاها القرود بكافة أشكالها ، يرفض أن يعيش محاطاً بسياج ، يقدم إليه المتفرجين من كافة أصقاع العالم، وخاصة ممن يعشقون برامج عالم العجائب والغرائب، وبالطبع غير متناسين إحضار الفستق والموز لإطعام أهل غزة ، ويهلل البعض أن العالم كله يأتي للتضامن معنا ، يا للعجب في زمن بطلان الصوم في رمضان وأحقيته فى رجب ،.!
يتغنى الساسة منا بشعارات المقاومة والحرص تارة على فلسطين التاريخية وتارة أخري على حدود ال 67 ، ويعتبرها البعض مرحلية والأخر خطوات تكتيكية ، وشعب غزة ينتظر فتح معبر ليشتم هواء نقى بات من الصعب الحصول عليه منذ سنوات ، وبات عبد المحسن ينظر في قلق إلى مصير أولاده( صابر وصامد وعاصف وثائر) ، وهل من الممكن أن يحصلوا على قوت يومهم يومًا إن ظل الحال هكذا في غزة ، وغاص عبد المحسن فى بحر خياله وبكى عندما وصل إلى حتمية تحول أبناءه إلى متسولين بعدما عاشوا معه بكرامة رحلات الثورة الفلسطينية !
أمسك عبد المحسن قلمه وخط خاطرات، وعلقها على جدران المخيم مطالباً بوحدة الدم الفلسطيني ، واعتبر البعض ان توجهاته دربا من دروب التخبط والجنون ، وعاداه البعض وقذفوه بالجنون والسحر والشعوذة والتعهير حينًا ، وصمد عبد المحسن قائلا سأمضى في طريقي ولو كلف الأمر حياتي وشرع يصرخ رغم التهكمات والقشريات والزبد الذي يعترض طريقه !
عبد المحسن وقف عند مداخل أنفاق رفح المتاخمة للحدود المصرية ، فوجد احد أمراء الأنفاق يدخل شحنة من النظارات السوداء ، وبعد التحري والسؤال عرف أين مبتغاها !!
توجه عبد المحسن بعد ذلك إلى منزله وفتح على نشرة الأخبار المسائية ووقف مشدوها لما سمعه من رئيس جهاز الشاباك الصهيوني "يوفال ديسكن" حين قال (إن إمكانية عودة الفلسطينيين إلى أعمال العنف والمقاومة، لافتا إلى أن احتمالية حدوث انتفاضة ثالثة خلال عام 2010 أمر ضئيل جدا، إلا إذا حدث أمر خطيرا مثل حرق مسجد أو المساس بالمسجد الأقصى ، وأدرك عبد المحسن أن ديكسن أعلن البيات الشتوي للمقاومة الفلسطينية، واغرورقت عيناه بالدموع وتذكر انتفاضة 1987 م ووحدة الدم الفلسطيني ووحدة الراية والأرض من مائها حتى مائها وزاد تبجح ديكسن أثناء اجتماعات لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الصهيوني وتابع قائلا"إنني لا أرى في أوساط الفلسطينيين نية للعودة لموجة (إرهاب) – حسب زعمه - كما كانت في عام 2000، ولكن على المدى البعيد، وفي ظل غياب أبي مازن وعودة شخصية مثل البرغوثي، والتي تحمل ماضي ( إرهابي)، لا يُمكن أن نتنبأ بشيء، وخاصة في ظل عدم خروج الوضع الحالي من الطريق المسدود في الأفق السياسي والحل الدبلوماسي".


وأضاف "هذه معطيات من شأنها أن تُشجِّع على العودة إلى أعمال العنف في الشارع الفلسطيني ضد إسرائيل"، وتابع: "نحن الذين صنعنا من البرغوثي بطلا، فعندما يُرى على أجهزة التلفاز مقيد اليدين ويلوح بعلامة النصر، فنحن نعطيه بذلك أهمية كبرى".


وواصل حديثه: "البرغوثي في حقيقة الأمر هو سجين عادي قام بأعمال (إرهابية) وقتل مدنيين إسرائيليين، والدليل على ذلك أن السلطة الفلسطينية قائمة بدونه".
عبد المحسن الفلسطيني يعرف مروان البرغوثى جيدا وأدرك من خلال سموم ديكسن أن هذا الرجل الفتحاوي المناضل العنيد كان ولا يزال وسيبقى يغيظهم لأنه أصبح رمزًا من رموز المقاومة في التاريخ المعاصر، وكلمة إرهابي أن أطلقت على المقاومين تعتبر شرفا في قاموس الأحرار أمثاله ..



ولم يكتفي ديكسن بالوقوف عند اتهامات سيده مروان البرغوثى ، وبلغت وقاحته إلى التحدث عن المفاوضات الصهيونية الفلسطينية، وقال ديسكن: "يصعب على إسرائيل تجسيد أي حل مع الفلسطينيين طالما لم يكن هناك صلح بين فتح وحماس، والذي يبدو بعيدا نوعا ما" ديكسن يراها بعيدا !؟ قالها عبد المحسن وهو متهكماً ضاحكًا باكيًا في آن واحد، وقال لله درك يا ديكسن وكأنك متفق بآراءك مع من يعطلون المصالحة، وكأن الأمر دبر بليل حاقد اسود على تاريخ حركات التحرر الفلسطينية ، واتضحت الرؤية المخبئة بعقله الباطني، وخرجت من داخله ليس على شكل زلات لسان ، أو شطحات سيكولوجية ، إنها أماني سعت إليها دولة الاحتلال منذ تأسيسها، أماني بتحويل القضية الفلسطينية من عمقها الإسلامي ثم العربي ثم إلى القطري الفلسطيني، والآن قضية فلسطين انحسرت حسب المخطط الصهيوني بين غزة والضفة ، واعتقد جازمًا أن ديكسن ودهاقنة العمل السياسي الصهيوني يسعوا إلى جعل قضيتنا تنحسر بين قلقليلية ورام الله وخان يونس ورفح ،وهذا ما لاحظه عبد المحسن بتخرصات ديكسن حين أضاف "إنني لا أرى أن السلطة ستعود إلى غزة بموافقة حماس، وإنما حماس هي التي ستعود إلى الضفة"، مؤكدا على أن العزل بين الضفة وغزة أمر جيد جدا من الناحية الأمنية لإسرائيل وقال: "ستكون سابقة خطيرة جدا إذا أعدنا الربط بينهما، الأمر الذي من شأنه أن يشجع على إعادة بناء البنية التحتية للإرهاب هناك، وهو ما سيؤدي إلى إلحاق الضرر بمصلحة إسرائيل الأمنية"
الأمر بات واضحًا غير محتاج إلى تحليل عبد المحسن بأن وحدة شطري الوطن والرضوخ والانحياز إلى متطلبات الشعب الفلسطيني المتعطش إلى الوحدة أمر يضر بمصلحة دولة الكيان الأمنية ، فهل يا تري مع من يصف من يسعى إلى تعطيل المصالحة ، مع أخيه الفلسطيني الصامد عبد المحسن ؟ أم عدونا الحاقد المتربص بنا ديكسن ؟ سؤال يبحث عن إجابته كل من شاكلة عبد المحسن الذي يسعى إلى تعميم أقوال ديسكن ، ويحاول أن يترجمها لمن لا يفهموا اللغة العربية الفصحى إلى كافة اللهجات الشرقية عسي أن يصل بهم إلى أدنى درجات الفهم للمصلحة الوطنية العليا ، فهل يا تري بعد ذلك سيفهمون !!؟؟ د.ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي –كاتب باحث فلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها