الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تبييض الارهاب وغسيل دماء

كاظم الحسن

2010 / 1 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


تبييض الارهاب وغسيل دماء
الابرياء بمفاهيم الدين والوطن

لقد حدد الخبراء غسيل الاموال، على انه غسيل الاموال غير المشروعة وهي الناتجة عن ارتكاب جرائم زراعة او تصنيع او تهريب او نقل المخدرات والاتجار بها والجرائم المنظمة والارهاب وتهريب الاسلحة النارية والذخائر والمتفجرات او صنعها او الاتجار بها وعملية الدعارة المنظمة وسرقة المواد الكيمياوية والجرثومية او تهريبها او الاتجار بها والاتجار بالاعضاء البشرية واختلاس الاموال العامة وتزوير العملة وسرقة الاثار والاتجار بها.
لقد كنا نعتقد في السابق ان تجارة المال غير المشروع او ما يسمى بغسيل الاموال وتبييضها، هو اعلى مراحل الانحطاط الاخلاقي، ولكن في العراق، ظهر من يتفوق على ذلك، عن طريق التجارة بالدماء البريئة وتجيير تلك الاعمال الشائنة والشاذة عن الشرع والقانون، باسم الدين والوطن وهم يحزون الرؤوس، ويختطفون الاطفال والنساء ويقتلون الابرياء في كل مكان ويرتكبون جميع المعاصي والمحرمات. ان الارهاب والدول الحليفة معه بلا اخلاق فمن العبث التعامل معهم من خلال المفاوضات وتقديم التنازلات، انهم بلا برنامج سياسي او رؤية واقعية للامور وتحكمهم نوازع شريرة للقتل والثأر والكراهية وسفك الدماء البريئة.
ولذلك لا يقبل الارهابيون والدكتاتوريون بانصاف الحلول ففي الحرب العالمية الثانية كانت خطيئة الحلفاء هي اعتقادهم بان زعيم النازية سوف يرتضي بجزء من جيكوسلوفاكيا مقابل توقف اطماعه في القارة الاوروبية الا ان الابتزاز كان بلا نهاية.
ومشكلة الارهاب لا تتجزأ فعندما يقتلون التركي او الاميركي والفرنسي لا يتورعون عن قاتل العربي او المسلم الكردي وغيره من الهويات او الجنسيات الاجنبية، انها قضية تحلل اخلاقي واجتماعي وهوس سياسي، انها قضية عصاب يصيب الاشخاص ممن يسكنون الكهوف او تسكن الكهوف عقولهم. حينما يتعرض الانسان للخداع على الارض يمكن كشف ذلك بمرور الوقت أي انك قد تخدع بعض الناس لبعض الوقت ولكنك لن تستطيع ان تخدعهم طوال الوقت.
ولكن كيف يكون الامر بالنسبة للقادة الذين يجعلون اتباعهم اضاحي او قرابين بشرية ويزرعون في نفوسهم الحقد والعنف والبغضاء ويعدونهم بعالم اخر لا يمكن التحقق منه الا في هوسهم. مما يدل على الخديعة والاحتيال ان اولئك الزعماء لا يرسلون ابناءهم للموت المجاني بل يدفعون الصبية المغرر بهم والشباب والنساء المضللين بوسائل مريضة للتأثير فيهم. انهم يقتلون في دخيلة الانسان، روحه الانسانية العظيمة التي يرتقي بها عند سائر مخلوقات الارض، فيحولونه الى روبوت ويفجرونه عن بعد، ليقتل المزيد من الابرياء والناس العزل، ويختارون الاعياد والمناسبات ليستأنسوا باضاحيهم البشرية ويمتعوا ارواحهم المتعطشة للدم.
انني اتساءل هل يمكن تجزئة العنف؟
لماذا لا تكون للبعض نظرة واحدة اتجاه هذا النوع من اعمال القتل للنفس والاخرين، فالانسان حين يكفر الاخر ويدعو الى اهدار دمه فانه يمارس مثل هذا الفعل مع الجميع وحتى مع اتباعه الذين يراهم على غير الخط الذي رسمه لهم. ولهذا السبب نرى الدول التي تدخل جيوشها في حروب تعمل بعد انتهاء القتال على تأهيل المقاتلين للحياة المدنية من اجل دمجهم بالمجتمع. وجعل عمليات القتل حالة استثنائية او طارئة لان المفارقة هنا تتجلى في ان الدول تدعو في حالة السلم الى سيادة القانون واحترام حقوق البشر، بينما الحروب تقتل جميع العناصر الانسانية في دخيلة الفرد، ومن جرائها يكون المقاتل في حالة ضرب مع ابناء جنسه او الدولة التي جندته.
ان النظرة الاحادية التي تدعي امتلاك الحقيقة المطلقة وترفض التعدد على الصعيد الديني والسياسي والعرقي تحمل في داخلها بذور تدميرها وفنائها وتنقل تلك العدوى الى الاخر الذي هو جزء حيوي من الانا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار