الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم آخر وقصص أخرى

نواف خلف السنجاري

2010 / 1 / 3
الادب والفن


عالم آخر
يمسك العجوز بيديه المعروقتين المرتجفتين قطع الخبز اليابس وبقايا (البرغل)، يضعها بعناية في كيس صغير ويدسّها في جيبه، يقبض على عكازه القديم ويتجه نحو التلّة القريبة من المقبرة.. يصل إلى مكانه المعتاد، يخرج محتويات الكيس، ويسحقها بأصابعه الرفيعة المجعّدة، يجلس القرفصاء ثم ينثر المسحوق فوق ثقب من التراب يشبه فوهة البركان.. وما هي إلا لحظات حتى تخرج جيوش النمل، يعدل جلسته مراقباً نشاطها بفرح طفولي وهي تحمل القطع المتناثرة وتنقلها إلى بيوتها تحت الأرض في حركة محمومة.. يمكث هناك إلى أن تغرق الشمس في بحر الأفق، بعدها يعود أدراجه محملاً بسعادة وصفاء لا يسعهما الكون.


التمثال
مسح الشاعر وجهه أمام المرآة، بحلق فيها غير مصدق ما يراه.. وجه عجوز بلحية بيضاء وحواجب كثة يبتسم له بهدوء. تراجع الشاب مرعوباًً وسأله بنبرة مرتجفة:
- من أنت؟
- أنا مستقبلك
- وماذا تريد مني؟
- جئتُ أنبأك إنهم سينصبون لك تمثالاً في الساحة العامة وستصبح من الخالدين!
اقتربَ من المرآة بحذر كمن يواجه أفعى، تحسس وجهه الشاحب وهو يشع غروراً عجيباًً، قفز ضاحكاً، ورقص طرباً.. من يومها هجر الكتابة، وتفرغ للحديث عن نبوءة المرآة!!

البرج العاجي
كنتُ جالساً في حديقتي الصغيرة أقرأ كتاباً، عندما مرّ أحدهم وسلّم علي وقال:
- كتاباتك جميلة.. ولكن يجب أن تنزل إلى الشارع، انزل إلى الشارع يا رجل لترى الحياة الحقيقية...
في صباح اليوم التالي نزلتُ إلى الشارع، وقبل أن أصل إلى وسط المدينة انفجرت عبوة ناسفة فقدتُ على أثرها يدي اليمنى!!

استراحة
تنث الأضواء الصاخبة، وتسقط على جسم الراقصة شبه العاري كنتف الثلج، وهي تحرك جسدها فوق المنصة بتناسق عجيب كسمكة رشيقة تشق أمواج الماء.. الرجل الكهل يجلس قبالتها، ويرشقها بنظرات نارية تنزّ بالشهوة.. يفرك شاربيه، ويطيل النظر إلى تموجات جسمها النافر.. وفجأة تقفز إلى مخيلته صورة الشاب النحيل، وهو يتأرجح ٍبحبل المشنقة كورقة معلّقة بخيط وهمي إلى السماء.. تتابعت الصور أمام عينيه مسرعة كدولاب العجلة، الراقصة.. الشاب المشنوق.. الراقصة .. الشاب...
يسقط الكأس من يده.. تدور الصالة وتوشك أن تسقط فوق رأسه، يصرخ بكلمات مبهمة.. ويقع مغشياً عليه.!

تقهقر
حرث البحر، فقالوا: انه مبدع أصيل!
حرث الفضاء، قالوا: انه فنّان مدهش!
ولمّا حرث (أرض الواقع)، صاحوا باستخفاف: انظروا لقد تحوّل إلى فلاحٍ بسيط !!


منحني مغلق
الفتاة الجميلة معجبة بموهبة الشاعر الشاب..
الشاعر معجبٌ بكتاباتي..
أنا متأثر بصديقي القاص المشهور..
صديقي القاص يتواضع أمام تجربة الروائي الكبير..
الروائي القدير: يكتشف بأنه فاشل في الكتابة مقارنة بالعمالقة أمثال (ماركيز)..
وحين صادف والتقينا جميعا.. انحنى ماركيز أمام جمال الفتاة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع