الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قشرة البرتقال/ 19 طعم المرارة اللذيذ

حامد مرساوي

2010 / 1 / 3
الادب والفن



طعم المرارة اللذيذ، كان "سبوط" الإشهاري يرددها وهو يعلن عن منتوج مشروب في بدايات انتشاره. وفعلا عند تناول جرعة من المشروب المعني يتحقق في حلقوم الشارب تركيب الإحساس المتناقض ما بين المرارة واللذة في طعم الماء المشروب.
وبنفس التناقض، يعيش (أ) و(س) حلاوة حبهما المريرة. ففي حلقة سابقة ثم الحديث عن الغيرة وعن التعصيبة من كليهما. يكفي أن يضاف اسم أنثى أو ذكر على صفحة الفييسبوك لأحدهما، حتى يبدأ التراشق بالاسئلة والتحليلات وحالات الربط والتتويج بالتهم المحتملة.
كلاهما يجد نفسه بين فكين متناقضين:
خيوط الحب الرفيعة. عبر الذاكرة الثانية المستحدثة بكثافة في الأشهر الثلاثة الأخيرة بعد استرجاع الحياة المشتركة المباشرة ولو لبرهات من الزمن الخاطف.
ملامح السن الحزينة على جسديهما. كل واحد منهما يتأمل رفيق عذابه وعسل عمره، شائحا بنظره عما قد يزعجه من وضعهما علامة على فوات الميعاد بصيغة أم كلثوم.
لها ما يكفي من الجرأة أو ما يقابلها من الحالة النفسية التي تجعلها تقتحم المكروه. فتسمي "هاد العلاقة مريضة! " أو بها خلل ما...تكون في الغالب في حالة نفسية صعبة، مقترنة بقياس نازل من ضغط الدم (4-8 أما هو فله من الاختصار أكثر من اللازم. فقط التقط العبارة التي رددها ذات يوم الأستاذ عبدالله الرجراجي بقسم الباكالوريا بثانوية مولاي عبد الله الشريف بوزان، عن نزار قباني:"برُدَت قهوتنا". كان الأستاذ يرددها في فترة ما داخل الدرس.
لقد بصم الحب صفحات السكيب والفييسبوك والمايل نفسه بلعنات الغيرة المترصدة. لم يظهر اسم من أسماء الجنس الثاني على صفحاتها أو صفحاته إلا وعاد مسلسل الاستفسار والاستنفار والاستنكار.
هي مناسبة أيضا لاختبار الإخلاص ولمجاهدة النفس في معبد الحب كما لو كانت نوافل فيها أجر للمحب المغير بحملات الغيرة المغرضة على غريمه البئيس. تكاد تصدق أنها النهاية. وأن الهواتف ستصوم وتصم عن السمع. لها باع في القسم والحنت على السواء:"أحمد والله والله والله..." ثم كأن شيئا لم يكن. من جهته، معها إما فقد كل أسلحة المجابهة والمعاندة، وإما فعل حبها فيه ما لم يظهر عليه من قبل. يداري ثم يدراي ويصبر على المكروه من الكلام والنرفزة. تخاطبه بما لا يستطيع أحد أن يخاطبه به. لربما من خلاله، يجد فيها من الصدق ومن التلقائية والعفوية ما لم يصادفه من قبل. من بلادته أو بساطته أنه يميل إلى هذا النوع من المعاملة الخام. أما أن تكون حبيبته على هذه السليقة، فذلك ما يجدد فيه حبها بعد كل أزمة.
في لحظات الصحو، تعتذر فيرد بأحسن الكلم: " أحبيبة، إلى ما قبلتشي عليك بكلامك، اشكون تتسنى منه يقبل عليك. ما عندي حتى مشكلة. أنا كنعرف نيتك صافية. وطريقتك فالكلام هاكداك. أنا بالصح عمري ما سمحت لشي واحد يسبني ولو مزاحا، لكن انت حبي ديالي". هكذا ينهيان العواصف الدورية الصغيرة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال