الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حالتان من دفتر الاشجان ___ شعر

حسن البياتي

2010 / 1 / 3
الادب والفن


الحالة الاولى - الموت

سئمتُ عيشي في ظلام موحش آسي ...
يا موت ، أقبل !.. فالعمى أقسى من القاسي
في عزلتي ، في البعد عن أهلي وعن ناسي ،
عن وطنٍ بات رهيناً بين أرماس
في قلعة مرعبة ، حراسها أشرس حراس ...
وحدي هنا ، في غربتي ،
تركنني الى زوايا الهمّ والياس ،
مدينةٌ عملاقة ، ضبابها ينهش أضراسي
وغيمها ينبش وسواسي ،
هواؤها ليس النسيمات التي
أنفاسها تنعش انفاسي
وماؤها – لا دجلتي تـُزهى به
ولا الفرات السلسل الماسي ،
نـُدمانها ليسوا بندماني ولا
كأس الطِلى – مهما غلت - كاسي ،
لا الدار داري ها هنا
كلا ! ولا الجُلاس جلاسي ...
يا موتُ ، إنّي لم أعد أقوى على
هذا الدجى الناخر في جسمي واحساسي ...
يا موت ، إني مقعد ، معذب ، مهلهل الباس ،
واهٍ ، عليل الجسم ،
مختل القوى ، مشوّش الراس ...
طالت ليالي محنتي ، غاب الأولى
كانوا بدربي خير نبراس ،
ودّعتهم بل ودّعوني ، بعد ما
اودعتُ في وجدانهم أقدس اقداسي ...
يا موت ، قد مات الذي
بالامس كانت كفه تـُسرج أفراسي
وعينـُه ترعى ينابيعي وأغراسي ...
لم يبقَ لي من أمل سواكَ ،
عجّـلْ قطعَ أمراسي !

لندن اواسط حزيران2009


الحالة الثانية – الحزن

- الى ابنتي البكر جميلة ، التي اختطف الموت شريك حياتها وهما في مقتبل العمر -

حزين عليكِ ،
حزين مدى العمر ، يا إبنتي الغاليهْ !
حزين عليكِ ،
تكاد نياط الردى
تشدّ الخناق على مهجتي الواهيهْ
وتعصر انفاسيَ الذاويه ...
حزين عليكِ ،
حزين وليل العمى
يدب دبيباً باوصاليه ،
يشلّ سبيلي اليكِ ،
حزين عليكِ ،
أحس وأسمع ، عبر المدى
وعبر امتداد الثواني ،
نحيبـَك ِ يسري بروحي ، يهز كياني
فيشتد حزني ويسمو حناني ...
حزين عليكِ ،
على الورد يبكي شجياً
ويذوي شذاه على وجنتيكِ
على الدمع يهمي سخياً ،
يودّع ، في حرقة ، مقلتيكِ ...
حزين عليكِ ،
وحزنيَ طيرٌ كسير الجناح ِ
يهمّ انطلاقاً اليكِ
فيهوي على الارض ، مختلجاً في مسوح نواح ِ ...
فهل من نسيم صباح ِ
يحطـّ فؤادي على راحتيكِ ،
قـُبيل براحي ؟ !

لندن – اوائل اكتوبر 2009










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدكتور حسن البياتى
على منهل ( 2010 / 1 / 3 - 08:08 )
قصيدة رائعة, منحك الله الصبر والصحة كنت استاذا جامعيا مناضلا ومكافحا فى جامعة البصرة , اتمنى ان يكون راءسك مرفوعا دائما


2 - رائعة أخرى
صلاح سعيد البياتي ( 2010 / 1 / 4 - 13:13 )
رائعة أخرى تضاف الى روائعك الكثيرة كان الله في عونك والهمك الصبر في محنتك القاسية فلن انسى فضلك علي ماحييت فلقد كنت أول من حرك عندي الاحساس الشعري وكنت الدافع في أن أخط أولى قصائدي فجزاك الله خيرا عني وعن عشرات الالاف من الطلبة الذين زرعت فيهم حب الادب والشعر وجعلت [email protected]منهم رجالا يعتد بهم

اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب