الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين جدارين

محمد كليبي

2010 / 1 / 4
حقوق الانسان


درج الانسان , منذ أقدم العصور , على استخدام شتى الاساليب الدفاعية , لحماية نفسه , سواء على مستوى الفرد أم على مستوى الجماعة / الشعب .
ومن تلك الأساليب التي برع الانسان فيها , انشاء الأسوار و القلاع و الحصون و الجدران , بجميع الأشكال و الأحجام و المقاسات , لتحفظه و تحميه من هجمات الأعداء الخارجيين .
فمن سور الصين العظيم , مرورا بالحصون و القلاع و الأسوار العديدة , حول العالم , وعبر التاريخ , وفي مختلف الأمم والحضارات , الى جدار برلين الشهير , الذي تم هدمه قبل عشرين عاما ( 1989 ) , بعد حوالي ثلاثة عقود من تقسيمه لمدينة برلين , ولألمانيا عموما , الى المانيا الغربية و المانيا الشرقية , عقب الحرب العالمية الثانية , وأثناء الحرب الباردة بين المعسكرين , الرأسمالي و الشيوعي . وانتهاء بالجدار الاسرائيلي مع الضفة الغربية / يهودا والسامرة , والجدار الفولاذي المصري مع قطاع غزة .
وهنا , مع الجدارين الأخيرين , سوف يكون لنا وقفة , نوضح فيها طبيعة الجدارين و الأسباب و العوامل التي أدت الى وجودهما , وردود الأفعال , المحلية والاقليمية والدولية , حيالهما :
أولا : الجدار العازل الاسرائيلي , الذي بدء في بنائه في ابريل عام 2002 , بارتفاع 8 أمتار مع عدد من الممرات . و هو أحد نتائج الانتفاضة الفلسطينية الثانية ,التي بدأت في 28 سبتمبر عام 2000 , والمعروفة بانتفاضة الأقصى , و التي ارتبطت بالعديد والعديد من العمليات الارهابية ضد الشعب الاسرائيلي , سواء من الضفة الغربية , على هيئة قذائف و صواريخ , أو داخل الدولة الاسرائيلية ذاتها , انطلاقا من الضفة الغربية , على هيئة انتحاريين و قنابل موقوته . وهي العمليات التي أدت الى قتل العديد من المدنيين الاسرائيليين الأبرياء , و الى ترويع الأطفال و النساء و الشيوخ في عموم المجتمع الاسرائيلي , اضافة الى تدمير و اتلاف العديد من المنشآت و المرافق , والاضرار بالبنية التحتية الاسرائيلية .
وهذا الوضع الأمني الخطير و المستفحل هو الذي دفع بالحكومة الاسرائيلية الى تبني قرار بناء الجدار العازل مع الضفة الغربية , حماية لأمنها و أمن مواطنيها من الارهاب الفلسطيني .
ثانيا : الجدار الفولاذي المصري مع قطاع غزة , والذي بدء في انشائه مؤخرا , ولم يكتمل بعد , والذي يبلغ 8 أمتار تحت الأرض وعدة أمتار فوق الأرض . فقد جاء نتيجة لتهديد الأمن القومي المصري - بحسب المصادر المصرية الرسمية - من قبل الحركات الأصولية الفلسطينية في القطاع , وعلى رأسها حركة حماس , التي تستخدم الأنفاق بين الجانبين لتهريب الأسلحة و المعدات القتالية , اضافة الى المخدرات و المواد الممنوعة , وبالتعاون مع البلدان المعادية مثل ايران وسوريا , والتنظيمات الارهابية مثل حزب الله الايراني / فرع لبنان , والذي لاتزال خلاياه الارهابية تحاكم في مصر حاليا بتهمة التآمر على الأمن القومي المصري , وبالتعاون مع التنظيمات الفلسطينية الغزاوية .
انني هنا أؤكد على حق البلدين , اسرائيل و مصر , في استخدام الوسائل التي تريانها مناسبة لحماية الأمن القومي للبلدين ضد التهديدات المحدقة بهما , من قبل الجماعات الارهابية الفلسطينية و العربية و الايرانية . الاّ أنني , في ذات الوقت , أستغرب و أستنكر ردود الأفعال العالية و المتشنجة حيال اسرائيل , فلسطينيا وعربيا واقليميا ودوليا , حتى وصل الأمر الى وصف الجدار بالجدار العنصري , واتهام اسرائيل بالعنصرية ,غير مدركين أو متغافلين أن الأسباب التي دفعت اسرائيل الى هذا الاجراء المكلّف ماليا هو الهجمات الفلسطينية الارهابية ضد الشعب الاسرائيلي , والتي استهدفت قتل و ترهيب المدنيين بالدرجة الاولى .
بينما لم نسمع - حتى الآن - أي ادانات ضد مصر و ضد جدارها الفولاذي , الذي يحوّط قطاع غزة من جهة الغرب بالكامل , مما يسهم في حصار الفلسطينيين الغزاويين و يمنعهم من التنفس عبر الانفاق التي كانت تؤدي دورا حيويا لهم , ماعدا تلك الادانات المتوقعة من حركة حماس و حزب الله الايراني / فرع لبنان و الارهابي اليمني عبد المجيد الزنداني .
فأين الصوت العربي ؟
أين الجامعة العربية ؟
أين الأمين العام للجامعة العربية , عمرو موسى , ذلك العروبي الكبير ؟
أين أؤلئك المتشدقون , في الطالع والنازل , بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية ؟
أم أن هذا حرام عليهم ( اليهود ) , حلال علينا ( العرب ) ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق




.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟


.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع




.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد