الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرلمان العراقي وظاهرة الغياب

عواطف عبداللطيف

2010 / 1 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


باتت ظاهرة تغيب غالبية أعضاء مجلس النواب العراقي عن حضور جلساته ظاهرة كبيرة ومهمة تستدعي التوقف لما من ذلك من تأثير في مجريات العملية السياسية ومن تعطيل للكثير من الأمور العالقة التي تحتاج الى قرار ففي الكثير من الأحيان يفشل مجلس النواب في عقد جلساته بسبب عدم إكتمال النصاب القانوني القاضي بحضور ( 138) عضوا على الأقل من أصل نواب البرلمان البالغ عددهم ( 275) عضوا.
والأن وفي هذا الوقت العصيب بالذات أصبح الغياب بشكل يلفت النظر ويتداول بشكل علني في وسائل الأعلام وإن وراء الغياب أسباب متعددة منها:
1- البعض منهم مشغول بالتهيئة للحملة الأنتخابية القادمة ليحتفظ بالكرسي بأستخدام وسائل ومغريات تسيل لها لعاب الفقراء ليبيعون صوتهم برخص التراب وأيضاً لتوزيع المنح المخصصة للعلمية الأنتخابية والمدفوعة من الخارج وإيجاد الطرق المؤترة في التوزيع.
2- هناك من أعضاء البرلمان من يقاطع جلساته معترضاً وأحتجاجاً على عدم ترشيحهم مرة ثانية من قبل قوائمهم الأنتخابية وترشيح غيرهم.
3- البعض المدلل منهم موجود خارج العراق لآنه أصلاً يعيش خارج العراق وكيف له أن يعيش ويعاني ما يعاني العبد الفقير من أبناء الشعب المسكين.
4- والفئة الأخرى هي التي تخاف الحضور والمشاركة بالتوصيت في قرار قد لا يصب بمصلحة المجموعة التي ترشحت منها أصلاً.

أن آلية دوام اعضاء المجلس وديمومة وجودهم خارج العراق وقلة عدد الجلسات المحددة أصلاً بالدوام ليتناسب مع وضعيتهم عرقلت حتى عمل اللجان التابعة للمجلس وقد تم أحصاء عدد الساعات التي يقضيها أعضاء مجلس النواب في ممارسة واجباتهم البرلمانية، ووجدوها 24 ساعة شهرياً، أي ثلاثة أيام عمل شهريا،بمعدل 8 ساعات دوام فقط .
وأن ما يتقاضاه عضو البرلماني العراقي الواحد سنوياً ( 360000 ) ثلاثمائة وستون ألف دولار و (1440000) مليون وأربعمائة وأربع وأربعون ألف دولارفي الدورة البرلمانية الواحدة ، أضافة الى ما يحصل وحصل عليه من مكافئات وسفرات وأيفادات وقطع أراضي وسيارات و جواز سفر دبلوماسي هو وأفراد عائلته لأكثر من عشر سنوات أضافة الى الحج السنوي.

بالله عليكم
هل هذا الجهد يقيم بهذه المبالغ الكبيرة والشعب يئن من الجوع ؟
هل هؤلاء من يمثل الشعب؟
هل هم حقا من أبناء العراق ومن رحم دجلة والفرات ؟

وها هي الأربع سنوات من النعيم قد قاربت على الأنتهاء والكثير من الملفات موقوفة والعديد من القضايا لا زالت عالقة تنتظر أكتمال النصاب ,وأكثرهم منشغل في مصالحه ومطالبة السياسية وأهدافه والتي هي لا من قريب ولا من بعيد تعني بهموم المواطن العراقي الذي سرقه اللصوص وكبرت به الحيتان وأنتعش به الجهلة وخدمة الدول الأخرى ومنفذي مناهجها وأغتيلت وهٌجرتْ كفاءاته وأستفحل وأستشرى الأرهاب على أرضه ونخر الفساد بنيانه وأستبيحت أمواله وخيراته .
فهل أعطى البرلماني العراقي خلال هذه الدورة للعراق وأبناء العراق الذين أوصلوه الى الكرسي خدمة مقابل أجور عمله ومكتسباته التي تقاضاها خلال الفترة وما الذي تحقق وهم يسعوون حالياً بغياباتهم إلى تمرير مجمل القضايا كما هي إلى الدورة القادمة , أتمنى أن يراجع كل واحد منهم جدول أعماله ويكتب لنا قائمة بمنجزات المجلس على مدى الأعوام الأربعة ومنجزاته على وجه الخصوص لنعذرهم على تعبهم.
كان عليهم ان يفكروا بالمواطن الذي انتخبهم وحاجته الماسة لتشريعات جديدة تتلاءم وظروف المرحلة الراهنة وتوفير الخدمات اللازمة له للعيش كأنسان في بلد غني يطفو على بحار من الخيرات يسيل عليها لعاب الطامعين.
كان عليهم أن يفكروا بالمرأة والطفل والبيئة.
كان عليهم أن يفكروا بالمواطن العراقي كأنسان.
أن الأيام القادمة وحتى موعد الأنتخابات ستكون صعبة ,صعبة جدا خصوصاً وأن هناك وعوداً وأتفاقات لتصفيات جسدية وأتفاقات وتنازلات بين مختلف الأطراف سنتعرف على العديد منها ونحن نتابع مجريات اللعبة من أرض الملعب نتيجة تسديد كل واحد منهما الكرة بملعب الأخر والتسقيطات التي ستجري والتحالفات التي ستتم والسكوت عن الحق كلها من أجل الحصول على الكراسي بدون أي دخل للأخلاص والوطنية والوطن والشعب, أنها فترة الركض من أجل الفوز بكل الوسائل.

لقد آن الاوان
فعلا لقد آن الأوان لكشف زيف ما يخططون لنا وما يعدون وما يتفقون عليه ,وتتضح الحقيقة,
فلن يفلت أحد من الحساب فالكل سوف يحاسب على هذه الدماء الزكية التي تذهب في كل يوم بسبب صراعاتهم وتحقيق أهدافهم الشخصية وأهداف قوائمهم الأنتخابية والجهات التي تمولها من الخارج من مكتسبات في الداخل.
إن العراق في خطر حقيقي وعلى الجميع أن يكون واعياً وينتبه لما يدور في الخفاء والغرف المغلقة وداخل وخارج أسوار الوطن وخصوصا عندما يبدأ خطوته الى صناديق الأقتراع بعد أن زال القناع وتكشفت حقيقة الوجوه وبان غبارها وزيفها لأنه من الصعب أن تستمر المعاناة لأربعة سنوات أخرى ويعود المسلسل من جديد ونعود إلى نقطة البداية وجوه جديدة تريد أن تستفيد وتشبع وتستحوذ على المناصب والوظائف بأسرع وقت ممكن والمخلص وأبن الوطن ينام على قارعة الطريق ونبدأ معه رحلة الركض والحزن والنزف من جديد ونحن نرى أفواه الجياع تكبر وعدد الأرامل يزداد وحقوق الأنسان للعيش كأنسان تًهدر على أرضه وفي وطنه لمصلحة غيره وتكبر الفجوة وتزداد الخسارة ونعود بخفي حنين ونترك لهم الناقة..
فهل سنفهم الدرس؟
/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا