الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة الأمريكية العمياء

أمير جبار الساعدي

2010 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية




كيف يمكن لدولة رئيس إداراتها يحمل جائزة نوبل للسلام ويدعو الى الحوار وحل المشاكل العالقة مع الذين يختلفون معهم بالتفاوض والحلول الدبلوماسية أن يتغاضى قضاءه عن رؤية الأمور بنصابها الحقيقي عندما يتعلق الأمر بجرائم مواطنيه الذين يرتكبونها بدم بارد تحت مسمى حماية الأخرين مقابل دفع الثمن المناسب لهم ليتصدوا بصدورهم لرصاص "الأعداء" العراقيين المساكين الذين أنهكهم الوضع الأمني المتردي والحالة الأقتصادية الصعبة ليحملوا فوق هذا كله مسؤولية التواجد على أرضهم وبشكل خاطئ وفي غير الزمن المرغوب به أن يكونوا ذرائع هوليويدية لحماية الموظفيين الرسميين الأجانب والمحتلين، هل يمكن لأكبر شواهد الحضارة الأمريكية بتمثالها نصب الحرية الذي يجسد الحرية والحضارة الإنسانية وهو يمثل التحرر من قيود الإستبداد، أن يُنزل من على عرشه، فالجواب حتما سيكون كلا، فما عاشه العراق بالأمس يعاد بثوب جديد يستبد به وتنهتك حقوقه، إذا لماذا يتعالى القضاء الأمريكي وعدالته العمياء على النظر بإنسانية الى الاجساد الممزقة في شوارع وطرقات بغداد والعراق جراء ما أقترفته أيدي أبطال أفلام رامبو من الحراس المأجورين لشركة بلاك ووتر.

أصبحت المطالبة شيء ممجوج جدا ومع ذلك فنحن نشجب وندين ما توصلت اليه قمة الهرم الديمقراطي وقضائه الموشح بالنزاهة والعدالة، كنت قد شاهدت برنامج من على قناة MBC ACTION وهو يظهر أخطر المواقف لرجال الشرطة وفي أحدها رجل أسود يستفز الشرطي ويتحول المشهد الى عراك بالأيدي، من ثم تطور الموقف الى أن سحب الشرطي مسدسه وأطلق الرصاص على المخالف() فرده الرجل وكانت الغلبة للشرطي بعد طول صراع والنتيجة حكم على الرجل الأسود 15 عاما لرفضه الانصياع وضربه للشرطي، فانظروا وجه العدالة المتحققة في القضاء الأمريكي لهذا الموقف وازدواجيته عندما يتعلق الأمر بإزهاق أرواح الغير من غير وجه حق ولا مسوغ ظرفي أو مكاني يمنح هؤلاء المرتزقة العاملين في الشركات الأمنية من انتهاك أرواح العراقيين. فعلت الحكومة خيرا هذه المرة ورفعت قضية ضد شركة القتل والترويع في أمريكا والعراق، ولكن ما نطلبه منكم هو إرسال هذه الرسائل للإدارة الأمريكية وقضائها بشكل رسمي يتلائم مع حجم الأتفاقية بين الطرفين ونوع الحماية التي يقدمونها لنا من الإرهابيين في العراق والذي يحتم عليهم التعامل بالمثل مع مواطنيهم المجرمون الذين يمثلون إرهاباً من نوع أخر، عليهم أن يساو بين حقوق الأمريكيين والعراقيين لأننا بشر مثلهم ونتمتع بنفس الصفات الإنسانية ام لديهم قولا أخر.
*باحث وإعلامي : http://iraqiwill.blogspot.com










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عداله مفقوده
شمران الحيران ( 2010 / 1 / 6 - 19:01 )
اخي الفاضل الساعدي...عندما نتكلم عن العداله..يتوجب علينا ان نتعرف على ادوات هذه العداله ....ومن ادواتها..هي النظره الموضوعيه للواقع الذي يحيط بنا.........حيث نرىحكومتنا الوطنيه الديمقراطيه(الدينيه الاسلاميه)تطلق صراح ادهى واخطر المجرمين والقتله والسارقين وتسقط التهم جزافا بناءً على رؤى وصفقات سياسيه وطائفيه متجاهلة سفك الدماء العراقيه...دماء البائسين والمظلومين الذين لايملكون الا الشكوى لله......لانتفاجىء حين نسمع او نرى
لدوله مثل امريكا تقوم باسقاط تهم عن مجرمين شاركو ا العراقيين بالقتل والجريمه في دماء الابرياء..مدعوما بالتقصير الحكومي المتمثل بعدم المتابعه
القانونيه عبر القنوات الرسميه الحكوميه والاهمال اللامسؤول جعل الموقف الحكومي في موضع الضعف باعتبار الذي يخرق القانون لايمكن له المطالبه بتطبيقه

اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا