الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انتهت الحرب على غزة؟

عبد القادر الدردوري

2010 / 1 / 3
حقوق الانسان


نقرأ ونسمع، هذه الأيام، مَن يتحدث عن مرور " عام" عن انتهاء الحرب العدوانية، القذرة" بقيادة إسرائيل، حيث دمّرت وأحرقت كما أرادت وشاءت، أمام أنظار " الشرعية الدولية" ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، فهل ، حقا، انتهت هذه الحرب؟
1 ) لا يصح، لغة، أن نسمي تلك الأيام عاما، وهي مليئة بالمصائب والكوارث والأحزان، لأن العام ما كان خصبا، بهيجا رائقا. والأصح أن نطلق على تلك الأيام السوداء"سنة" هكذا نقول اللغة العربية، أيام كان لها أهلٌ وكامن لها سيادة ومنابر يسمعها القاصي والداني، ويتلهّف لحضورها كل مَن يسعى لعلم، وحضارة وأخلاق وتربية. لكنها يومَ أن استباح الغزاةُ أهلها وانتُهِكت كرامتُهم وسُلِبَت حريتهم، ونُهِبت أراضيهم، لم يعد لهم شأن ولا للغتهم همة واعتبار، واختلطت عندهم الأمور والأشياءُ حتى صاروا لا يفرقون بين الاستعمار والتعاون، وبين السيادة والتبعية وبين الإرهاب والدفاع عن النفس،وبين المقاومة والعنف، وبين الاستقرار والاضطرار، وبين الكوع والبُوع ، والثرى ولثريا، أي، كما يقول مثلنا الشعبي التونسي، لا يفرقون بين " الكِفتة" و "بعرور البهائم"، وإلاّ هل مِن تفسير لِما تقوم به ألأردن من حماية مكثفة للحدود الإسرائيلية، والقبض على كل فلسطيني يقترب من هذه الحدود؟ أما ما يقوم به الفراعنة الأعراب في مصر فحدث ولا حرج. لم تكتف مصر بوضع العراقيل أمام الفلسطينيين(لأنهم فلسطينيون) بل زادت في تقديم آيات الولاء والإذعان، المخجل لإسرائيل وأمريكا فأغلقت المعابر المؤدية إلى غزة، ثم نراها تُقيم جدارا فولاذيا، أقوى من ذلك الذي أقامه السوفيات في برلين، وأشدّ من خط برليف، وغيره من الخطوط والجدران الأخرى، لماذا؟ لأن كل ما يقوم به هؤلاء الأعراب يراد به ترضية الأسياد الأمريكان والصهاينة. فأي منفعة عسكرية وإستراتيجية لمصر في إقامة هذا الجدار الفولاذي ، واسرائيل نفسها لم تقم به أيام كانت تحتل غزة؟ وتقولون عروبة ومعاهدة الدفاع العربي المشترك؟
إن الحرب ضد غزة قد تكون في شكلها الحربي المكثف قد توقفت، لكنها، بمقاصدها وأهدافها وأعمالها، الخفية والظاهرة لم تنته، بل دخلتها أطراف " أعرابية " أشدّ كفرا وظلما وعدوانا، من تلك التي تمارسها إسرائيل ضد غزة، وأن الحصار المضروب ضد الشعب الفلسطيني، في أي مكان،، هو حرب، قذرة،لا تقِلّ شراسة وقذارة عن حرب الطائرات والمدافع والقنابل والبوارج والدبابات، فمن يقول : الحرب ضد الشعب الفلسطيني انتهت؟
لنا عقول، وأسماع وأنظار، وقلوب ولن تغترّ بأكاذيب " صوت الأعراب"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي ينفي مزاعم تقديم أوروبا رشوة إلى لبنان لإبقاء اللاجئي


.. طلاب يتظاهرون أمام منزل نعمت شفيق




.. عرس جماعي بين خيام النازحين في خان يونس


.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما




.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع