الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماراثون اللحاق بالشارع الايراني

جهاد الرنتيسي

2010 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


بنقاطها الخمس ، والتداعيات التي اعقبت طرحها ، تكاد مبادرة المرشح الخاسر للانتخابات الرئاسية الايرانية مير حسين موسوي ان تضاف الى سلسلة مفاتيح فهم الازمة المتداولة على اوسع نطاق ، وارفع المستويات ، في العواصم العربية والغربية المعنية بقراءة المشهد الايراني المقبل .

والحديث عن مفاتيح فهم لقضايا معقدة ، كصراع اجنحة الحكم الايرانية ، الذي يعكس ازمات داخلية ، واخرى مع المجتمع الدولي ، لا يبتعد كثيرا عن احتمالات ولوج طرق ضبابية ، لا تنتهي برؤى واضحة .

فالفرضيات والاستنتاجات لا تقود بالضرورة الى قراءات صحيحة اذا لم توضع في سياقاتها الحقيقية .

وقد تفسر مخاوف بناء القصور في الهواء الحذر الظاهر في التعاطي التحليلي مع مبادرة موسوي .

فقد جاءت المبادرة كمحاولة للقاء ، مع الجناح الآخر الاكثر تشددا ـ المتمثل بالمرشد علي خامنئي والرئيس محمود احمدي نجاد ، والحرس الثوري ـ في منتصف الطريق المتفرع الى عدة اتجاهات .

ولقاء منتصف الطريق سمة التحركات الاصلاحية ، الطامحة للحصول على مكسب هنا ، وآخر هناك ، دون الخروج عن الاطار العام ، وان تجاوز المصلحون في تحركهم الاساليب المتبعة في النضال المطلبي .

ففي نقاط المبادرة المطروحة تراجع واضح عن شعار اعادة الانتخابات الرئاسية الذي التفت حوله جموع الباحثين عن التغيير .

وفي المقابل لا يخلو الامر من مطالبات ، يجد الجناح المتشدد صعوبة في الاستجابة اليها ، مثل اعادة النظر في قوانين وآليات الانتخاب ، لانها تعني من بين ما تعنيه ، حل مجلس صيانة الدستور ، واتاحة فرص وصول نواب لا يؤمنون بفكرة ولاية الفقيه التي يقوم عليها النظام .

الجانب المتعلق بتوقيت طرح " النقاط الخمس " يبدو المؤشر الاكثر حيوية من بين المؤشرات التي تضمنتها مبادرة موسوي .

فاللافت للنظر لدى قراءة الخط البياني للتحركات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية قبل اشهر ان هتافات المتظاهرين وشعاراتهم لم تتجاوز في بداياتها الاحتجاج على اعمال التزوير والمطالبة بالاعادة .

الا ان الامور لم تقف عند هذا الحد في الاشهر التالية ، حيث تطورت الهتافات في يوم الطالب ، واخذت منحى اكثر حدة في يومي تاسوعاء وعاشوراء .

ووصلت الى حد احراق صور مؤسس الجمهورية الاسلامية اية الله الخميني في المظاهرات ، والتنديد بولاية الفقيه ، والمطالبة بتغيير النظام .

ترافق طرح المبادرة مع وصول تحركات الشارع الى هذه الحدود اظهر موسوي وكأنه في ازمة .

فهو غير قادر بشعاراته ومطالبه الاصلاحية على توفير الخطاب الملائم لمواكبة سرعة تطور الاحداث الجارية في البلاد .

وتهاونه في حمل مطالب جمهور المحتجين يعني بشكل او بآخر خروجه من دائرة التأثير في الاحداث .

في المقابل لم يعدم الجناح المتشدد التكتيك في التعامل مع التظاهرات التي يشهدها الشارع الايراني منذ اشهر .

فقد حرص على ترشيد العنف في قمع المتظاهرين ، رغم القلق الذي يظهره تعاطيه مع تحركات الشارع ، والظاهر ان المقصود من عملية الترشيد المتبعة الحد من اتساع رقعة المطالبات بتغيير النظام .

وبشكل او بآخر ينسحب الترشيد على كيفية تعامل الجناح المتشدد مع قادة الاصلاحيين ، حيث اكتفى بالتهديد والتضييق الاعلامي .

بمحاولته اللحاق بالشارع ، والحيلولة دون انزلاقه نحو نقطة اللاعودة لا يختلف مأزق المتشددين كثيرا عن مازق الاصلاحيين .

ويزيد من تفاقم المأزقين الفوارق بين موقفيهما ، وتزايد احتمالات اتساع هذه الفوارق ، وسرعة التفاعلات الداخلية ، فالمعروف عن الشارع الايراني قدراته الخلاقة على صناعة المفاجآت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عندي احساس مختلف
انتماء المقدسي ( 2010 / 1 / 7 - 00:44 )
انا عندي احساس ولازال موجود ان الطرفين المتنازعين فى ايران سواء اصلاحين او متشددين فى بينهم تنسيق لتضيع الوقت بخصوص البرنامج النووي يعني شى مدروس فى مؤسسات صنع القرار فى الدولة لكي يلفتوا انباه الدول الغربية على موضوع اخر هو الاحتجاجات ويتخلق الدول الاوروبية المثل الي بقول لوصبر القاتل على المقتول مات لحالو يعني خلينا انشوف من بعيد ايش بصير ماراح يصرشى على الوضع القائم ونشاءالله لا وكمان النظام الايراني شاطر جدا فى المراوغة وتضيع الوقت وهذا الشي الي وجد الشك عندي ممكن اكون طابوي وممكن اكون واقعي................وشكرا

اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار