الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برج خليفة وحلم بغداد

مثنى حميد مجيد

2010 / 1 / 6
العولمة وتطورات العالم المعاصر



أنا رجل هرم دخلت عامي السابع والخمسين ومع ذلك فأنا كثير الأحلام وأحلام اليقظة بالذات هي أكثر ما يراودني فأستغرق بها سائحآ تارة في المفازات والطرق القصية للمجرات والأكوان حتى تراني لا أتورع من الدخول في الثقوب السوداء لأبلغ أقصى درجة من النأي والبعد في مجاهيل الوجود.وبطبع مثل هذه الأحلام الوجدية لا تتحقق أو يحتمل أنها تتحقق إلا بعد موتي بعد هذه الحياة التعسة.أما في هذه الحياة وحيث أعيش في ستوكهولم المتجمدة فالعديد من أحلامي تتركز في بغداد الحبيبة.وأنا أجلس في الترام مثلآ أتخيل واحدآ مثله يشق طرق بغداد ويربط مناطقها فبدلآ من الرقع الإلكترونية الضوئية التي تظهر فيها أسماء المحطات والمناطق الستوكهولمية والتي يتوقف فيها الترام الأنيق والفاخر أتخيل أخرى مثلها في ترام بغداد تكتب بها أسماء مناطق بغداد بالعربية والإنكليزية مثل ـ القطار بإتجاه الباب الشرقي ، البياع، الدورة ، الكرادة وهكذا ثم أسرح بأحلامي إلى الطريقة الصحيحة لكتابة الأسماء بالإنكليزية فهل سنكتب البياعAl-Bayyaa والدورةAl-Dowra أم نحذف أل التعريف تسهيلآ للسياح والزائرين للمدينة الشامخة بناطحات سحابها ومتنزهاتها العامرة ومرافقها الزاهية...سنناقش هذا الأمر لاحقآ حين تتحقق هذه الأحلام!
وهناك حلم مؤلم غالبآ ما يراودني وأنا أقف صاعدآ أو نازلآ في السلالم المتحركة والمنشرة في كل مرفق وسوق وبناء وشارع في ستوكهولم.ففي صبيحة من عام 1987 نزلنا أنا والمرحومة والدتي من الباص على الطريق العام المقابل للبياع والذي يتكون من طريقين مسورين.كان من الصعب على والدتي المريضة بالقلب عبور الشارعين بإتجاه البياع فنظرت والدتي إلى سلم ـ متحرك ـ لجسر يؤدي إلى الجانب الاخر وقالت ـ يمه ذاك درج بلكي يتحرك ويصعدنا لفوق! وحين وصلنا السلم المتحرك وجدناه عاطلآ وخربآ ومحشى بالرمل والطين والأتربة.لم يكن أمامنا من خيار إلا صعود هذا السلم العاطل فطلبت من والدتي الصعود وأنا من خلفها أرقبها وأعينها كان إرتقائها لهذا السلم الأبكم صعبآ جدآ وببطء وبعون وتشجيع مني وإسناد إستطاعت والدتي بلوغ أعلى السلم وهي تلهث تعبة.
وقبل يومين حلمت وأنا مستلق في شبه إغفاءة.حلمت بملوية سامراء يقوم بإستلهام شكلها الجميل أحد مهندسينا المعمارين الأفذاذ خالد السلطاني ، زهى حديد ، أسماء لامعة عديدة...تخيلت بناء شامخآ في بغداد بعمارات متلاصقة لكنها متفاوتة في إرتفاعها بحيث تكون في مظهرها الخارجي شكلآ حديثآ مشابهآ أو مستوحى من ملوية سامراء.حين أنهيت قيلولتي جلست أمام التلفزيون وإذا بحلمي الذي حلمته توآ يتجسد أمامي حقيقة واقعة في برج خليفة الذي إفتتحه الشيخ محمد حاكم دبي.
في بداية السبعينات وحين كنا طلابآ في جامعة بغداد كنا نسأل بعض طلبة إمارات الخليج الوافدين للدراسة معنا عن المهن التي سوف يمارسونها عند عودتهم لأوطانهم أجاب أحدهم بكل بساطة أنه سيعمل حاكمآ.ضحكنا وسخرنا من هذه البساطة والعفوية والصدق وهى الصفات التي بها بنى الخليجيون إماراتهم.يحق لهم اليوم أن يسخروا منا جميعآ وهم لن يفعلوا ذلك لطيبتهم وأخلاقهم العربية الكريمة .ولكن يحق لهم بالتأكيد أن يضحكوا وبملء أشداقهم من لصوص بغداد المتصارعين على مليارات النفط والذين يستعدون ويتأهلون في الوقت الحاضر إلى جولة جديدة من خداع الشعب والإحتيال على ضميره الديني وكرامته الإنسانية لتضليله في إنتخابات زائفة معروفة نتئجها سلفآ، إنتخابات خائبة لن تزيد طين الطائفية إلا بلآ والفساد فسادآ والإرهاب إرهابآ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احلام عراقية شابة
سعاد خيري ( 2010 / 1 / 7 - 10:47 )
تحتاج الى ثقة بالنفس وبالشعب العراقي والبشرية لتطلق طاقاك الشابة في المساهمة في تحقيق الاحلام بغض النظر عن العمر فقد يهرم الانسان الفاقد للثقة وهو بعمر الشباب ويبقى شابا مهما بلغ من العمر

اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا