الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشاركة في الأنتخابات البرلمانية وهواجس الشيوعيين

حاكم كريم عطية

2010 / 1 / 5
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


ما زال قرار المشاركة في الأنتخابات القادمة محل جدل ونقاش كبيرين أنطلاقا من حرص الكثيرين على مسيرة التيار الديمقراطي وعلى رأسه الحزب الشيوعي العراقي وما ظهر على الصحافة الألكترونية والصحافة الحزبية من مواد ومواضيع تبحث في هذا الشأن ربما لا يعكس كثافة الهواجس و الوقت المخصص من الحريصين على أن يرتقي التيار الديمقراطي ألى مصاف المعاناة التي يرزح تحتها شعبنا العراقي وفي ظل العملية السياسية الجارية وخصوصا ما تتعرض له الطبقات الفقيرة من العمال والفلاحين وسائر الكادحين وألى نسبة الثلاثين بالمائة من العراقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر وألى سبعة ملايين ناخب قاطعت أنتخابات المجالس المحلية وهي أحصائية الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني في العراق فما هي الشروط التي يجب أن تتوفر لضمان دخولنا ومشاركتنا في الأنتخابات القادمة وتحقيق نتيجة في أيصال ممثلي التيار الديمقراطي لقبة البرلمان العراقي القادم و النقاش ما زال محتدما حول جدوى النضال البرلماني في تحقيق أهداف وبرامج أحزاب التيار الديمقراطي وهل المقاطعة للأنتخابات القادمة توصف في مصاف الموقف المعارض لتقويم العملية السياسية وأنتهاج سبل أخرى للوقوف بوجه التدهور الحاصل والمخاطر التي تواجه العراق وعمليته السياسية واحتمال رؤية الدكتاتورية ومؤسساتها جاثمة على صدور العراقيين ليعيد التأريخ نفسه في جعل الشيوعيين والديمقراطيين وقود المذابح والسجون وأعواد المشانق أسئلة وهواجس كثيرة ووجهات نظر تدور في كل فسحة نقاش منطلقة من الحرص على أداء الديمقراطيين والشيوعيين وأستحقاقهم في لعب دور مهم في قيادة العملية السياسية في العراق وضمان التخفيف من معاناة وآلام شعبنا .
في القرن الواحد والعشرين تعلمت الأحزاب العلمانية ومنها الأحزاب الشيوعية تعلمت من التجارب الماضية بأن الطريق الوحيد لبناء أحزاب قوية تقود نضال الجماهير أن تكون ديمقراطية وبمعنى أن تحترم رأي الأقلية وأن يكون رأيها مسموعا ويفسح له المجال في الصحافة الحزبية وبدون هذا الطريق لا يمكن أن تتحقق الديمقراطية لاسيما وأننا نمر في مخاض عملية سياسية تتحمل التحليل ووجهات النظر المتقاطعة أنطلاقا من الحرص على أداء الحزب وصولا ألى تنفيذ قرار الأغلبية في الحزب وفي التأريخ هناك الكثير من التجارب أثبتت صحة الأقلية فكان رأيها دائما بوصلة الأنذار داخل الأحزاب الشيوعية وفي فترات أخرى كانت القواعد الشعبية أكثر وعيا من قيادتها في تحديد وجهة الأحزاب وفي تحديد المخاطر التي تواجهها وأساليب عملها وشعاراتها وخطابها السياسي!!!! من هذا المنطلق وأنا أطرح تساؤلات سموهم ما شئتم شيوعيين قدامى !!! أصدقاء !!! قريبين!!! المهم أن يخرج الحزب معافى من كل المنعطفات السياسية التي يمر فيها العراق وأن لا تنعكس التجارب الفاشلة على أداءه وعلى مستقبل نشاطه ووحدته وأيمان قواعده بصحة قراراته وصوابها لأنقاذ العراق من محنته ولعودة الحزب لتبؤ مكانته السياسية في قيادة العملية السياسية الجارية في العراق .
بات واضحا قرار الحزب والأحزاب والشخصيات الديمقراطية المتحالفة معه في قائمة أتحاد الشعب في خوض تجربة التحدي ضد الكتل المستحوذة الكبيرة على العملية السياسة والتي تنهج نهج أحتكار السلطة وأبعاد كل المكونات التي تقف في طريق هذا النهج وهو ما معناه أصرار هذه الكتل على الأستمرار في سياسة النهج الطائفي والعرقي وعدم فسح المجال للتيار الديمقراطي بما فيه حقوق الأقليات القومية للعب دور أو حتى أيجاد موطيء قدم لها في العملية السياسية وقد بينت قائمة أتحاد الشعب في برنامجها والبيانات الصادرة عنها موجبات الدخول في عملية التحدي هذه أزاء أصرار الكتل الكبيرة على حرمان التيار الديمقراطي من لعب دوره في العملية السياسة .
فما هي هواجس الشيوعيين القدامى!!! وأنا محسوب منهم
تنطلق الهواجس من تجارب سابقة منها تجربتين أنتخابيتين لم نحقق فيها مواقع تتناسب ودور وتأريخ وتضحيات التيار الديمقراطي وخصوصا تجربة أنتخابات المجالس المحلية والتي خرجنا منها بدون حتى مقعد واحد وكان لهذه التجربة وقعها السيء على مزاج الجماهير وأعضاء الحزب ومؤازريه وأعضاء الأحزاب المنضوية تحت لواء التيار الديمقراطي وراح البعض يدعو لمؤتمر والبعض الآخر يدعو للمحاسبة والبعض دعى لدراسة التجربة وأستخلاص الدروس والعبر منها للأستفادة منها في الدورات الأنتخابية القادمة ولعل أكثر ما تسببت فيه تجربة أنتخابات المجالس المحلية هو أثارة الأسئلة الكبيرة في أعادة فحص أساليبنا ووسائلنا في التقرب من الجماهير وأعادة النظر في خطابنا السياسي وأعلامنا وضعف أدائنا في مجال النضال المطلبي وحتى أداء ممثلينا في البرلمان العراقي وتحالفاتنا ودورنا في تجميع قوى وعناصر التيار الديمقراطي لخلق جبهة نتمكن من خلالها مواجهة دكتاتورية الكتل الكبيرة والسؤال الكبير هل الشروط متوفرة للدخول في هذا التحدي وما هي مخاطر نتائجه أذا ما جاءت سلبية ولم نحصل على التنيجة المتوخات من هذه التجربة لأن التحدي يكون فيه خاسر وفيه رابح وعلمتنا التجربة أن الرابحين في العملية السياسية الجارية في العراق في كل مرة يقتربون من النهج الطائفي العرقي الدكتاتوري وسائلا وتطبيقا وهذا النهج سوف لن يتطور بقدرة قادر نحو النهج الديمقراطي لغياب الشروط الموضوعية والذاتية فما العمل أذن !!! ثمة من يتهم المعارضين للعملية السياسية رغم ما يعتريها من نواقص وثغرات تذكرنا بمواقف لنا لأنظمة سابقة مارست أضطهاد التيار الديمقراطي أقل مما يصدر من عمليتنا السياسية الجارية وأحتمال تطوراتها المستقبلية يتهمونهم بالأًصطفاف مع أعداء الشعب العراقي وعمليته السياسية!!!! فهل أشكال المعارضة يمكن وضعها كلها في سلة واحدة وأذا كان البرلمان العراقي والشارع العراقي ممثلا بمنظمات المجتمع المدني والمنظمات الديمقراطية للعمال والفلاحين والطلبة والمرأة والأدباء والمثقفين وكل النقابات في العراق لا تعبر عن مواقفها المعارضة لسياسة الدولة ممثلة بسياسة وبرامج الكتل الكبيرة والتي جرت البلاد لحافة الهاوية وما زالت تعرض البلاد وعمليته السياسية لمخاطر كبيرة وما زال كل ما يشرع وكل ما يطبق من قوانين وخطط أقتصادية ومشاريع خطط أمنية وأنمائية لا يصب في مصلحة الكادحين بل يذهب لجيوب المنتفعين وأبطال الفساد الأداري والمالي في العراق وألى تكريس حكم الكتل الكبيرة فأي أمل لنا في تحقيق أي أهداف نبتغيها من الدخول في الأنخابات القادمة !!!! الهواجس تنطلق من أننا ربما نكرس حكم هذه الكتل ونكرر الخطأ التأريخي في أضفاء توصيفات على كتل سياسية ودينية لا يمكن أن تتطور ألا ألى كتل دكتاتورية سوف يكون العدو الأول لها هم الشيوعيين والديمقراطيين وهذا هو الهاجس الأكبر أذا لم نشرع بمعارضة أيجابية وليست معارضة حزب البعث والمقاومة الشريفة !!!! مقاومة الشارع العراقي الذي يقف بوجه القوانين التي تحرم التيار الديمقراطي والحزب من أحتلال مكانته المرموقة في العملية السياسية و منها قانون الأنتخاب الجائر والمعمول به والذي نتحدى به كتل وقوى وضعت شروط اللعبة التي ستكون فيها نسبة نجاحنا لا تختلف عن سابقاتها من التجارب أن التقرب من الجماهير هو سلاح الشيوعيين وتصدر مطاليبهم والساحة التي تخيف هذه الكتل هو الشارع العراقي والذي أعتقد أنه يجب أن يكون مبتغى وهدف الشيوعيين والذي كان ولا يزال سلاحهم المجرب في النضال ضد أعتى الدكتاتوريات أن أحصائية سبعة ملايين مقاطع لأنتخابات المجالس البلدية هو رقم يحسب له ألف حساب ويكون ساحة لأسقاط حكومات وأنظمة وهو ساحة لأثبات مشاريع التحدي ضد الكتل الكبيرة اذا ما تمكنا من أقناع هذه الشريحة من أن الوطن في خطر وأن قانون الأنتخاب هو قانون لا ديمقراطي ويعبر عن سياسة الهيمنة والأستحواذ وصولا ألى تحدي الحكومة والكتل الكبيرة لأجبارها على ألغاء هذا القانون أو تعديله لا للمشاركة في العملية الأنتخابية والأقرار ضمنيا بشرعية هذا القانون !!!! وصولا ألى تعديل مسيرة العملية السياسية برمتها
أن هواجس الشيوعيين القدامى والأصدقاء !!!! كبيرة وتنطلق من الحرص على الشعب العراقي وعلى مسيرة التيار الديمقراطي والحزب الشيوعي العراقي وحرمانه من أحتلال مكانه الطبيعي في النضال لتحقيق برامجه وسياسته وما يجري في العراق لا يشجع على أن نكون جزء من عملية سياسية وحكومية نتحمل وزر قرارات سياسة التحاصص والديمقراطية التوافقية والهواجس هي نفس الهواجس تتطلع لوحدة الحزب وقوته ومكانته وتتخوف من تجارب سلبية معروف نتائجها مسبقا هواجس تريد للحزب وللتيار الديمقراطي أن يعدل مسيرة العملية السياسية من خلال السلاح الفعال الجماهير ومطالبها الشعبية ومن خلال بناء حزب فولاذي يتحمل وزر سياسته وقراراته وبرامجه في سبيل خلاص الشعب العراقي هواجس تريد للحزب أن يعيد التفكير في تجاربه وسياسته وبرامجه وخطابه السياسي في كل المنعطفات وفي كل القرارات فالتأريخ سجل ناصع للحزب وتعرضه للمحن والويلات وأعادة بنائه ليتحدى الأنظمة الدكتاتورية وأن التخطيط لوضع الأوليات لما نملك من أمكانات له أهميته واوليات مهماتنا تكتسب أهمية كبيرة لأحتلال الحزب والتيار الديمقراطي مكانته الطبيعية في العملية السياسية ....... الهاجس الأخير هو هل نصوت أو لا نصوت أعتقد أنني أمتلك من الهواجس الكثير وكان لزاما علي أن أكون مسموعا هذه المرة للتأريخ على الأقل ومع معرفتي الحزينة بأن صوتي سيذهب ليحتل جلال الدين الصغير!!!!!!!!! مكانه تحت قبة البرلمان !!!!!!!!!!!!!!! لكن عذري أن الحزب سيعود لأمساك الشارع العراقي سلاحه المجرب في كل العصور.

حاكم كريم عطية
لندن في 5/1/2010










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل صائب
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 1 / 6 - 07:10 )
الأستاذ حاكم كريم عطية
تساؤلات مشروعة وهواجس واقعية على الجميع دراستها والانتباه لها والاستفادة من تجاربنا التاريخية في تحالفاتنا أو تزكيتنا للقوى البرجوازية أو الرجعية وأن الآراء الواردة ليست عدمية كما يقول الأخ رضا الظاهر أو عدمية كما حاول تسويقها للقراء وأن مقاطعة الانتخابات وتحريك الشارع العراقي لمناهضة القانون هو أولى من التعويل عليها وإعطاء القانون شرعية زائفة


2 - هواجس مشروعة، ولكن...؟
سمير طبلة ( 2010 / 1 / 6 - 17:44 )
لا خلاف على الهواجس المشروعة، فهي واقعية، ولها اكثر من دليل قاطع. ولكن غاية المتحاصصين/ المتغانمين هي عزل الآخرين، خصوصاً التيار الديمقراطي، تحقيقاً لمصالحهم الأنانية الضيقة، كما أكدت تجربة السنوات الكارثية السابقة. فمقاطعة الانتخابات من أشد الحريصين على البلد وأهله تعني، عملياً، تسليمه لقمة سائغة للمتغانمين، وبالتالي دوام كارثته الحالية. ساعتها سيدان موقف المقاطعين تاريخياً.
في حين تتيح المشاركة فرصة ذهبية للحريصين، إن اجادوا استخدامها، لفضح قاتلي الشعب وسارقي قوته وممن أوصله الى هذا الدرك، وليبشروا بالبرنامج الوطني الديمقراطي للخلاص، بغض النظر عن النتائج. فالمهم قول كلمة الحق، والسعي لتحقيقه.
مع كامل الاحترام لجميع الآراء المتحاورة بمسؤولية واخلاص وحرص لا شائبة عليه.

اخر الافلام

.. الشيف عمر يبدع في تحضير جاج بالفريكة ????


.. ما تأثير وفاة رئيسي على السياسة الخارجية الإيرانية؟ • فرانس




.. كيف سقطت مروحية الرئيس الإيراني رئيسي؟ وما سبب تحطمها؟


.. كيف حولت أميركا طائرات إيران إلى -نعوش طائرة-؟




.. بعد مقتل رئيسي.. كيف أثرت العقوبات الأميركية على قطاع الطيرا