الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبادرة «شق» الإخوان (1)

سعد هجرس

2010 / 1 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


«الإخوان المسلمون» حقيقة موجودة في حياة مصر السياسية لا يمكن إنكارها.. وسواء كنت تحبها أو تكرهها، تؤيدها أو تعارضها، فإن وجودها يفرض نفسه عليك في كل مكان.. وحتي إذا ما حاولت نسيانها وتجاهل وجودها فإن الحجاب الذي تضعه الأغلبية الساحقة من المصريات علي رءوسهن يذكرك بها.
ولم يستطع «الإخوان المسلمون» أن يفرضوا رؤيتهم علي المجال الاجتماعي فقط، بل إنهم نجحوا أيضاً في اختراق «الحظر» السياسي، وأصبح لهم 88 نائباً في مجلس الشعب، إلي جانب احتكارهم قيادة عدد من النقابات المهنية المهمة.
«الإخوان» باختصار.. أصبحوا رقماً صعباً في المعادلة السياسية المصرية، بحيث يمكن القول إنه لا يمكن الحديث عن تطوير حقيقي لعملية التحول الديمقراطي في مصر دون دمج «الإخوان» في العملية السياسية.
والسؤال هو ما «شروط» هذا الدمج وآلياته؟
هذا السؤال الأخير ليس وليد الساعة وإنما هو مطروح منذ سنوات، لكن الذي جدد طرحه الآن بإلحاح هو التطورات التي تحدث في داخل جماعة «الإخوان»، بما في ذلك انتخابات مكتب الارشاد وانتخابات المرشد العام وما اشتملت عليه من «مفاجآت» ومن أمور متوقعة علي حد سواء.
هذه التطورات طرحت «الإخوان المسلمين» علي جدول أعمال الأمة من جديد، وتباينت ردود الأفعال.
من ردود الأفعال هذه.. مبادرة المركز العربي للبحوث والدراسات، ومديره العام عبدالرحيم علي.
تستنتج ورقة المركز العربي للبحوث والدراسات من رصد وتحليل التطورات الأخيرة أنه «يتجلي بوضوح شديد» حقيقة لا تقبل الشك، من وجهة نظر المركز طبعاً، وهي أن التيار المتشدد في جماعة الاخوان المسلمين هو من يقود ويتحكم ويقبض علي مقدرات الأمور بيد من حديد.
ويتراجع وينزوي، بل ويصبح خارج السياق الواقعي والموضوعي، ما حاول تيار التجديد داخل الإخوان تمريره، والإيحاء به للمجتمع المصري ونخبته الفكرية والسياسية، طوال أكثر من عشرين عاماً، من عدم اختزال الجماعة في ممارسات وأفكار تيار التشدد، والتأكيد الدائم والملح علي أن «الإخوان» تيار إسلامي واسع كبير ومتنوع، لا يمثل التيار المتشدد داخله سوي «حفنة ضئيلة» لا تعبر بأي حال عن عقل وجسد الجماعة، الأمر الذي جعل تيار التجديد، يبدو لنا الآن ــ أي للمركز العربي للبحوث والدراسات ــ بمثابة «المحلل» الذي دأب علي الترويج لتيار التشدد القطبي «نسبة إلي سيد قطب وأفكاره» داخل النخبة الفكرية والسياسية للمجتمع المصري.
والآن وقد ظهرت الحقيقة واضحة جلية بات من الواجب والمحتم علي تيار التجديد إيفاء لدين مستحق للمجتمع المصري وقواه السياسية ونخبه الفكرية، ومن منطلق المسئولية وبكل الصراحة والشفافية أن يعلنوا بوضوح موقفهم من سيطرة التيار المتشددة علي مقدرات الجماعة.. وكيف ينظرون ــ بعد كل تلك السنوات ــ لتأثير أفكار هذا التيار ليس فقط علي صعيد الشأن الداخلي للجماعة، بل علي صعيد الشأن العام، بعد أن أسهمت تلك الأفكار والمقولات في عرقلة إمكانيات التطور الديمقراطي والإصلاح في مصر وشكلت حجر عثرة أمام تلك الإمكانيات والطموحات عندما وقفت كفزاعة، داخلياً وخارجياً، لإجهاض وفرملة سعي المجتمع المصري لإدراك وتفعيل التغيير والإصلاح الديمقراطي المنشود.
وانطلاقاً من ذلك يطرح المركز العربي للبحوث والدراسات ــ المتخصص في دراسة حركات الإسلام السياسي ــ المبادرة التالية بالنص:

نص المبادرة
أولاً: إعلان قيادات تيار التجديد داخل جماعة الإخوان المسلمين لموقف حاسم وواضح يرفض ممارسات تيار التشدد بزعامة العناصر «القطبية»، والسعي المباشر والجاد نحو خطوات تأسيس جمعية جديدة، علنية وقانونية مشهرة باسم «الإخوان المسلمون»، بما يعنيه ذلك من محاصرة وإقصاء لتيار التشدد وممارساته المتسلطة والمعطلة لأي إصلاح حقيقي أو نمو داخلي للجماعة، بل وللحياة السياسية في مصر بشكل عام.
ثانياً: حث مؤسسي حزب الوسط المصري علي التقدم مرة أخري بطلب ترخيص الحزب، ليكون منبراً سياسياً لكل شباب الإخوان الذين يرفضون العمل السري، ويسعون لخدمة وطنهم بالطرق القانونية والدستورية السليمة.
ثالثاً: دعم كل القوي الوطنية في البلاد لمسعي تيار التجديد نحو تأسيس الجمعية الجديدة وتأييد مطلبهم بكل قوة وحزم، وكذا الدفع في اتجاه تحفيز الدولة علي الموافقة علي مشروع حزب الوسط المصري، حتي تتخلص مصر ــ ونهائياً ــ من فزاعة الإسلاميين، تلك التي أعاقت التطور الديمقراطي داخل البلاد منذ أكثر من عشرين عاماً، لتبدأ حقبة جديدة من العمل الوطني، يشارك فيها الإسلاميون، مختلف القوي الوطنية المصرية، بما في ذلك الحزب الحاكم، في إطار من الشرعية الدستورية والقانونية.
رابعاً: التعامل القانوني بكل حسم، مع كل من يبقي خارج تلك الأطر القانونية والدستورية، سواء الجمعية الجديدة، أو حزب الوسط، من الإخوان القطبيين ومقاطعتهم سياسياً وإعلامياً من قبل جميع القوي السياسية، والنخب الفكرية داخل المجتمع، والوقوف مع الدولة في كل ما تتخذه من قرارات ضد هذه الطغمة، التي ساهمت ولم تزل في تدمير الواقع السياسي المصري، وصمت آذانها عن دعاوي الإصلاح واضعة المجتمع برمته بين شقي الرحي، إما إعاقة تطوير الحياة السياسية المصرية، وإما الإخوان القطبيون بتطرفهم الفكري وعنفهم السياسي وإرهابهم التاريخي.
>>>
انتهت المبادرة.. ولنا عليها ملاحظات كثيرة ــ في الشكل والمضون ــ ستكون موضوع مقالنا القادم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقائق ولكنها أمراض وعيوب واجبة العلاج
صلاح محسن ( 2010 / 1 / 2 - 18:57 )
الحكم العسكري حقيقة وواقع في مصر .. ولكن بالطبع هذا لا يعني الا ضرورة المطالبة بانهائه وزواله
وجود الفساد بمصر هو حقيقة أيضا وواقع ! فماذ يعني ذلك ؟ افساح الطريق له والاعتراف بحقوق له ؟
وأشياء كثيرة كالتلوث البيئي و و الخ هي حقائق واقعية موجودة . ولكنها حالات مرضية واجبة العلاج لا الاعتراف بها وبحقوق لها لكونها حقيقة وواقع
والاخوان المسلمون الذين يريدون اعادة التاريخ بنا ل 14 قرن مضي ! والحكم بشريعة بدو عفا عليها الزمان ولا تصلح الا للصحراء وعصر الخيل والبغال والحمير .. وجودهم حقيقة .. ولكن بوصفهم كيان ديني يريد تديين الدولة وضد علمنة وعصرنة مصر ، وهم لم يتمكنوا من اختراق الحظر السياسي عليهم .. كلا بل بتساهل وتراخي مقصود ومحسوب وخطر ، من النظام العسكري القائم . وجماعة الاخوان تحمل فكرا يشكل خطرا يهدد السلام بالمنطقة والعالم
والاخوان ككل والاسلام عامة يتمتعان بخاصية زئبقية حربائية ثعلبية - التغير والتشكل والتلون والتظاهر بالموت . لاجل البقاء لهذا فمعاملتها كما الحركة النازية بحظر نشاطها وتحريم وتجريم الانتماء اليها . هو مطلب أكثر من هام
مع الشكر للأستاذ الكبير كاتب المقال


2 - نريد ثوره
مجدون ( 2010 / 1 / 3 - 05:46 )
ما معني تيار التجديد داخل جماعه الاخوان المسلمين ؟؟؟؟
هل لهم مرجعيه دينيه معتدله * مع العلم لا افهم معتدله* ام هم تيار سياسي فقط ولا يحمل الا الاسم اخوان مسلمين ؟؟ اذا كان تيار سياسي يريد الاصلاح بمصر هل سوف تباركه الدكتاتوريه المباركيه ولا تحاربه اعلاميا وقانونيا لانه سوف يشكل بالفعل تيار له سند شعبي ضد الحكومه المباركيه ؟؟ لان الحكومه تعرف كيف تتعامل مع حزب ديني وتخويف الشعب منه ولا تعرف التعامل مع التعدديه السياسيه.وماهي الضمانات ان لا يحدث ما حدث في المانيا والحزب النازي او كما حدث في غزه وحماس
ما نحتاجه هو ثوره شعبيه ضد الدكتاتوريه والفساد وضد التخلف السياسي الذي رمز له رئيس الحكومه وسوف يكون الشعب نفسه هو حارس حريته وديمقراطيته
افتكرت محاولات العمده السادات الاتصال بالالمان لانقاذ مصر من الاحتلال الانجليزي


3 - حظر الجماعة
حيدر ( 2010 / 1 / 3 - 08:29 )
يجب حظر الجماعة قانوناً طالما أنهم حزب سياسي يعتمد الفكر الديني وهو محظور دستورياً
يلزم تجميع الاخوان في واحة سيوه ليعيشوا المجتمع الذي يطمحون إلية
هؤلاء خارجون على القانون

اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً