الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طقوس الكتابة 1

محمود المصلح

2010 / 1 / 8
الادب والفن


طقوس الكتابة
1

تلك الحالة التي تشبه الغيبوبة الواعية المحكمة ، حالة الحلم اليقظ الواع ، المدرك ، حالة التلبس ، واقتراف فعلة الكتابة الابداعية ، تحت تأثيرات عصية على الفهم ، عصية على الادراك ، طقوس الكتابة .

كم كتبوا عن طقوس الكتابة ، وكم قرأت وسمعت ، فمن انديرا غاندي التي كانت تفضل القراءة في الحمام ، الى نزار قباني الذي كان يفضل الكتابة بعد أن يستحم ويلمس جانبا من الطيب ، ويكتب في جو موسيقي وعلى ورق اصفر بحبر أحمر سائل ، الى مبدعنا العربي الكبير نجيب محفوظ الذي كان المقهى اثيره المفضل بزحمة القااهرة وفوضى المقهى .
حيث كانت الاصوات تشكل موسيقى خلفية تحضر الملائكة والشياطين ليخرج من زحام عقله تلك الابداعات الفذة .

اليوم ومع حركة التطور التي صاحبت الكتابة والتأليف والإبداع عموما ، ومع تطور وسائل التعبير ، وفضاءات النشر الورقي والالكتروني ، وتعدد وسائل الكتابة ، هل طرا تغير على طقوس الكتابة ، واثيرها وجوها واسلوبها ، هل لا زالت حالة الحلم تطارد المبدع في نومه ويقظته ، هل لا زالت الشياطين تلاحقه ، تتلبسه توحي اليه بما يكون عصي على الأخرين فعله ، فينحو المبدع منحى مغايرا مختلفا ، فيوصم بالغرابة والابداع والفرادة والتميز .

فبعد ان كنا نشاهد الكاتب يطرز جيب سترته بدزينة من الأقلام الملونة وغير الملونة ذوات الحبر السائل والجاف ربما يحرص على الأحتفاظ بدواة الحبر في جيبه او في مكتبه او في حقيبته التي يحملها .. نجد اليوم الكاتب وقد حمل منهم الكمبيوتر الدفتري ( او كما يسمى عندنا في الاردن ( LAP TOP ) أو الكمبيوتر المحمول ألخ ...

لم تعد فكرة الكتابة يحضر لها على ورق خاص او عام ، او تختار مجلسا دون غيره ، فقط ما عليك الأ أن تستحضر شيطان شعرك أو ملائكته وتسنزل الالهام ،وتجلس خلف شاشة الكميوتر وتعمل أصابعك على لوحة المفاتيح ، وكأنك تعزف على البيانو ..

تكتب ما تشاء ، وتمسح ما تشاء وتحتفظ بما تشاء ، وتتوقف متى تشاء ولك ان تكمل ما بدات وقتما تشاء فقط بضغطة مفتاح على ( الكي بورد ) ، ليس هذا فحسب بل ستجد ان هذا الكمبيوتر صديق صودق يساعدك حلما تحتاج المساعدة ، واحيانا يعرض خدماته عليك دون أن تطلبها ، فتراه يضع لك الخطوط الحمراء تحت كلماتك التي أخطات فيها املائيا ، وخطا اخضرا تحت الكلمات التي اخطأت فيها نحويا ، وبكبسة على زر تراه يقدم لك مجموعة من الخيارات التي تتيح لك الاختيار من ضمنها ، فتصحح ما كتبت دون الحاجة إلى تدوين اسم احدهم على كتابتك كمصحح لغوي .
وكل ذلك مجانا بل في جو من الخدمة الراقية فربما يتح لك هذا الصديق أن تكتب وأنت تستمتع بسماع الموسيقى العالمية أو المحلية أو ربما تسمع اغنية محلية شعبية أو طربية تشحذ من همتك اثناء الكتابة اذا كنت من هواة الموسيقى ، بل ربما يتيح لك فرصة الاستراحة قليلا اثناء الكتابة فتذهب الى قائمة من الالعاب الشيقة الممتعة ، فتلعب معه دون ان يخبر احدا عن هفواتك وخساراتك وسذاجتك امام براعته وسرعته .
فيغدو هذا الجهاز صديقا حميما تجده حالما تطلبه ، لايمل ولا يكل ولا يقطب جبينه في وجهك اذا طلت الجلوس اليه ، ويتحمل غضبك ولا يتاثر اذا ما غضبت وضربت لوحة المفاتح أو عصى التحكم لامر ما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو


.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس




.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي