الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظم المعلومات الستراتيجية في دعم صنع القرار

اكرم سالم
(Akram Salim Hasan Al-janabi)

2010 / 1 / 6
الادارة و الاقتصاد


من ابرز المؤشرات السلبية التي تسجل على الادارة العراقية المعاصرة افتقارها الصارخ الى نظم المعلومات الاستراتيجية وما يجر ذلك من خلل تنظيمي ينسحب على عملية صنع القرار وكيفيتها ضمن المستويات التنفيذية والوسطى والمتقدمة في المؤسسات ذات الشأن الاستراتيجي .
واستنادا الى O`Brien فإن نظام المعلومات الاستراتيجي هو الذي يرفد المنظمة بالمنتجات والخدمات والقدرات التي تعطيها الميزة الاستراتيجية .. ويشجع على ابتكار الاعمال ويحسن من عملياتها ويساهم في بناء الموارد المعلوماتية الاستراتيجية للمنشأة او المنظمة . واستنادا الى Fidler & Regerson هو النظام الذي يدعم عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية كما يدعم المنافسة الخاصة بالمنظمة او يدعمهما معا . ولذلك ينبغي التأكيد على اهمية دعم الاعمال والانشطة من خلال تكنولوجيا المعلومات ، فضلا عن ضرورة اسهام تكنولوجيا المعلومات التي تشمل البنى التقنية المتقدمة من اجهزة حاسوبية معلوماتية ووسائل اتصال متقدمة تعتمد التشبيك الواسع النطاق بإستخدام شبكة الإنترنيت العالمية في التخطيط الاستراتيجي وفي تنفيذ الاستراتيجية .
والواقع ان نظم المعلومات الاستراتيجية او التنفيذية تتصل الى حد كبير بمنظومة دعم القرار DSS وتحسينه وترشيد صناعته .. كما تتصل بقواعد البيانات والمعلومات ومدى تنظيمها والاهتمام الجاد بها على مختلف المستويات لتكون القاعدة التي ترفد قنوات المعلومات والمعرفة من وإلى المنظمة او المؤسسة المعنية وإكتسابها وتنقيتها وتصنيفها وإعدادها بما يتوافق مع أغراض المؤسسة وأهدافها القريبة والبعيدة ،وما يترتب على ذلك من مدى سلامة ونضج آلية صنع القرار .
كما يتصل الأمر بإمكانية النجاح في انشاء وإدامة مؤسسات او مراكز دراسات استراتيجية كفوءة وفاعلة على وفق المعايير الاكاديمية المعروفة وليس بشكل اعتباطي او دعائي من خلال التفاعل والاعتماد الواسع لهذه المراكز على نظم المعلومات ولاسيما الاستراتيجية . اذ من المعروف ان عدة محاولات قد جرت لتأسيس مثل هذه المراكز الخطيرة في الإدارة العراقية منذ ثمانينات القرن الماضي الا انها سرعان ما كانت تنفرط وتتفكك لأسباب عديدة لامجال للخوض فيها هنا ، غير ان ابرز تلك الأسباب كانت تكمن في غلبة العوامل السياسية والجهوية والتفردية على العوامل المهنية الموضوعية والتقنية ، الأمر الذي يتنافى كليا مع مبررات وقواعد ومعايير وأسس مثل هذه المراكز التي تقترن قطعا بالاهداف السامية والمسؤوليات والمهام الوطنية الكبرى والتي يمكن ان تستثمر مخرجاتها ذات الاهمية القصوى في الاغراض والمجالات المختلفة ، ويمكن المقارنة و الاستعانة بالتجارب العالمية في ذلك .
ويمكن القول عن نظام المعلومات التنفيذية - الاستراتيجية بأنه نظام المعرفة في المؤسسة او المنشأة المصمم على المستوى الاستراتيجي والموجه لصنع القرارات غير النمطية او غير المهيكلة وذلك من خلال بنى تحتية متقدمة للاتصالات والمعلومات ، وبالتالي فإن هذا النظام المعلوماتي المعرفي الخاص بالقادة والمديرين التنفيذيين يشتمل على مجموعة ادوات وأساليب متطورة منها العروض البيانية وآليات التحليل والإبحار المعرفي Navigation والملخصات والمواجيز المكثفة التي تضم كميات كبيرة من البيانات الدقيقة والمحدثة يقوم بها خبراء متخصصون بكفاءة مشهودة .
ولذلك فهي تركز على أبعاد اساسية منها :
التركيز على الأبعاد الاستراتيجية
التركيز على ما يتعلق بالادارات العليا او الجهات القيادية في أعلى المستويات التنظيمية .
التأكيد على عوامل النجاح الحرجة CSFs التي تؤثر بشكل حاسم على تنفيذ الخطة الاستراتيجية .
تقديم المعلومات والمعارف غير المهيكلة ( غير النمطية ) بشكل مكثف ، والتحليلات الاستشارية المتعلقة بعملية صنع القرار ومواجهة الأزمات والمعضلات المستجدة وحل المشكلات المعقدة .

ان انظمة المعلومات التنفيذية - الاستراتيجية تعتمد بشكل اساس على استخدام تقنيات المعلومات IT والاتصال المتقدمة كالحواسيب وشبكات الانترنيت وأجهزة التشارك الجماعي التي تتيح التفاعل بين المديرين او القادة بمستوياتهم المختلفة وتبادل المعرفة والتقارير المعلوماتية ذات الاهمية القصوى وتحديثها Updating وإنشاء المبادرات وإثراء الاتصالات وتوليد الأفكار وعصفها وعملية تجددها وإبداعها على وفق حاجات صانع القرار . لذلك فإن نظام المعلومات التنفيذية - الاستراتيجية يتميز بكونه خطوة نوعية متقدمة على نظام المعلومات الادارية MIS الذي يتكون من نسق منظم من الافراد والاجهزة وتقنيات المعلومات وشبكات الاتصال التي تعمل لتقديم المعلومات والتقارير الضرورية ولاسيما الروتينية والدورية عن الوظائف والانشطة الداخلية لمؤسسة أو منظمة ما بهدف رفع الكفاءة وانضاج عملية اتخاذ القرار في المستويات التنظيمية المختلفة داخل المؤسسة او المنظمة عموما .
كذلك فان انظمة دعم القرار DSS تهدف الى مساعدة المديرين في دعم احكامهم الذاتية وتقديراتهم وخبراتهم الشخصية بدلا من الحلول محلها ، ولذلك فهي ترفع من مستوى فاعلية صنع القرار ولاتكتفي برفع درجة الكفاءة بالوسائل الفنية وتقنية المعلومات IT . ومن المهم التأكيد ان تقنية المعلومات ليست بديلا عن ادارة المعرفة هذا المدخل الأكثر حداثة ورقيا في تنظيم المعرفة وتطبيقاتها في المجالات الاقتصادية والادارية بعد التحول المتعاظم نحو الاقتصاد المعرفي بل ان ادارة المعرفة K.M. ترتكز على دعائم عدة من اهمها تقنيات المعلومات IT لتحقيق اهدافها ، فضلا عن الموارد البشرية عالية التأهيل والخبرة والمزايا التي تتفوق وتتجاوز قدرات تقنيات المعلومات بخطوات نوعية متقدمة وقدرات ابداعية غير مهيكلة .
ان نظم المعلومات التنفيذية – الاسترايجية لابد ان تقدم حلولا فريدة للمشاكل والمعضلات والأزمات التي تواجه المؤسسة أو المنظمة بمعناها الواسع ، كذلك لابد ان تنسجم عمل ذلك النظام مع الثقافة المنظمية بما يساهم في تطوير العمل والجهود المنظمة وتعزيز التنفيذ الاستراتيجي بصيغ مبتكرة أصيلة










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 30 أبريل 2024


.. باريس تأمر الشركات المصنعة بإعطاء الأولوية لإنتاج صواريخ أست




.. اقتصادي ورفيق بالبيئة... فرنسا تعرض الجيل الجديد للقطار فائق


.. الأمير محمد بن سلمان: نمو الاقتصاد الرقمي بالسعودية 3 أضعاف




.. أسعار الذهب تواصل الانخفاض فى مصر والجرام بـ 3070 جنيه