الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغامرات كهيعص - روايه (10)***

أمجد المصرى

2010 / 1 / 3
الادب والفن


عند باب القصر لم يلحظ عباس و ياقوت أن الفارس الذى بصحبة أزميل هو صوفيا ، فبادراه قائلين : أهلا بالسيد نعمان سيد القصر و بضيفه الكريم
أزميل ( مترجلا عن فرسه ) : كيف حالكما ؟ أين العبيد و الإماء ؟
عباس : نحن بخير يا سيدى ، الأمتان بالأعلى كأوامرك و العبيد بالقبو السفلى ينظفونه
أزميل : أريد شاة أو نعجة للشى فنتعشى ، من منكما يذهب لابتياعها ؟ .. أحضرا الذين بالقبو ليتولوا الحراسة عنكما
و اذهبا سويا على فرسين ، خذ هذه النقود يا ياقوت

بينما أسرع عباس و ياقوت الى الداخل لاحضار الخدم ، ترجلت صوفيا عن الفرس و انتظرت بجوار أزميل حتى تسلم الخدم الحراسة و انطلق عباس و ياقوت بالفرسين .... دخل أزميل و صوفيا الى البهو فنزع عمامتها قبل أن يجلسا إلى أريكة بالبهـو
أزميل ( نازعا خاتما من خنصره ) : دعينى ياحبيبتى أضع خاتم الزواج فى إصبعك
صوفيا : ليس قبل أن تخبرنى من أنت ،السيد أزميل أم الشيخ نعمان ، وعدتنى بحديث طويل بيننا الليلة و لم نتحدث بعد أزميل : لديك كل الحق ، أزميل هو من طلب الزواج منك لتكونى سيدة هذا القصر ، و لكنى قد انتويت امتهان التجارة فى هذه البلاد ، فلم يكن مناص من أن أصير الشيخ نعمان القبانى السكندرى ، مجرد إسم عربى يسهل لكلينا الإقامة و العمل بين هؤلاء العرب الجهلاء الذين يتوجسون من كل غريب
صوفيا : الآن فهمت ، تفضل و ضع الخاتم فى إصبعى
أزميل : و الآن هيا بنا يا عروسى الجميلة لنلقى نظرة على القصر
فى الطابق العلوى استقبلتهما الخادمتان ، فبادرهما أزميل : ما اسماكما ؟
أجابت واحدة : أنا ميمونة و هــى ميسورة ياسيدى
أزميل : هذه سيدتكما سيدة هذا القصر ، زوجتى الأميرة صوفيا ، إذهبا الآن و احضرا جوالها الذى بالبهو السفلى إلى مخدعها
أزميل ( فى المخدع ، مخرجا الأشياء من الجوال تباعا ) : هذه ثيابك التى كانت بالمنظرة ، و هذا ثوب أبيض ترتديه الآن للعرس ، و هذه قارورة خـمر نحتسيها مع العشاء ، و هذه ثياب نومى ، أما هذه فثياب الشيخ نعمـان أرتديها فى الصباح ، أى شيء ينقصنا ندبره غدا
صوفيا : دعنى ألقى نفسى فى حضنك و أتلقى منك قبلة قبل أن أبدل ملابسى
بينما كان أزميل و صوفيا يستمتعان فى البهو السفلى برائحة الشواء و برقص الخدم و زغاريد الجاريتين ، كان معمر عائدا الى دار بهيجة مكسور الخاطر تملؤه الحسرة و الكمد



فـى دار بهيجــة
بهيجة ( بحنان كحنان الأم ) : مالى أراك وقد عدت مكفهرا أسود الوجه مكدرا ؟ ماذا حدث ؟
معمر ( منكس الرأس ) : لقيت الكثير من المنغصات فى رحلتى هذه فى يومى هذا
بهيجة : مر الخدم يجهزون لك ما تأكل فيعتدل مزاجك ثم تروى لى بالتفصيل ، إذهب و عد سريعا
معمر ( بعد أن تناول الطعام و عاد ) : كم أنا سيء الطالع قليل الحظ
بهيجة ( معتدلة فى جلستها ) : تعال و اجلس فى حجرى لأسمع ما لديك بالتفصيل
معمر ( جالسا فى حجر بهيجة ) : وصلت الى بيت عمى أبى قاسم قبل مغيب الشمس ، فوجدته غير عابئ بضياع أنعامه حيث بادرنى كعادته : هذا كهيعص عندنا ، يا مرحبا يا مرحبا .. قاطعته بحزم : لا تدعنى كهيعص يا عم فقد صار اسمى معمر ، فأجابنى بسماجته المعهودة : هذا معمر عندنا ، يا مرحبا يامرحبا ، ثم أجلسنى و طلب لى منقوع الحبة السوداء الذى أحبه فشربت و تجشأت
بهيجة : جميل أنك تروى لى بالتفصيل ، أراه قد رحب بك ، أكمل يا معمر
معمر : أخبرته أنى علمت بأمر الناقة و الحمار اللذين فقدهما ، فتعجب و سألنى كيف علمـت ، أخبرته ( كما أمرنى السيد أزميل ) أننى رأيت ذلك فيما يرى النائم ، تظاهر بأنه يصدقنى ثم أعطانى مزيدا من المنقوع لأشرب ، فأخبرته أن ناقته وحماره بدار أخيه عبد الوزة ، و أن عبد الوزة لم يسرق الأنعام بل ذهبت إليه ، وطلبت منه أن يرسل الى دار عبد الوزة ليستوثق من أخبارى ففعل
بهيجة : أرى الأمور تسير على ما يرام ، أكمل يا معمر
معمر : عاد الخادم و معه الناقة و الحمار ، و حضر أيضا عبد الوزة غاضبا ثائرا ، ولما رآنى بادرنى بحنق : كهيعص ؟ ما الذى أتى بك ؟ ماذا تفعل هنا يا كهيعص ؟
قلت له : إسمى معمر يا عم
فقال : شيء غريب ، إنك تشبه كهيعص و كأنك هو
هنا تدخل أبو قاسم قائلا : و يحك يا عبد الوزة هذا كهيعص و قد صار اسمه معمر ، و هو الذى جاء و أخبرنى عن الناقة و الحمار
قال عبد الوزة : منذ الصباح و أنا أبحث عن صاحب الناقة و الحمار و لا أدرى سببا لدخولهما بين أنعامى
فأجابه أبو قاسم : لقد أخبرنى معمر أنك لم تسرق الناقة و الحمار رغم أنهما فى دارك ولكنه لم يخبرنى كيف
عاد عبد الوزة فقال : الآن أخبرنا يا كهيعص ، أقصد يا معمر ، كيف ذهبا و كيف علمت بذهابهما ؟
فأجبته قائلا : أخبرك عمى أبو قاسم أنى رأيت ذلك فى منامى و علمت أن الحمار قد تلبسه عفريت من الجن فحل عقاله ثم حل عقال الناقة و سحبها الى دارك
سألنى الملعون عبد الوزة بوقاحة : و هل رأيت العفريت و هو يدخل جسد الحمار ؟ و هل سمعته يأمره بما فعل ؟ أراك تكذب يا رجل ، أم أنك من كثرة حديثك مع يعفور قد اعتدت محاورة كل الحمير ؟ ثم راح يضحك ضحكات رقيعة لا تضحكها عاهرة ، ويصدر أصواتا نزقة من منخاره النجس
وهنا اضطررت أن أنطق باسـم السيد أزميل و قلت أنه الذى جاءنى فى المنام و أخبرنى بكل شيء و أنه ملك من الســماء ، فاشتاط عبد الوزة و طفق يشتم و يوبخ و يتطاول ، فآثرت الفرار
بهيجة : أراك تحتاج للراحة ، أخلد الآن للنوم وغدا نرى ماذا يفعل السيد أزميل
............................
فــى قصـــر أزمـيـل
بعـد العشاء و حفل الزفاف ، أصطحب أزميل عروسه و صعدا إلى المخدع و أغلقا بابهما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنا كدة حصلى لخبطة !!
أبو لهب المصرى ( 2010 / 1 / 3 - 21:02 )
الزميل امجد المصرى
أنا كدة اتلخبطت .... كل ما أرسم صورة لواحد من شخصياتك !!
أجد فى المقالات التالية أننى كنت على خطأ ...
هو أزميل شغلته ايه بالضبط !!
تحياتى على مقالك هذا وعلى مقالك الأوروع حكايتى مع النون
كل سنة وانت طيب


2 - إلى الأستاذ / أبو لهب المصرى
أمجد المصرى ( 2010 / 1 / 3 - 21:32 )
يا صديقى لا توجد لخبطة ، لقد أحسنت التوقع منذ البداية ، و ستظهر باقى العصابة تباعا فتتوضح خيوط اللعبة ، أشكرك على دوام المتابعة و التشجيع

اخر الافلام

.. الجنازات في بيرو كأنها عرس... رقص وموسيقى وأجواء مليئة بالفر


.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا




.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا


.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو




.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا