الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحدث والتحليل ج1

حيدر علي

2004 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تتسارع الإحداث وتأتي بإيقاعات مختلفة .. في بعض الأحيان يقع الحدث وقوع الصاعقة فيسبق التحليل بل يكاد التحليل آن يكون عاجز عن مجارات الحدث ,, فالحدث يظهر كأنه حالة ميتافيزيقية تتحرك وفق أرادة غير مرئية أو قوى تحرك الأشخاص من وراء دهاليز معتمة وخلف ستائر داكنة معتمة بالسواد . حتى إذا انقضى الحدث يتحول بعد دهور إلى نوع من الأساطير ويجعل بعض الباحثين يتساءلون افعلا وقعت الحادثة الفلانية، وفعلا جرت الواقعة العلانية ويبداء التحليل السير نحو مجاهيل الوقائع ، فتتحول الحادثة المركزية إلى هامش، وتتحول الجزئيات المرتبطة بالحادث إلى مراكز بحثية ، فعندها تتشظى الحادثة وتصبح عبارة عن شبح حادث وقع في زمن ما وتتوالد نتائجه اتجاهات تؤثر في حركة المجتمع . هذا إذا كانت حادثة واحدة أما إذا كانت إحداث فإنها ستكون بالتأكيد ذات أبعاد اكبر وتراكم نتائجها ابعد وقع وأكثر تأثير، حيث تتوالد النتائج وتنجب أحداث أخر قد تكون لها تأثيرات حاسمة في اتجاهات المجتمع.
فما من حادثة في المجتمع إلا ولها امتدادات وان اختفت اليوم فأنها عاجلا أو آجلا تظهر من جديد، وبعضها يظهر بصورة أو أخرى في سير تطور المجتمع يؤطر هذا التطور ويكسبه بعد اقرب ما يكون إلى الجمود منه إلى الحركة مما يجعل البعض يتساءل هل حدث تطور؟؟ أم هل حدثت إضافة!!! ؟؟,, فالمجتمع يظهر بأشكال تختلف عن حقيقة جوهره وقد لا تعبر عنه بأي حال من الأحوال أو تكون نشاز عن مضمونه الحقيقي .
فرواسب ما سبق وعوالقه تحرف مسار التطور بمقدار أو بآخر، وتشوه خط تطور المجتمع نفسه وان كان تطوره لا يتحدد بالرواسب بالضرورة، فتطور المجتمع يكنس في طريقه هذه الرواسب لكن تأثيرها يبقى إلى زمن قد يطول وفق لعوامل أخر ، فالمجتمع ليس بمنعزل عن بقية المجتمعات الأخرى ونعني هنا العامل الخارجي الذي يؤثر بدوره على الحركة وهو عامل مهم أيضا، فالغزو والاحتلال والمصالح كلها تؤثر بحركة المجتمع سواء صعودا أم هبوط ..تقدم اوتخلف وان كان على الأغلب له تأثير سلبي أكثر منه ايجابي .. فالغزو يؤدي في اغلب الأحيان إلى التمسك بقيم وثقافة المجتمع المهزوم أكثر مما يؤدي إلى تحطيمها خصوصا إذا رافق الغزو تهديد لقيم المجتمع المهزوم فرد الفعل سيكون التمسك بها أكثر وإبرازها بل والتعنصر لها، من هنا فان الغزو يترافق بتصعيد الطابع العنصري لدى الطرفين الغازي والمغزو ويظهر الصراع بينهما كأنه صراع ثقافي أي إن طابع الغزو وأسبابه الحقيقية تبداء بالتواري خلف القيم الثقافية التي يحملها الغازي وصراعها مع القيم الثقافية التي يتبناها المغزو وتتوارى الأسباب الاقتصادية والسياسية خلفها ،، ...فإظهار الصراع وكأنه صراع ثقافي أي بين ثقافتين متنافستين أكثر منه صراع مصالح بين قوتين اقتصاديتين سياسيتين يراد به ذر الرماد في العيون وحرف النظر عن أسس الصراع الحقيقية وأسباب الغزو من ناحية وإيجاد نتائج يتم من خلالها حرف حركة المجتمع عن اتجاهها وإكساب الحركة طابع غير طابعها الحقيقي الذي على أساسه قام الصراع بين القوتين من جهة وإكساب الغازي تبرير أخلاقي لفعل الغزو يستطيع من خلاله أقناع المغزو بضرورة الغزو أو الاحتلال من جهة أخرى،،،
فعملية الغزو وما يرافقها من تهديد ثقافي ليست ظاهرة جديدة بل هي قديمة بقدم المجتمع الإنساني نفسه،، ففي الماضي كان الصراع والغزو بين البشر هو انعكاس للصراع بين الآلهة، ونستطيع أن نجد ذلك في القصيدة السومرية مرثية إلى نفر حيث يلوم الشاعر إلهه انليل كونه خضع للغزاة وانهزم أمامهم لذا إن تدمير نفر هو نتيجة لذلك ,
ونستطع آن نراه في عملية السبي البابلي لليهود وكيف تم اخذ تابوت العهد إلى بابل كناية عن خضوع اليهود إلى البابليين وكيف يلوم اليهود إلههم لخضوعه إلى آلهة وثنية،، وأصنام البابليين ولولا ذلك لم يهزموا...
ومعلوم أن الدين يمثل ثقافة تلك المجتمعات ورموزها الدينية هي رموز ثقافية وكأن الغزو البابلي أو خراب نفر كان نتيجة لصراع ثقافي وليس نتيجة لصراع اقتصادي
والشيء عينه نراه اليوم ،،،،،
فالغزو الأمريكي للعراق ولأفغانستان يراد منه الظهور بمظهر ثقافي كونهم أي الأمريكان يريدون نشر الديمقراطية في العراق،، وكذلك إيجاد مشروع الشرق الأوسط الكبير،،، وليس حقيقة أهدافهم بالسيطرة على العالم سياسيا واقتصاديا ،،وفرض الأمر الواقع الذي يتمثل بكونهم القوى العظمى الوحيدة في العالم، و إخفاء حقيقة اقتصادهم الذي يعاني من أزمات متلاحقة لا يخرج منها إلا بسياسة تعتمد على زيادة الإنفاق العسكرية وتأجيج الصراعات والحروب ..فمنذ عام تسعين والى الآن لم يمر عام دون حروب وكوارث وأعمال ابادة جماعية تمارسها أمريكا أو إسرائيل وبقية القوى العظمى على حساب شعوب العالم المبتلات أصلا بنظم ديكتاتورية هشة أقامتها نفس هذه القوى ،،فالتبرير بإقامة نظم ديمقراطية منفتحة هو في حقيقة الأمر تبرير أخلاقي لسياسة الحرب والإرهاب التي تنتهجها هذه القوى ..
فأمريكا تمر الآن بذروة امتدادها العسكري والاستعماري في العالم وهي قوة في طور السيادة أكثر منها في طور الأفول ولا يعني هذا أبدية أمريكا .. فأمريكا في طريقها إلى الزوال ولو بعد حين قد يطول أو يقصر،،، فسياسة الإنفاق العسكرية وعسكرة العالم ونشر الجيوش والحروب سترتد على أمريكا نفسها في نهاية المطاف .وتنهك الاقتصاد الأمريكي أكثر وأكثر وانكشاف زيف الادعاء بالديمقراطية وحقوق الإنسان وفشلها بتسويق مشروعها كل ذلك سينعكس بالسلب على قدرة أمريكا على شن حروب أخر في العالم ..وفي هذه النقطة بالذات تبرز حاجة أمريكا إلى الإرهاب المضاد إي الذي يمارسه التيار الإسلامي المتطرف .. فوجوده ضرورة ملحة لاستمرارية السياسة الأمريكية نحو العالم فأحداث مثل قتل بيرج وقتل المترجم الكوري في العراق لها طعم الشهد في فم القائمين على السياسة الأمريكية كونها تدعم التبرير الأمريكي لشن الحروب .
وانأ لا أقول أن من يقومون بها عملاء لأمريكا لأني لا امتلك الأدلة ولكني أتسائل عن سر القدرة الهائلة التي يمتلكها شخص مثل أبو مصعب ألزرقاوي الذي يظهر كأنه إخطبوط يمد يديه في كل إرجاء العالم فيفجر في أسبانيا والعراق ويرسل متفجرات إلى الأردن عبر حدود ثلاث دول في الوقت الذي تطارده فيه كل أجهزة المخابرات التي تتواجد على ارض العراق فكيف نستطيع تفسير هذه الظاهرة !!!!؟وكيف نستطيع أن نفسر وجود هذه الشبكة الر هيبة من الإرهابيين الذين يجيدون قتل الإنسان؟؟؟؟؟ ولا شيء سواه في الوقت الذي استطاعة فيه أمريكا أن تزيل نظام صدام وطالبان وشاوشيسكو مع كل ما امتلكوه من قدرة؟؟؟؟؟
وللحيث بقية ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: مقتل 7 فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية في


.. زيلينسكي يطمئن الأوكرانيين ويعيد التأكيد على الحاجة الماسة ل




.. الأطفال في لبنان يدفعون غاليا ثمن التصعيد في الجنوب بين -حزب


.. ردود فعل غاضبة في إسرائيل على طلب إصدار مذكرات توقيف بحق نتن




.. جيل شباب أكثر تشدداً قد يكون لهم دور في المرحلة المقبلة في إ