الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا إلتهم الحوت إطلالة عام 2010...؟

ناصر عمران الموسوي

2010 / 1 / 4
الادب والفن



وحدها مجريات الكينونة تضمخت بِطَلقِها فأنجبت على أبواب ولاداتها حدث تأبى على الاسترخاء والتريث فجاء (مستعجلا) فقد حملّ الاشتهاء غريزة الحوت السماوي ليلتهم وأمام أنظار العيون المترقبة أضواء القمر في شرقنا الأوسطي ، ربما هي طوالع تنبأ بالقادم وتستدعي لشحذ الهمم ليكون الشرق موطن السحر والجمال وولادات الجديد أبداً ، ففي ذات زمان غير الشرق سحنته المبهجة ليكتسي بأثواب الدم والحزن والسواد حتى إستمرىء راهنه فاستعذب ما يتساقط من جحيمه ،فبالرغم من إمبراطورياته ودكتاتورياته الظالمة، وبالرغم من شعبه البسيط والفطري المتشبث بالفلكلور والعادات والتقاليد إلا انه كان يحب الحياة مشتركا ومنسجما مع الآخر وعلى نغم ٍ ومواويل هناك ، كان يبث شجنه وعشقه الأزلي للجمال والمكان والزمان الماضوية والحاضرة ، قد يحلم يوما ما بقيادة ثورة أو انقلاب لكنه مايلبث أن يرى دمائه الغزيرة وهتافه الضاج وهو يترجم ما آمن به، لكنه اكتشف بعد ذلك زيف ودجل شعاراته فالأمس واليوم صنوان في مسيرته الطويلة وهو امتداد يربط الوجوه المتغيرة التي ترى فيه المحكوم والشعب والضحية، الشرق الذي أشرئب إليه الحوت ليلتهم فرحه السنوي دون النصف الآخر من الكرة الأرضية ،علامة صحوة لواقعه الذي شرذمه التطرف واستبد به العنف ،أجساده مشاريع حصاد لمناجل الكره والبغضاء والحقد ،كان التواصل فيه ديمومة فصار قطيعه ، وكانت التقاليد والعادات تماسك فصارت نفوراً ، وكان الدين عاصم واعتصام فصار وبالاً ،تسير في الشرق الجميل ومنظر السكينة التي تقطع الرؤوس قريبة منك تحاصرك لا فكاك منها ، دينك معتقدك انتمائك الاجتماعي والطائفي والاثني كلها أسباب موجبة لشرعنة قتلك ، ودائما هناك من يلغ بدمك كي يعانق إله يدخله جناته على قدر سفكه بدمك ودم غيرك..
في شرقنا الجميل أنت طريدة أبدا بعد أن كنت صياداً ،شرقنا الذي يضع لك دينك الآن وطريقه حديثك وكيفية سيرك وارتدائك لملابسك وهو الذي يحدد لك الألوان ،بل لابد من أن تطلق لحيتك لتكون كثه ، وهو الذي يعلمك كيف ومتى وأين تكون وتربي طفلك وتضاجع زوجتك ،وقد يصل يوما يمنعك من ركوب سيارتك فيستبدلها بدابة ليقول لك انه من أنصار( العودة إلى الطبيعة) ، شرقنا الباذخ بجماله الذي يضج بخرابه وانفجاراته وظلمه وجوعه ، نسي ّ سحره فغادرته شمسه المشرقة لتتركه في وضح النهار مظلما ً كداخله ، ولان الكينونة والقدر التكوينية تعرف مجريات تداعي إحداثه وهبته حوتها ليلتهم قمره كلما أحس بنشوة فرح مؤجل ، القمر التهمته ألحوته وظلت ليلة ميلاد شرقنا حزينة في حين أطلق الجانب الآخر من كرتنا المستديرة أضوائه وصرخت ليلة الميلاد على ربوع اخضراره المزدان بالفرح والشموع و(بابا نوئيل ) ،ليست صدفه ان يحرمنا الرب رؤية ليلة رأس السنة وسماواتنا مبتهجة بعامها الميلادي الجديد ،بل هي دعوة للبحث عن الفرح في ذواتنا ومع الآخر فينا لتكون أيامنا أبدا حافلة بالمواليد والأفراح فهل سنتعظ لنحب بعضنا ولو بالشيء اليسير ،ليُرينا الرب رضاه ولنتذكر إن ما نحتاجه دوما قليل من الحب كي نعيش سحر شرقنا كما كان قبلة للجمال ...!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل